تجاهلت عملة "بتكوين" هبوطاً في الأسواق العالمية أثناء ارتفاعها إلى أعلى مستوى لها منذ ما يزيد على 19 شهراً، في إشارة إلى استقلال حركتها عن أداء الأصول الأخرى.
قفزت العملة الرقمية بنسبة 5.8% مسجلة 42 ألف دولار يوم الاثنين، وتراجعت قليلاً عن هذا المستوى في تعاملات آسيا الصباحية يوم الثلاثاء. أداؤها يأتي على النقيض من مؤشرات الأسهم والسندات العالمية التي تعاني من خسائر منذ بداية الأسبوع.
كتب رئيس استراتيجية الأصول الرقمية في شركة "فاندسترات غلوبال أدفايزرز" (Fundstrat Global Advisors) شون فاريل في مذكرة: "يؤكد هذا التباين في الأداء على ضعف الارتباط حالياً بين العملات المشفرة والأصول التقليدية الأخرى".
تراجع الارتباط بين "بتكوين" وأصول أخرى مثل الأسهم والذهب في عام 2023، عندما ساعدت عوامل تتعلق تحديداً بقطاع الرموز المشفرة على ارتفاع أكبر الأصول الرقمية بنسبة 152%. ومن بين العوامل الرئيسية وراء هذه الزيادة توقع الأسواق أن تسمح الولايات المتحدة بإدراج أول صندوق متداول في البورصة، يستهدف التعاملات الفورية المباشرة لعملة "بتكوين"، ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة المشفرة.
اقرأ المزيد: سوق صناديق تداول بتكوين مرشحة لبلوغ 100 مليار دولار
انخفض معامل الارتباط لمدة 90 يوماً بين "بتكوين" ومؤشر شركة "إم إس سي آي" للأسهم العالمية إلى 0.18 بدلاً من 0.60 في بداية هذا العام. وتظهر دراسة مماثلة عن الارتباط بين العملة المشفرة والأسعار الفورية للذهب انخفاض هذا الرقم إلى حوالي صفر بدلاً من 0.36.
إذا سجل معامل الارتباط رقم 1، فمعنى ذلك أن هناك ارتباطاً قوياً في نفس الاتجاه بين حركة هذه الأصول، في حين أن -1 يعنى أن كلاً منها يتحرك في عكس اتجاه الآخر.
حملة الولايات المتحدة
لعب عامل آخر يخص هذا القطاع تحديداً دوراً في انطلاق "بتكوين"، وهو التنظيم والرقابة، إذ تنتعش آمال قادة قطاع التشفير في انتهاء أسوأ مرحلة في الحملة الأميركية على نشاطهم.
في الأسابيع القليلة الماضية، سُجن سام بانكمان فريد بتهمة الاحتيال في بورصة "إف تي إكس" (FTX)، وخضعت بورصة العملات المشفرة الكبرى "بينانس" (Binance) ومؤسسها تشانغ بنغ تشاو لغرامات باهظة بعد الإقرار بالذنب في انتهاكات مكافحة غسل الأموال والعقوبات الأميركية.
قالت لوسي غازماراريان، شريكة إدارية في شركة "توكن باي كابيتال" (Token Bay Capital) على تلفزيون بلومبرغ: "إن شعوراً يسود بأن السلطات والأجهزة الرقابية في الولايات المتحدة قد أعلنت فعلاً عن موقفها وقالت كلمتها. ونستطيع الآن أن نتوقع مزيداً من الحوار مع هذه الأجهزة".
اقرأ أيضا: كيف تغيرت صناعة التشفير بعد عام من انهيار "إف تي إكس"؟
"تشبع شرائي"
بعض المؤشرات الفنية، مثل مؤشر عن القوة الدافعة يسمى مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً، يشير إلى أن "بتكوين" حققت "ارتفاعاً حرجاً"، بعد أن سجل 75 نقطة، وأي قراءة له فوق مستوى 70 نقطة تعتبر حالة "تشبع شرائي".
في الوقت نفسه، تشتعل المضاربة على العملة المشفرة بسبب توقع أن تعطي لجنة الأوراق المالية والبورصات الضوء الأخضر لإدراج صناديق مؤشرات متداولة تتعامل مباشرة على "بتكوين" في الولايات المتحدة بحلول شهر يناير.
والمراهنة على خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل ساهمت أيضاً في تشجيع المستثمرين.
قالت شركة "روبن هود ماركتس" (Robinhood Markets) للوساطة عبر الإنترنت في إفصاح يوم الإثنين إن حجم تداول العملات المشفرة الافتراضية على منصتها في شهر نوفمبر ارتفع بنسبة 75% تقريباً عن مستوى أكتوبر.
وذكرت شركة الأبحاث "كايكو" (Kaiko) في مذكرة أن احتمال استمرار "بتكوين" في الارتفاع "سيصبح أشد وضوحاً بالتأكيد عند التوصل إلى قرار يتعلق بصناديق المؤشرات المتداولة".
تراجع سعر "بتكوين" بنسبة تقل عن 1% مسجلا 41772 دولاراً في تمام الساعة 10:45 في سنغافورة. وشهدت العملات الافتراضية الأخرى مثل "إيثر" و"بي إن بي" تحركات صغيرة.