أضافت "بتكوين" إلى خسائرها المتراكمة خلال أسوأ أسبوع لها منذ نوفمبر 2022، إذ يؤدي احتمال ارتفاع تكاليف الاقتراض لفترة أطول، إلى إضعاف الطلب على الاستثمارات ذات المخاطر العالية في الأسواق العالمية.
انخفض أكبر الأصول الرقمية 1% تقريباً إلى نحو 26 ألف دولار أميركي في الساعة 8:33 صباحاً بتوقيت لندن يوم الإثنين، وتم تداوله بالقرب من أدنى مستوى له في شهرين، بعد التراجع أكثر من 10% في الأيام السبعة حتى أمس الأحد. انخفضت أيضاً العملات الأصغر مثل "إيثريوم" و"إكس آر بي".
تقترب عوائد سندات الخزانة الأميركية على المدى الطويل، من أعلى مستوياتها خلال عدة سنوات، في إطار عمليات بيع السندات عالمياً، التي تعكس خطر الفترة الطويلة من عملية تقييد السياسة النقدية، بهدف خفض التضخم. يمثل تقييد السياسة النقدية تحدياً للأصول الأكثر خطورة، مثل الأسهم والعملات المشفرة.
"بتكوين" تنخفض دون 29 ألف دولار للمرة الأولى في أكثر من شهر
من المقرر أن يجتمع كبار مسؤولي البنوك المركزية في "جاكسون هول" هذا الأسبوع لحضور الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. سيتم تحليل تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة من كثب، بحثاً عن أدلة إزاء توقعات السياسة النقدية.
قال توني سيكامور، محلل السوق في "أي جي أستراليا" (IG Australia Pty): "من المحتمل أن تأمل السوق في صدور خطاب بشأن تخفيف السياسة النقدية خلال منتدى جاكسون هول.. لا أعتقد أن المشاركين يعتزمون الإعلان عن تيسير السياسة النقدية".
يتوقع سيكامور أن ينخفض مؤشر الأسهم "إس أند بي 500" بنسبة تتراوح بين 2% و3% وسط ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات لتتجاوز 4.33%، وأن تواصل "بتكوين" تراجعها إلى نحو 25 ألف دولار.
على أعتاب هبوط أعمق
لا يزال قطاع العملات المشفرة يتمسك بالأمل في وجود قوة دافعة من إطلاق تطبيقات تداول صناديق "بتكوين" الفورية وصناديق "الإيثريوم" الآجلة المتداولة في البورصة بالولايات المتحدة.
كتبت نويل أتشيسون، مؤلفة النشرة الإخبارية "كريبتو إز ماكرو ناو": "على الرغم من المخاطر الكلية، يوجد محفز قوي محتمل للعملات المشفرة، وهو إدراج صناديق التداول والاستثمار".
ترسم بعض الإشارات الفنية التي يتبعها محللو الرسم البياني صورة مختلطة. يشير مقياس الزخم المعروف باسم مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً، إلى أن "بتكوين" قريبة من مستوى ذروة البيع منذ منتصف عام 2022.
تشير دراسة شركة "إيشيموكو كلاود" التي تستخدم الصيغ الرياضية للمساعدة في تحديد مناطق المقاومة والدعم، إلى أن "بتكوين" قد تكون على أعتاب تراجع أعمق حال انخفاضها إلى أقل من 25700 دولار.
كان تراجع "بتكوين" الأسبوع الماضي هو الأكبر منذ انهيار بورصة العملات المشفرة "إف تي إكس" خلال الربع الأخير من عام 2022. بلغت مكاسبها منذ بداية 2023 نحو 57%، بانخفاض من 90% حتى منتصف يوليو.
تشير مؤشرات أخرى إلى إحجام المستثمرين الأفراد والمؤسسات عن التعامل مع العملات المشفرة بعد الهبوط خلال العام الماضي، وحدوث الانهيار على غرار "إف تي إكس" والمشهد التنظيمي المتغير باستمرار.
عودة الإقبال على صناديق "إيثر" وسط التفاؤل تجاه التشفير
على سبيل المثال، كان متوسط أحجام التداول اليومية الفورية في البورصات المركزية للأصول الرقمية على مدى الأشهر الأربعة الماضية هو الأدنى منذ أكتوبر 2020، عندما كان سعر بتكوين عند نحو 10 آلاف دولار، حسب شركة الأبحاث "كايكو"( Kaiko).