طرحت مجموعة من الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر مباشرة في العملات المشفرة للمرة الأولى في هونغ كونغ اليوم الثلاثاء، ما يبشر بمنافسة محتملة مع صناديق "بتكوين" في الولايات المتحدة، التي أدت شعبيتها إلى صعود قياسي في الأصول المشفرة.
وأدرجت شركتان لإدارة الأصول، هما "هارفيست غلوبال إنفستمنتس" (Harvest Global Investments)، الوحدة المحلية لشركة "تشاينا أسيت مانجمنت"، وشراكة بين "هاش كي كابيتال" (HashKey Capital) و"بوسيرا أسيت مانجمنت (إنترناشيونال)" (Bosera Asset Management)، صناديق متداولة لعملتي "بتكوين" و"إيثر" في بورصة المدينة.
حجم الطلب
سيدلل مستوى الطلب على الصناديق، على مدى رواج وتقدم جهود هونغ كونغ للتحول إلى مركز للأصول المشفرة محكم التنظيم. ويأمل المسؤولون في أن يساعد التحول نحو التركيز على العملات المشفرة في استعادة سمعة المدينة بوصفها مركزاً مالياً عصرياً، وهي سمعة تضررت بسبب حملة إجراءات قمعية استهدفت المعارضة.
اقرأ أيضاً: هونغ كونغ توافق مبدئياً على إطلاق صناديق متداولة في بتكوين وإيثريوم
أطلقت جهات إصدار من بينها "بلاك روك" و"فيديليتي إنفستمنتس" صناديق بتكوين الأميركية المتداولة في البورصة في عملية طرح تاريخية في يناير الماضي، وتبلغ قيمة أصولها 53 مليار دولار حتى الآن. بالنسبة لهونغ كونغ، تقدّر ريبيكا سين من "بلومبرغ إنتليجنس" أن صندوقي بتكوين وإيثريوم في المدينة قد يجمعان مليار دولار على مدى سنتين.
الغرب والشرق
أوضح هان تونغلي، الرئيس التنفيذي لـ"هارفست غلوبال"، في مقابلة، أن هذا التقدير "صغير للغاية". ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المنتجات والخدمات المالية في هونغ كونغ "تحظى بقبول المستثمرين في كل من الغرب والشرق"، بينما تقدم الولايات المتحدة الأميركية خدماتها بصفة أساسية للغرب.
الثروات الصينية المتواجدة في المدينة من المصادر المحتملة لتدفق الاستثمار في الصناديق المطروحة في هونغ كونغ، علاوة على بورصات العملات المشفرة وصناع السوق الذين ينشطون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
تداول العملات المشفرة محظور في البر الرئيسي الصيني -ما يسفر عن نشاط غير رسمي- ومن المرجح أن تبقى الصناديق التي ستنطلق مستقبلاً خارج نطاق البرنامج الذي يتيح للمستثمرين من الصين فرصة الاستثمار في بعض الصناديق المتداولة في البورصة في هونغ كونغ.
اقرأ أيضاً: هونغ كونغ تعلن أن لوائحها الجديدة للتشفير لن تكون مُتساهلة
تتبنى هونغ كونغ آلية اكتتاب واسترداد عينية للصناديق المتداولة في البورصة، والتي تسمح بمبادلة الأصول الأساسية بوثائق الصندوق والعكس صحيح، بينما تستخدم صناديق بتكوين الأميركية نموذج استرداد نقدي.
ذكر هان من "هارفست غلوبال" أن النهج العيني يعزز جاذبية منتجات المدينة، وهو من بين الأسباب التي تجعل الإقبال النهائي على الصناديق المتداولة في البورصة في هونغ كونغ أكبر بثلاث مرات من الصناديق الأميركية.
التداول الآسيوي
نبّه آخرون إلى ضرورة قياس الطلب المتوقع بما يلائم صغر حجم القطاع المالي في هونغ كونغ. وتسمح المدينة فعلاً بتداول الصناديق القائمة على العقود الآجلة للعملات المشفرة، لكن أصولها الإجمالية التي تبلغ 164 مليون دولار تقريباً، تمثل رقماً ضئيلاً مقارنة مع أصول صندوق "بروشيرز بتكوين استراتيجي" المتداول في البورصة التي تبلغ 2.3 مليار دولار، وهو صندوق قائم على عقود المشتقات المالية في الولايات المتحدة الأميركية.
اقرأ أيضاً: طموح هونغ كونغ بسوق التشفير يواجه تحفظ شركات الأصول الرقمية
أوضح إيثان لي من "بوسيرا أسيت مانجمنت" الدولية في مقابلة أن هونغ كونغ قد تتخلف عن الولايات المتحدة في إطلاق صناديق العملات المشفرة المتداولة في البورصة، وتحظى بسوق أصغر لصناديق الاستثمار الخاملة، لكن الصناديق المحلية ستظل جاذبة بسبب سهولة وإتاحة الاستثمار فيها، خاصة للتعاملات الآسيوية.
قالت الرئيسة التنفيذية دوريس ليان إن "بوسيرا" تطمح إلى زيادة عدد فريقها ومجموعتها من منتجات الأصول الرقمية. وأضافت أنها "واثقة من أن هونغ كونغ ستحظى بمكانة بارزة في مجال الأصول الافتراضية العالمية".
مستويات قياسية
تعافت الأصول المشفرة من تراجع حاد خلال 2022، حيث صعدت بتكوين بنسبة 287% تقريباً منذ بداية السنة الماضية وحققت رقماً قياسياً بلغ 73798 دولاراً في مارس الماضي، في حين ارتفعت إيثريوم بنسبة 169%. و توقفت موجة الصعود مؤخراً، فتراجعت بتكوين بنحو 10 آلاف دولار من أعلى مستوى لها.
وقفزت كبرى الأصول المشفرة بنسبة 1.7% مسجلة 64 ألف دولار عند الساعة 9:35 صباحاُ بتوقيت هونغ كونغ مع بدء تداول الصناديق الجديدة. وصعدت إيثريوم -ثاني أكبر الرموز المشفرة- بنسبة 1% تقريباً.
من المرجح أن يدقق المستثمرون في البيانات الواردة من جهات الإصدار لقياس صافي تدفق الأموال في صناديق هونغ كونغ. فقد أسفرت الأرقام المماثلة في الصناديق الأميركية أحياناً عن تقلبات في أسعار العملات المشفرة مع ضعف وتراجع الطلب.