وسّعت سوق العملات المشفرة خسائرها، اليوم الثلاثاء، بقيادة بتكوين، مع تراجع معنويات المستثمرين مرة أخرى بسبب المخاوف من أنَّ زيادات أكبر في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تلوح في الأفق لكبح جماح التضخم.
تراجعت أكبر عملة مشفَّرة في العالم بنسبة تصل إلى 10% لتصل إلى 20.8 ألف دولار، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2020، قبل أن تقلّص بعض خسائرها لتتداول عند سعر 21.9 ألف دولار بحلول الساعة 11:20 صباحاً في سنغافورة، مع انخفاض أسعار مجموعة أخرى من العملات المشفَّرة منها إيثريوم وأفالانش.
هوت القيمة السوقية للعملات المشفرة لأقل من تريليون دولار، للمرة الأولى منذ يناير 2021، حيث يتزامن انهيار أسعار العملات المشفرة مع المبيعات المكثفة التي تشهدها الأسهم، في ظل تزايد التكهنات بأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً لمكافحة التضخم المحموم يمكن أن تغرق الاقتصاد في ركود.
استنزاف السيولة
قال إدوارد مويا، كبير محللي الأسواق للأميركيتين في "أوندا" (Oanda)، إنَّ المعنويات بالنسبة للعملات المشفَّرة "مريعة" بعد أن انخفضت القيمة السوقية للعملات المشفَّرة العالمية إلى أقل من تريليون دولار"، مضيفاً أنَّ انخفاض "بتكوين" إلى ما دون مستوى 20 ألف دولار قد يؤدي إلى حركة تصحيح "أعنف".
أصبحت العملات المشفَّرة رمزاً للهروب من الاستثمارات المضاربية، إذ تم تشديد السياسة النقدية في جميع أنحاء العالم لمكافحة ضغوط الأسعار، واستنزاف السيولة من الأسواق العالمية.
تمت تصفية أكثر من 1.1 مليار دولار في أسواق العملات الرقمية أمس الإثنين، منها حوالي 685 مليون دولار كعقود طويلة الأجل، و468 مليون دولار قصيرة الأجل، وفقاً لبيانات Coinglass، وهذا هو أكبر عدد من الصفقات الطويلة والقصيرة في الأشهر الثلاثة الماضية على الأقل.
كان الاستراتيجيون يبحثون عن علامات تدل على وجود قاع للعملات المشفَّرة. قال مارك نيوتن من شركة (Fundstrat Global Advisors): إنَّ عملة "بتكوين" "تقترب من مستويات الدعم على المدى المتوسط، مما يشير إلى عودة شراء العملة بحلول نهاية الربع الثاني".
تعرّضت العملات المشفَّرة، التي كافحت وسط سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر الأخيرة، لضربة شديدة بشكل خاص، بعد أن أدى انهيار نظام "تيرا/ لونا" الشهر الماضي، وإيقاف "سيلزيوس" لعمليات السحب صباح الإثنين بتوقيت آسيا، إلى مزيد من تآكل الثقة في عالم العملات المشفَّرة.