شهد سعر بتكوين فترة هادئة غير معتادة، إذ يقلص المضاربون نشاطهم في انتظار نتيجة الانتخابات الأميركية المقبلة.
تقلب سعر العملة المشفرة الرئيسية بأقل من 5% لمدة 34 جلسة متتالية حتى أمس، وهو ما يتساوى مع أطول سلسلة هدوء مشابهة خلال سنة، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
خيب الهدوء في حركة الأسعار، آمال العديد من مستثمري مجتمع العملات المشفرة، إذ إن هذه الفئة من الأصول عادة ما تشهد أداء جيداً خلال أكتوبر من كل عام، ما أكسبه لقب "أبتوبر" (جمع لكمتي ارتفاعات وأكتوبر في دلالة على الارتفاعات التي تحصل عادة في هذا الشهر.).
عام تنصيف بتكوين
جاء في منشور لكي يونغ جو مؤسس والرئيس التنفيذي لموقع "كريبتو كاونت.كوم" (CryptoQuant.com) على منصة "إكس": "انقضى 285 يوماً من 2024. إذا لم تسجل بتكوين صعوداً خلال الأيام الأربعة عشر المقبلة، فستُعتبر هذه أطول فترة استقرار للأسعار خلال سنة تجري خلالها عملية تنصيف مكافأة التعدين في التاريخ".
خلال شهور أكتوبر السابقة على مدى 10 سنوات ماضية، انخفضت "بتكوين" مرتين فقط، وسجلت متوسط ارتفاع يتجاوز 20% خلال الشهر، بالمقارنة مع متوسط زيادة 6% تقريباً في كافة الشهور خلال العقد الماضي، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".
ينسب الكثيرون حالة الخمول الحالية إلى نقص المحفزات الواضحة، مع تركيز الانتباه على الانتخابات الرئاسية الأميركية المنتظرة. دخل المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الذي أصبح الآن داعماً صريحاً لقطاع العملات المشفرة، أيضاً في مجال التمويل اللامركزي من خلال مشروعه" وورلد ليبرتي فاينانشال" (World Liberty Financial project). بينما يبقى موقف منافسته، نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، أقل وضوحاً، إذ لا تظهر أي علامات على تراجع حملة الإجراءات التنظيمية الصارمة ضد القطاع تحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أمس شركة "كامبرلاند دي آر دبليو" (Cumberland DRW)، ذراع العملات المشفرة لشركة "دي آر دبليو هولدينغز" (DRW Holdings) العملاقة للتداول لحسابها الخاص ومقرها شيكاغو، بالعمل كوسيط أوراق مالية غير مسجل في أصول مشفرة بقيمة تتجاوز ملياري دولار. كانت اللجنة قد اتخذت سابقاً إجراءات ضد مستثمرين آخرين في مجال العملات المشفرة مثل "بينانس" و"كوين بيس".
نتائج الانتخابات المنتظرة
قال ليو ميسوهارا، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة إدارة الأصول المشفرة "هاش نوت" (Hashnote): "نحن ننتظر الانتخابات للتحرك الكبير المقبل. يتوقع كثيرون تأثيراً إيجابياً لفوز ترمب بالرئاسة على أسعار بتكوين. بينما يُعتبر موقف هاريس أكثر غموضاً، إذ يعتقد بعض الأشخاص أنها ستستمر في الخط الديمقراطي المعادي للقطاع، لكن الكثيرين يأملون أن تدعم أكثر العملات المشفرة والتكنولوجيا، مقارنة ببايدن".
على صعيد سوق عقود الخيارات، يتوقع المتداولون ارتفاع التقلبات مع اقتراب انتخابات نوفمبر وفق زهير ابتكار، مؤسس صندوق العملات المشفرة "سبليت كابيتال" (Split Capital)، الذي أشار إلى أن المضاربين يراهنون على ارتفاع التقلبات في السوق مع اقتراب الانتخابات خلال نوفمبر المقبل.
أضاف ابتكار: "معظم الأشخاص في سوق العملات المشفرة ينتظرون حتى يحدث نوع من النشاط بشكل فوري. بعد رؤية كامبرلاند وغيرها من الشركات التي تم اتخاذ إجراءات قانونية ضدها مؤخراً، فإن جزءاً كبيراً من سياسة دونالد ترمب تتمثل في دعمه للعملات المشفرة".
ونشر حساب "ويب3 ديغان" على منصة "إكس" رسماً ساخراً يعبر عن الاستياء من ضعف أداء بتكوين في أكتوبر الذي يشهد ارتفاعات ومكاسب للمضاربين عادة.
علاوة على ذلك، فإن الفائض في سوق الخيارات، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بفئات الأصول الأخرى، جعلت البدائل في سوق العملات المشفرة الفورية أكثر جاذبية للمتداولين.
فائض عقود الخيارات
قال شيليانغ تانغ، رئيس شركة التداول الرئيسية "أربيلوس ماركتس" (Arbelos Markets) التي تستثمر أموالها الخاصة: "يتوافر الكثير من العرض في أسواق عقود الخيارات، ما جعل التجار يحتفظون بحجم كبير منها وهو ما كبح التقلبات".
وأضاف أن هذا "يأتي إلى جانب عدم اليقين المستمر بشأن الانتخابات والأسواق المالية التي تتأثر بعوامل الاقتصاد الكلي، ومع جذب الأسهم الصينية والأسواق التقليدية الانتباه بعيداً عن العملات المشفرة، تراجعت أسواق العملات المشفرة مؤخراً".
اعتبر سبنسر هالارن، رئيس التداول الخارجي في شركة استثمار العملات المشفرة "جي إس آر" (GSR)، أنه مع الإطلاق الوشيك لعقود خيارات مرتبطة بصندوق بتكوين المتداول بالبورصة الخاص بشركة "بلاك روك" وزيادة اعتماد أقدم عملة مشفرة، من المرجح أن يستمر انحسار التقلب في سعر بتكوين.
اختتم: "مع نضوج بتكوين بوصفها فئة أصول مقبولة على نطاق واسع من الأسواق، فإنه من المنطقي توقع تراجع حدة التقلب المُدرك".