انخفض عدد العملاء من مستخدمي العملات المشفرة النشطين لدى "بنك أوف أميركا" إلى أكثر من النصف وسط الهبوط العنيف الذي ضرب سوق الأصول الرقمية.
تقلّص عدد مستخدمي العملات المشفَّرة بالبنك إلى أقل من 500000 في مايو، من أكثر من مليون في نوفمبر 2021، عندما وصلت عملة "بتكوين" وبعض الرموز الأخرى إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. منذ ذلك الحين، تراجعت أسعار العملات المشفَّرة، مع توتر المشاعر بين مناصريها أيضاً. هوت "بتكوين" بنسبة 60% تقريباً هذا العام، ويتم تداولها فوق 19000 دولار بقليل. وقال البنك، إنَّ هناك "تراجعاً خطيراً" في الأسعار.
كتب فريق من "معهد بنك أوف أميركا"، يضم ديفيد تينسلي في تقرير: "اهتزت أسواق العملات المشفرة بسبب الانخفاضات الحادة التي ضربت أسعار العملات الرقمية، وانهيار بعض العملات المستقرة".
أجرى البنك دراسة على بيانات العملاء الداخلية المُجهلة، التي أظهرت عدد العملاء الذين قاموا باستثمارات في الأصول المشفَّرة عن طريق إرسال أو تلقي مدفوعات من منصة الأصول الرقمية أو إليها، على الرغم من أنَّ البيانات لا تظهر المعاملات المحددة التي تم إجراؤها. مع أنَّ بيانات "بنك أوف أميركا" لا تقدّم عرضاً شاملاً لجميع مستخدمي العملات المشفَّرة؛ إلا أنَّها يمكن أن تعكس الاتجاهات الأوسع في القطاع.
بيئة صعبة
عانت العملات المشفَّرة، مثل الأصول الأخرى مرتفعة الخطورة، في بيئة السياسة النقدية الأكثر تشدداً، إذ يقوم الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى برفع أسعار الفائدة لإبطاء النمو وتثبيط الأسعار المرتفعة. انخفضت القيمة السوقية للعملات المشفَّرة إلى أقل من 1 تريليون دولار، من ذروة بلغت حوالي 3 تريليون دولار في نوفمبر 2021.
وسط هذه الظروف، تراجعت أيضاً المشاعر تجاه الأصول الرقمية. بين أبريل ويونيو، لاحظ"بنك أوف أميركا" ارتفاعاً في نسبة أولئك الذين قالوا إنَّهم لم يستثمروا في القطاع، وليست لديهم خطط للقيام بذلك إلى 30% من 21%.
أزمات السيولة تتفشى بمنصات العملات المشفرة
ومع ذلك؛ قد لا تكون الآثار الأوسع لتراجع سوق العملات المشفَّرة ضارة بالاقتصاد الأشمل. قال "بنك أوف أميركا"، إنَّ الأصول المشفَّرة تشكّل أقل من 1% من إجمالي الأصول المالية للأسر في الولايات المتحدة، مما يشير إلى أنَّ "عدداً قليلاً نسبياً من الأشخاص ينظرون إلى الأصول المشفَّرة على أنَّها استثمار موثوق به طويل الأجل".