تحتل الأرجنتين المركز الأول بأمريكا اللاتينية في قطاع ألعاب التشفير لكسب الأموال بعدما أدى التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته في عشرة أشهر إلى تآكل قيمة الرواتب المحلية.
قفز ترتيب ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية وأصبح الخامس حول العالم في مجال الألعاب لجني الأموال، بعد أن سجلت شركة الميتافيرس "ديسنترال غيمز" (Decentral Games)، التي تضم أكبر عدد من اللاعبين في العالم، نحو 9400 زيارة حتى هذا الوقت من العام، من بضع مئات خلال العام الماضي.
صعد كذلك ترتيب البرازيل على هذه المنصة لتصبح سابع أكثر الأماكن شعبية لممارسة هذه الألعاب.
تعاني الدولتان من تضخم مكوّن من رقمين، ولا يسبقهما في ذلك سوى فنزويلا ضمن دول أمريكا اللاتينية، وتنمو الأسعار بأكثر من 50% سنوياً في الأرجنتين، في الوقت الذي بقي فيه ارتفاع الأجور دون معدل التضخم خلال السنوات الأربع الماضية.
وتضاعف التضخم في البرازيل كذلك إلى أكثر من 10% سنوياً خلال العام الماضي.
أرباح مغرية
قال غابرييل ميلاس، رئيس علاقات المستثمرين لدى "دي سنترال غيمز": "تشير الاتجاهات إلى استمرار تزايد الأعداد في الأرجنتين والبرازيل، فالشباب لا يبحثون فقط عن جني الأرباح، بل عن المتعة أيضاً".
وضمن أمريكا اللاتينية، تُعَدّ الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا الدول ذات العدد الأكبر من المستخدمين لمنصة "أكسي إنفينيتي" (Axie Infinity) التي يربح فيها اللاعبون رموزاً عند الفوز بالمعارك التي يُنسب إليها الفضل في بدء جنون ألعاب التشفير.
يشارك الأمريكيون اللاتينيون عادة من خلال حسابات يلعبون فيها بالنيابة عن الأمريكيين الذين لا يستطيعون إنشاء حسابات خاصة، وفقاً لموريسيو راموس، رئيس "أكسي" لمنطقة أمريكا اللاتينية.
يشترط عديد من منصات الألعاب، مثل "دي سنترال غيمز" و"أكسي إنفينيتي" و"ساند بوكس"(Sandbox)، على المستخدمين استعمال الرموز غير القابلة للاستبدال من أجل اللعب، ولهذا يشترون عادةً تفويضات الرموز غير القابلة للاستبدال، أي تأجيرها.
يحتاج المستخدمون في "دي سنترال غيمز" مثلاً إلى شراء رموز غير قابلة للاستبدال بقيمة 5200 دولار من أجل اللعب، وهي تكلفة باهظة بالنسبة إلى الأرجنتينيين والبرازيليين الذين يستعيضون عن ذلك باللعب بالنيابة عن الأمريكيين والألمان، وفقاً لميلاس.
هذا ما قام به المنسّق الموسيقي فرانكو فيلافلور، البالغ من العمر 28 عاماً، الذي أتاح له لعب البوكر بالنيابة عن رجل أمريكي لمدة ثلاث ساعات يومياً على الميتافيرس جني ما يقرب من 1500 دولار شهرياً، وهو ما يعادل ما يربحه من العمل منسقاً موسيقياً.
يكسب فيلافلور هذا المبلغ بعد منح 40% من عائداته إلى مالك الرموز غير القابلة للاستبدال.
لا تُعَدّ شعبية الألعاب لكسب الأموال في الأسواق الناشئة جديدة بالتأكيد، ولكن "أكسي إنفينيتي" تنمو بشكل أسرع بكثير في آسيا، وفقاً لقول يان سيو، مؤسس"أنيموكا براندز"(Animoca Brands)، مالكة "ساند بوكس".
مع ذلك قفزت أمريكا اللاتينية لتمثّل نحو 25% من المستخدمين حول العالم، لتصبح ثاني أسرع منطقة نمو حالياً.
أما الفائدة الإضافية من خلال اللعب لكسب الأموال بالنسبة إلى الأرجنتينيين فتتمثل في القدرة على دفع الأموال عبر أصول التشفير في حسابات خارجية، مما يمكّنهم من التحايل على ضوابط رأس المال والتحكم في مقدار المبالغ التي سيجلبونها إلى البلاد.
يربح خافيير إسبيتشي ستة أضعاف المال من خلال لعب البوكر لمدة ثلاث ساعات يومياً بالنيابة عن رجل أمريكي في الميتافيرس، وهو أكثر مما يجنيه من عمله في صناعة أثاث الحيوانات الأليفة.
قال إسبيتشي البالغ من العمر 34 عاماً: "لا تفهم أمي كيف يمكنني قضاء وقتي في ممارسة الألعاب بدلاً من القيام بشيء مفيد، ولكن ما فائدة العمل الشاق إذا كان بإمكاني جني مزيد من هذا النوع من الأموال؟".