هوت القيمة السوقية للعملات المشفرة لتنخفض عن التريليون دولار، للمرة الأولى منذ يناير 2021.
تراجعت "بتكوين" بعنف لتسجل أدنى مستوى في حوالي 18 شهراً، بعد أن جمدت منصة الإقراض "سيلزيوس" (Celsius) عمليات السحب، مما زاد من القلق من أن المخاطر النظامية في بيئة العملات المشفرة ستؤدي إلى تسريع انهيار سوق الأصول الرقمية.
فقدت أكبر عملة مشفرة في العالم 15% من قيمتها، لتصل إلى 23336 دولاراً- وهو أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2020. كما امتد التراجع إلى باقي العملات المشفرة الأخرى مع استمرار عمليات البيع على نطاق أوسع.
يتزامن انهيار العملات المشفرة مع المبيعات المكثفة التي تشهدها الأسهم والتي دفعت مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ليفقد أكثر من 20% من قمته التي سجلها في يناير، في ظل تزايد التكهنات بأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر شدة لمكافحة التضخم المحموم يمكن أن تغرق الاقتصاد في ركود. كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، وزاد الدولار مقابل العملات الرئيسية.
كما هبطت أسهم الشركات التي تتبنى العملات المشفرة. تراجعت أسهم "مايكرو ستراتيجي" (MicroStrategy)، وهي شركة البرمجيات التي جعلت من شراء "بتكوين" جزءاً من إستراتيجيتها، بما يصل إلى 28%. وهبطت "بلوك إنك" التابعة لجاك دورسي بنسبة تصل إلى 10%. وتراجعت أسهم شركات "ماراثون ديجيتال هولدينغز" و"ريوت بلوكتشين" لتعدين بتكوين بنسبة 19% و 16% على التوالي.
قامت "بينانس"، أكبر منصة تداول للعملات الرقمية، بتعليق عمليات السحب على شبكة "بتكوين" مؤقتاً بسبب مشكلة في معالجة المعاملات. كانت عمليات السحب ما تزال تتم على الشبكات الأخرى.
تأتي المبيعات في الوقت الذي يعزز فيه التجار رهاناتهم على وتيرة أكثر حدة لتشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن أظهرت البيانات يوم الجمعة أن التضخم الأمريكي قفز إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً في مايو.
تعرّضت العملات المشفرة، التي كافحت وسط سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر الأخيرة، لضربة شديدة بشكل خاص. أدى انهيار نظام "تيرا/ لونا" الشهر الماضي، وإيقاف "سيلزيوس" لعمليات السحب صباح اليوم الإثنين بتوقيت آسيا، إلى مزيد من تآكل الثقة في عالم العملات المشفرة.