وافق الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس"، تشانغبينغ تشاو، على الإقرار بالذنب في تهم مكافحة غسل الأموال، ودفع غرامة قدرها 50 مليون دولار خلال جلسة استماع في محكمة سياتل الفيدرالية، اليوم الثلاثاء، بموجب صفقة شاملة تم التوصل إليها مع وزارة العدل تهدف إلى الحفاظ على استمرار تشغيل الشركة.
تشاو وافق على التنحي كجزء من التسوية، التي شملت وزارة الخزانة ولجنة تداول السلع الآجلة، وفقاّ لأشخاص مطلعين على الأمر. كما وافقت منصة "بينانس" على الإقرار بالذنب في التهم الجنائية ودفع غرامة قدرها 4.3 مليار دولار، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. تنهي الصفقة تحقيقاً دام سنوات في بورصة العملات المشفرة.
الاتهامات الموجهة إلى "بينانس" وتشاو
كُشف عن القضية الحكومية ضد "بينانس" في المحكمة الفيدرالية بولاية واشنطن، اليوم الثلاثاء، حيث كان تشاو يستعد لتقديم التماسه. وُجهت للشركة ثلاث تهم، بما في ذلك انتهاكات غسل الأموال، والتآمر لإجراء أعمال تحويل أموال غير مرخصة، وانتهاك العقوبات.
انخفضت "BNB"، العملة المشفرة المرتبطة بنظام "بينانس"، حوالي 5% بعد تداول الأنباء. وكان الرمز قد وصل إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر في وقت سابق من اليوم بعد ورود أنباء عن أن وزارة العدل ستؤكد قريباً إجراء تسوية مع البورصة.
ينص الإيداع على أن شركة "بينانس" وتشاو مشتركان في"جهد متعمد ومحسوب" للاستفادة من السوق الأميركية، في الفترة من أغسطس 2017 حتى أكتوبر 2022 تقريباً، دون تنفيذ الضوابط التي يقتضيها القانون.
يُنتظر أن يعقد المدعي العام الأميركي ميريك جارلاند، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، مؤتمراً صحفياً في الساعة 3:00 بعد الظهر بالتوقيت الشرقي يوم الثلاثاء للإعلان عن المزيد من التفاصيل حول التسوية.
وتأتي هذه الاتهامات كجزء من تسوية تم التفاوض عليها بين الجانبين، والتي ستحل مزاعم ارتكاب مخالفات جنائية تتراوح بين غسل الأموال والاحتيال المصرفي إلى انتهاك العقوبات. وكانت بلومبرغ قد نشرت عن التسوية يوم الإثنين.
سقوط "بينانس"
يمثل القرار ضد أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم ورئيسها واحدة من أكبر العقوبات المفروضة داخل صناعة العملات المشفرة، والتي تواجه تدقيقاً شديداً من وزارة العدل والوكالات الحكومية الأخرى والمشرعين.
ظهرت منصة "بينانس" في ساحة العملات المشفرة عام 2017، وتفوقت سريعاً على منافسين أكبر، وصعدت حصتها السوقية إلى أكثر من 60% حول العالم بعد انهيار "إف تي إكس" في نوفمبر 2022. ومنذ ذلك الحين، هوت حصتها السوقية المجمعة للعملات المشفرة الفورية والمشتقات إلى أقل من 44% هذا الشهر، بحسب بيانات أبحاث "سي سي داتا" (CCData).
تراجع حصة بينانس بالسوق الفورية للعملات المشفرة للشهر السابع
قاضت وزارة العدل مؤخراً سام بانكمان فريد، المؤسس المشارك لشركة "إف تي إكس"، في نيويورك، بتهمة تنظيم اختلاس بمليارات الدولارات لأموال العملاء مما أدى إلى انهيار بورصة العملات المشفرة. أُدين بانكمان فريد بتهمة التآمر للاحتيال بعد المحاكمة.
رفعت كل من هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) وهيئة الأوراق المالية والبورصات دعوى قضائية ضد "بينانس" وتشاو بدعوى ارتكاب مجموعة من الانتهاكات، بما في ذلك سوء التعامل مع أموال العملاء والسماح للأميركيين بالوصول بشكل غير قانوني إلى المنصة.