روج أنصار "سولانا" لشبكتهم زاعمين أنها سلسلة الكتل التي "ستقضي على إيثريوم"، والـ"بلوكتشين" التي ستحدث ثورة في قطاع التشفير عن طريق تخفيض تكلفة المعاملات وزيادة سرعتها.
بدلاً من ذلك، أصبحت المنصة التي بلغ عمرها عامين ونصف العام ضحية للزواج الفوضوي – وغير المؤكد – بين اثنتين من كبرى الشركات العاملة في القطاع، شركتي "بينانس هولدينغز" (Binance Holdings) و"إف تي إكس دوت كوم" (FTX.com). وقد هوت عملتها المشفرة الأساسية سولانا (SOL) بنسبة بلغت 46% يوم الأربعاء وفقدت ما يزيد على نصف قيمتها خلال الأسبوع الجاري فقط. ولم تعان عملة مشفرة أخرى هبوطاً أعنف من هبوط عملة سولانا سوى عملة "إف تي تي" (FTT) التابعة لمنصة "إف تي إكس دوت كوم".
أما سبب ذلك فهو أن "سولانا" مدعومة من منصة لتداول الرموز المشفرة تدعى "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research)، وهي مثل منصة "إف تي إكس دوت كوم" يديرها سام بانكمان-فريد. وكانت التقارير التي تساءلت حول سلامة المركز المالي لشركة "ألاميدا" هي ما أطلقت سلسلة الأحداث التي أدت إلى عملية استحواذ قبلت على عجل من جانب شركة "بينانس" لمنصة "إف تي إكس دوت كوم" وأعلن عنها على "تويتر" يوم الثلاثاء. وقد استثمرت ذراع شركة "إف تي إكس" لرأس المال المخاطر في العديد من المشروعات التي تقوم على "سولانا".
بيع على المكشوف
أصبحت عملة "سولانا" (SOL) التي اعتبرها بعض المتعاملين صنواً لشبكة "إف تي إكس" هدفاً مثيراً ومغرياً للبيع على المكشوف. وانخفضت قيمتها السوقية من ذروة وصلت إلى 80 مليار دولار تقريباً في نوفمبر الماضي إلى ما يزيد قليلاً على 6 مليارات دولار، وفقاً للبيانات الصادرة عن "كوين جيكو". علاوة على أن سلسلة الكتل "سولانا" أصيبت بمجموعة من الأعطال كانت تشكل أزمة مستمرة على مدى العام الماضي.
Shorting SOL: A risky but alpha way to do synthetic withdrawals from FTX. Long an asset on FTX and short the same one on Binance. In the case of the world where the acquisition deal goes through, you are roughly flat (lose a bit on the basis). — Galois Capital (@Galois_Capital) November 9, 2022
قال تريستان فريتسا، مؤسس بورصة "زيتا ماركيتس" لتداول المشتقات التي تعتمد على بلوكتشين "سولانا": "إنني قلق فعلاً من الأثر الذي سينتج عن ذلك، في ضوء ما تمتلكه (ألاميدا) من محفظة كبيرة في عملة (سولانا) الرقمية والتي قد تنتهي إلى التصفية".
امتد تأثير الضربات المتكررة التي تعرضت لها عملة "سولانا" الرقمية إلى مختلف أرجاء النظام البيئي لمنصة "سولانا". فقد امتد أثرها إلى بروتوكول "سولند" (Solend)، وهو منصة تمويل لا مركزية للإقراض تعتمد على عملة "سولانا"، وقد شهدت زيادة كبيرة في عمليات التصفية – مما أدى إلى تراكم الديون الرديئة على المنصة إلى 3.5 مليون دولار تقريباً. وتكشف البيانات الصادرة عن منصة "سولند" أن أحد الاستثمارات الكبيرة المدعومة بقيمة 2.63 مليون من رموز "سولانا" تعرض للتصفية الجزئية يوم الأربعاء.
لم يرد ممثلون عن "سولانا" و"سولند" مباشرة على طلبات التعقيب.
تحدي إيثريوم
والآن، ببدو أن مزاعم "سولانا" بتحدي "إيثريوم" بوصفها البلوكتشين الأبرز في تطبيقات التمويل غير المركزي في موضع الشك. فالقيمة الإجمالية المحتجزة في التطبيقات القائمة على منصة "سولانا" انخفضت بما يقرب من النصف منذ يوم الأحد الماضي إلى نحو 500 مليون دولار أميركي – عندما أطلقت تغريدة على "تويتر" لمؤسس منصة "بينانس" تشانغبنغ جاو (CZ) عملية تحلل منصة "إف تي إكس" – وفقا للبيانات الصادرة عن منصة "ديفيللاما" (DefiLlama).
ربما تختمر ضغوط أكثر على عملة "سولانا" الرقمية، فسوف تتوقف عملية إيداع نحو 50 مليون وحدة من العملة، قيمتها تتجاوز 940 مليون دولار، على منصة "سولانا" خلال 24 ساعة، بحسب بيانات صادرة عن "سولانا كومباس" (Solana Compass). ومعنى ذلك أنها يمكن أن تباع في الأسواق، مسببة مشاكل إضافية للعملة المشفرة. ويعتبر إيداع (Staking) العملات المشفرة عملية تسمح للحائزين بإتاحة محفظتهم حتى تستخدم في مساندة الطلب في معاملات على سلسلة الكتل، أو الدفتر الأستاذ الرقمي المستخدم لهذه العملة، مقابل الحصول على عائد في صورة وحدات إضافية من العملة.
قال مارتين لي، وهو صحفي أرقام لدى شركة "نانسن" لأبحاث البلوكتشين: "إن سحب الودائع الرقمية المخصصة للإقراض بكمية كبيرة يمثل خسارة في الثقة في النظام البيئي للعملة أو يعكس الحاجة إلى تسييل المحافظ وتحرير رأس المال".
