تماسكت عملة بتكوين بعد ارتفاعها بما يتجاوز 47 ألف دولار على خلفية الرهانات على أن الولايات المتحدة تستعد للموافقة على إطلاق أول صناديق متداولة في البورصة بالبلاد تستثمر مباشرة في أكبر أصل رقمي في العالم.
انخفضت العملة المشفرة إلى 46770 دولاراً عند الساعة 8:56 صباحاً في سنغافورة يوم الثلاثاء، بعد قفزة بنسبة 6.5% يوم الإثنين في الولايات المتحدة. وبلغت نسبة ارتفاعها في العام الجديد حتى الآن 10%، ما يأتي على النقيض من الانخفاضات التي شهدتها الأسهم والذهب خلال نفس الفترة. تتوقع سوق العملات المشفرة الحصول على الضوء الأخضر لصناديق الاستثمار المتداولة الفورية لبتكوين في الولايات المتحدة بحلول الموعد النهائي في 10 يناير.
تقدمت عدة شركات للحصول على تراخيص لطرح صناديق الاستثمار المتداولة الفورية لبتكوين بالبورصة ومنها "بلاك روك" (BlackRock Inc)، و"فيديليتي" (Fidelity Investments)، و"أرك إنفستمنتس مانجمنت" (Ark Investment Management). وقامت ذهذه الشركات بتحديث ملفاتها لدى هيئة الأوراق المالية والبورصة، وسيكون أمام الهيئة التنظيمية حتى يوم الأربعاء، لاتخاذ إجراء بشأن واحد على الأقل من الطلبات. ويراهن المضاربون على أن الهيئة ستعلن عن عدد كبير من القرارات في وقت واحد لتجنب منح ما يسمي بميزة المبادر الأول.
سلسلة من الانهيارات
إذا تمت الموافقة على تلك الصناديق، فإن السؤال التالي سيكون مرتبطاً بمقدار الأموال التي سيتم جذبها. ارتفعت عملة بتكوين بنسبة 172% في الأشهر الـ12 الماضية في إشارة إلى أن المتداولين يتوقعون اعتماداً أكبر للعملة الرقمية من قبل المستثمرين الرئيسيين عبر صناديق الاستثمار المتداولة.
قال كايل دوان، المتداول في "أركا" (Arca): "يبدو أن المشاركين بدأوا يعتقدون أن التدفقات الأولية ستتجاوز التوقعات بالفعل".
قام مقدمو الطلبات بتعديل ملفاتهم، يوم الإثنين، في الولايات المتحدة في دفعة أخيرة لتقديم منتجات صناديق الاستثمار المتداولة الفورية لبتكوين بعد أكثر من عقد من المحاولة الأولى.
جادل رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، غاري غينسلر، مراراً وتكراراً بأن العملات المشفرة يشوبها بالاحتيال وسوء السلوك. واتخذت الهيئة إجراءات صارمة ضد القطاع في أعقاب هزيمة السوق في عام 2022 والانهيارات التي شملت إفلاس بورصة "إف تي إكس" (FTX) التابعة لسام بانكمان فريد.
لكن الهيئة خسرت العام الماضي معركة قانونية رئيسية ضد مدير الأصول المشفرة "غرايسكال إنفستمنتس" (Grayscale Investments LLC) مما أثار تكهنات بأن الهيئة التنظيمية سيتعين عليها الإذعان لصناديق الاستثمار المتداولة الفورية.
خطر على المستثمرين
يؤكد المنتقدون لتلك الصناديق، أن المنتجات تشكل خطراً على المستثمرين نظراً لأن الأصول الرقمية تشتهر بالتقلب وجذب الأنشطة غير المشروعة.
وقال دينيس كيليهر، الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيتر ماركتس" (Better Markets) للإصلاح المالي: "ما سيحدث، لسوء الحظ، هو أن الكثير والكثير من الأميركيين في رأينا، سوف يتضررون مالياً".
أدى التقدم في سعر بتكوين إلى رفع سوق الأصول الرقمية على نطاق أوسع، وتعزيز العملات الرمزية الأصغر مثل سولانا وكاردانو. ارتفعت معظم الأسهم الأميركية المرتبطة بالعملات المشفرة يوم الإثنين، مما مهّد الطريق أمام نظيراتها الآسيوية مثل مجموعة "مونيكس" (Monex) اليابانية، وشركة "ووري تكنولوجي إنفستمنتس" (Woori Technology Investment Co) في كوريا الجنوبية.
تقلبات مستقبلية
يتساءل بعض مراقبي العملات المشفرة عمَّا إذا كان سعر بتكوين سيطاله التراجع في حال موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أخيراً على الصناديق، نظراً لأن المضاربين قد يقررون جني الأرباح بعد ارتفاع العملة المشفرة.
وكتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في شركة "بيبيرستون غروب" (Pepperstone Group Ltd)، في مذكرة، أنه لا توجد "علامات" على ما يسمى بحدث "البيع على الأخبار" حتى الآن. ووفقاً لتوني سيكامور، محلل السوق في "آي جي أستراليا بي تي واي" (IG Australia Pty)، فإنه استناداً إلى أنماط الرسم البياني، يعد مستوى 51000 دولار هدفاً محتملاً قبل حدوث أي تراجع من هذا القبيل.
بالنظر إلى تقلبات الأسعار على المدى القصير، فإن "النتيجة الرئيسية لموافقة صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين الفورية ستكون آلة التسويق التي تقف وراء زيادة الوعي بالعملة، مدعومة ببعض أكبر الأسماء في التمويل التقليدي"، بحسب ما كتبته نويل أتشيسون، محررة النشرة الإخبارية "كريبتو إز ماكرو ناو" "Crypto Is Macro Now".