انتعشت عملة "بتكوين" إلى مستويات سعرية لم تشهدها منذ نحو تسعة أشهر، وسط اضطرابات القطاع المصرفي، وبيانات التضخم المرتفعة، وتجدد الآمال في أن تثني هذه الأوضاع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن مواصلة رفع أسعار الفائدة.
تجاوز سعر أكبر عملة رقمية 28000 دولار لأول مرة منذ يونيو 2022، وتم تداولها بنحو 28200 دولار في الساعة 9:45 صباحاً في لندن يوم الإثنين. ارتفع سعر العملة المشفرة بأكثر من 70% منذ بداية العام. كما ارتفعت العملات الرمزية الأخرى أيضاً، حيث اكتسبت "إيثريوم" ما يقرب من 50% منذ مطلع السنة، فيما تضاعفت قيمة "سولانا"، وهي واحدة من العملات التي تعرضت قيمتها لخسارة كبيرة في العام الماضي.
استعادت أسواق العملات المشفرة الآن كل ما فقدته منذ انهيار صندوق التحوط "ثري أروز كابيتال" (Three Arrows Capital) و"سيلسيوز نيتورك" (Celsius Network). كما تلقت سوق العملات المشفرة دعماً من الفوضى في الأسواق المصرفية التقليدية، التي شهدت إعلان استحواذ مصرف "يو بي إس" على منافسه "كريدي سويس" المتعثر بوساطة حكومية يوم الأحد، وفشل عدد من البنوك الأميركية في الأسابيع الماضية.
تطلعات لأسعار أعلى
هزّت حالة عدم اليقين هذه أركان العالم المالي، لكنها شجعت مرجّحي صعود "بتكوين" الذين يرون الأصول الرقمية كوسيلة تحوط ضد التضخم، على الرغم من فشل هذا الرهان خلال العام الماضي الذي شهد تراجع العملة بأكثر من 60% بعد سلسلة من حالات الإفلاس والفضائح في القطاع.
لكن هناك من يرى أن لـ"بتكوين" متسع لتصعد أكثر هذا العام. فقد رفعت "ماتريكس بورت" (Matrixport) المُقرضة للعملات المشفرة سعرها المستهدف لـ"بتكوين" إلى 36000 دولار؛ وهو مستوى شوهد آخر مرة قبل انهيار العملة المستقرة "تيرا يو إس دي" (TerraUSD) في أوائل مايو من العام الماضي. أدى هذا الحدث إلى انتشار عدوى الخسائر في أسواق العملات المشفرة التي بلغت ذروتها بإفلاس بورصة الأصول الرقمية "إف تي إكس" (FTX) التابعة لسام بانكمان فريد بعد ستة أشهر.