سحب مستثمرون ما قيمته 218 مليون دولار من صناديق بتكوين المتداولة في البورصة الأميركية، في واحدة من أسوأ عمليات التخارج اليومية، في ظل تأثر الطلب على الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر تحت وطأة تلاشي آمال خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
عمليات التخارج أمس شملت 23 مليون دولار من صندوق "فيديليتي وايز أوريجين بتكوين فَند" (Fidelity Wise Origin Bitcoin Fund)، للمرة الأولى منذ بدء إطلاقه في 11 يناير، جنباً إلى جنب مع مجموعة من الصناديق مثل "آي شيرز بتكوين تراست" (iShares Bitcoin Trust التابع لـ"بلاك روك".
في حين أن المجموعة التي تضم الكثير من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة حطمت الأرقام القياسية في طريقها إلى جمع أصول مجمعة تبلغ نحو 54 مليار دولار حتى الآن، فقد انخفض الطلب على الاستثمارات خلال الآونة الأخيرة. ودفعت بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي توضح ارتفاع تكاليف الاقتراض على المدى الطويل، عوائد سندات الخزانة إلى الارتفاع، ما يمثل ظروفاً سيئة للاستثمارات الهادفة إلى المضاربة على أصول مثل العملات المشفرة.
"بتكوين" تهيمن على 55% من سوق العملات المشفرة
كتبت نويل أتشيسون، مؤلفة النشرة الإخبارية "كريبتو إز ماكرو ناو" (Crypto Is Macro Now)": "خلاصة القول، يمكننا أن نتوقع أن يتقهقر سعر بتكوين لفترة من الوقت، طالما أن أوضاع الاقتصاد الكلي تواصل دعم العوائد المرتفعة".
"رابع أسوأ تدفق يومي للأموال للخارج"
التخارج البالغة قيمته 218 مليون دولار يُعتبر رابع أسوأ تدفق للأموال للخارج من عدد كبير من صناديق الاستثمار المتداولة. يوم الأربعاء الماضي، كسر صندوق "بلاك روك" سلسلة استمرت 71 يوماً من التدفقات الواردة المتواصلة.
استقر سعر بتكوين عند 64,320 دولاراً في الساعة 8:10 صباحاً بلندن يوم الجمعة، منخفضاً عن مستواه القياسي المسجل في منتصف مارس البالغ 73,798 دولاراً. من المرتقب أن تطلق هونغ كونغ صناديق استثمار متداولة في البورصة تتعامل على العملات المشفرة بشكل فوري لأول مرة الأسبوع المقبل، وهو أمر يعتبره البعض عاملاً محتملاً لزيادة التقلبات.
إطلاق صناديق العملات المشفرة يختبر طموح هونغ كونغ الرقمي
قالت أتشيسون: "ما يحدث يمثل تطوراً إيجابياً للعملات المشفرة، لكن لن يؤدي على الأرجح إلى حدوث زيادة كبيرة في الاستثمارات فوراً.. فالأمر يحدث من تسهيل استثمار الأفراد في القطاع وتوسيع نطاق نشر الثقافة بشأنها".