قبل ساعات على تطبيق برنامج "بتكوين" المسمى بـ"التنصيف"، يرى مصرفا "جيه بي مورغان" (.JPMorgan Chase & Co) و"دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG) أن السوق تأخذ في الاعتبار هذا التحديث الذي يتم مرة كل أربع سنوات، ووصف منذ فترة طويلة باعتباره أحد العوامل الرئيسية لدعم قيمة العملة المشفرة.
بدلاً من التركيز على سعر بتكوين، سينعكس التأثير الرئيسي لهذا الأمر على تعدين العملة المشفرة، حسبما كتب محللو "جيه بي مورغان" في مذكرة أمس الخميس. مع خروج منصات التعدين المتعثرة من شبكة "بتكوين"، يتوقع المحللون صمود القطاع، حيث تكون الشركات المدرجة في وضعية أفضل للحصول على حصة في السوق.
كتب محللو "جيه بي مورغان": "منصات تعدين بتكوين المدرجة في البورصة في وضعية جيدة للاستفادة من المنظومة الجديدة، ويرجع ذلك أساساً إلى زيادة الوصول إلى التمويل، وخاصة تمويل عبر الأسهم. يساعد ذلك المنصات على توسيع نطاق عملياتها، والاستثمار في أجهزة أكثر كفاءة".
بالمثل، لا يتوقع محللو "دويتشه بنك" أن ترتفع أسعار بتكوين بشكل ملحوظ بعد التنصيف. وقال المحللون إنه نظراً لأن خوارزمية بتكوين توقعت التنصيف بالفعل، فقد أخذت السوق بالفعل هذا الحدث في الاعتبار.
يؤدي هذا الحدث إلى خفض ما يسمى بمكافأة التعدين، وهي عبارة عن مبلغ ثابت من "بتكوين" التي تصدرها الشبكة لتعويض منصات التعدين عن التحقق من صحة معاملاتها، بمقدار النصف كل أربع سنوات. من المرجح أن يصبح هذا التعديل ساري المفعول في وقت متأخر من اليوم الجمعة، وفقاً لبيانات من موقع تحليلات تعدين العملات المشفرة "ميم بول سبيس" (mempool.space).
معدل تجزئة الشبكة
في الماضي، بعد خفض "بتكوين" إلى النصف، هبط معدل تجزئة الشبكة بشكل عام-وهو المقياس المتبع في الصناعة ويشير إلى قدرة الشبكة على إنتاج العملة المشفرة- حيث يتم الأخذ في الاعتبار بعض منصات التعدين العاملة خارج السوق، حسبما كتب محللو "دويتشه بنك"، والذين أضافوا أن "المشاركة في عملية تخمين التجزئة، وإضافة كتلة إلى بلوكتشين تصبح أقل ربحية مع انخفاض مكافأة التعدين".
بعد عمليات التنصيف الثلاث الأولى لبتكوين، انخفض معدل التجزئة بنسب 25%، و11%، و25%، وفقاً لـ"دويتشه بنك".
على الرغم من عدم توقع تقلبات جذرية في الأسعار، لا يزال "دويتشه بنك" يتوقع أن تظل أسعار بتكوين مرتفعة في ظل توقعات بموافقات فورية على صناديق الاستثمار المتداولة في إيثريوم، وتخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي والتغييرات التنظيمية.
كتب المحللون: "بالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة في حلول الطبقة الثانية، ونشاط التمويل اللامركزي، مما يزيد من الميزة العملية للشبكة، ويبدأ الإعداد في الظهور بشكل ملحوظ لصالح منظومة بتكوين، ومجال العملات المشفرة الأوسع".
حالياً، تمثل الولايات المتحدة 40% من تعدين بتكوين. ومع ذلك، يتفق كل من "جيه بي مورغان" و"دويتشه بنك" على أنه من المحتمل أن تتطلع بعض شركات تعدين بتكوين إلى التنويع والتوجه نحو "مناطق منخفضة تكلفة الطاقة"، مثل أميركا اللاتينية أو أفريقيا بعد التنصيف لتحديد موقع إمدادات التعدين غير الفعالة، والحصول على قيم التصفية من تلك المنصات، والتي كانت ستبقى خاملة لولا ذلك.