تعمل هيئة الرقابة المصرفية والتأمين في الصين على تكثيف تدقيقها على منصات تكنولوجيا التأمين في البلاد، مما يوسع من نطاق القيود التنظيمية التي قضت على أرباح المستثمرين العالميين.
هذا وأمرت الهيئة التنظيمية الشركات والوكالات المحلية بكبح ممارسات التسويق والتسعير غير الصحيحة، وتفعيل حماية خصوصية المستخدم، وذلك وفقاً لإخطار اطلعت عليه "بلومبرغ نيوز". كما شجعت الشركات على معالجة هذه القضايا طواعية، وقالت إن تلك التي لا تمتثل لها ستواجه "عقوبة شديدة".
قيود بكين التنظيمية ستدوم حتى 2025
وفي الواقع، يتجاوز هذا الأمر الشامل الذي صدر الإجراءات المستهدفة التي أصابت عدداً قليلاً من المنصات المدرجة على الإنترنت، بما في ذلك شركة "ووتردروب" (Waterdrop) والعمليات المدعومة من "بينغ آن إنشورانس غروب" (Ping An Insurance Group). جاء ذلك بعد أشهر من بدء الصين حملة واسعة النطاق على قطاع التكنولوجيا المالية هذا العام، كما تحركت الصين لكبح جماح بعض أكبر شركات التكنولوجيا الصينية، بالإضافة إلى شركات تكنولوجيا التعليم، وشركات خدمات النقل، ومنصات الفيديو القصيرة.
تأثر عنيف
مما لا شك فيه أن الخطوة الأخيرة ستعيق النمو في صناعة كان من المتوقع لها أن تنمو إلى 2.5 تريليون يوان (385 مليار دولار) خلال عقد من الزمن. ولم تستجب هيئة تنظيم البنوك والتأمين الصينية فوراً لطلب الحصول على تعليق.
وورد في الإخطار الذي أشار إلى الجرائم، بما في ذلك بعض منصات الإنترنت التي تعمل بشكل غير قانوني في مجال التأمين، أو مخاطر سوء التسعير، أو الاستخدام غير المشروع لمعلومات العميل: "تسارع نمو التأمين عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة، وفي الوقت نفسه تفشت التجاوزات". ودعا الإخطار إلى "التصحيح والتنظيم الفوري".
في هذا الصدد تراجعت أسهم منصة التأمين "هويز القابضة" (Huize Holding) المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 5%، وهو أكبر انخفاض في أسبوعين، وذلك بعد أن كشفت "بلومبرغ" عن الإخطار. كما هبطت أسهم وكالة ومنصة التأمين "فانهوا" (Fanhua) بنسبة 6% تقريباً. علاوةً على ذلك، انخفضت أسهم شركة "ديدي غلوبال" لخدمات النقل، التي تدير شركة خدمات مالية ناشئة، بنسبة 3.7%. كما فقدت أسهم شركة "زهونغان أونلاين بي آند سي إنشورانس" (ZhongAn Online P&C Insurance) ما يوازي 8.7% من قيمتها في الساعة 9:38 صباحاً في هونغ كونغ.
تدقيق تنظيمي
سيحتاج المستثمرون في الفضاء الإلكتروني في الصين إلى الاستعداد لمزيد من الاضطراب بعد عام تعرض فيه أعزاء التكنولوجيا، بدءاً من "علي بابا غروب"، مروراً بشركة "تينسنت القابضة"، وانتهاءً بشركة "ديدي غلوبال"، لعاصفة من الإجراءات التنظيمية. كما حذّر مجلس الدولة يوم الأربعاء من إصدار مزيد من التشريعات في مجالات تشمل الأمن القومي والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى مكافحة الاحتكار.
الجدير بالذكر أنه قبل عام واحد فقط بدا قطاع التأمين جاهزاً للاضطراب، إذ تعهدت الشركات الناشئة بتحويل الممارسات التقليدية باستخدام التكنولوجيا. ومنذ ذلك الحين تحرك المنظمون لإغلاق بعض العمليات، بما في ذلك منصات الرعاية الصحية المتبادلة التي تديرها شركتا "ووتردروب" و"أنت غروب". وقد تمنع مسودة تعميم في يناير الشركات من بيع بعض منتجات التأمين في حال سنِّها.
رسمياً.. الصين تحظر الاستثمار الربحي في شركات تكنولوجيا التعليم
وفي الواقع، يُمثّل هذا التدقيق تحديات متعددة لشركة "ووتردروب"، التي كانت واحدة من عدد قليل من شركات التكنولوجيا المالية الصينية التي نجحت في طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي هذه السنة. وقد حذرت الشركة من أنها "قد لا تكون قادرة على تحقيق الربحية أو الحفاظ عليها أو على التدفق النقدي الإيجابي في المستقبل"، وذلك بعد تكبدها خسائر صافية وتدفق نقدي سلبي كل عام منذ إنشائها في عام 2016. وقد خسرت الشركة 101 مليون دولار العام الماضي بعد تحقيق إيرادات تشغيلية بلغت 464 مليون دولار.
خسائر القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الصينية تتجاوز تريليون دولار
ضخ المستثمرون والشركات ما يُقدّر بنحو 45 مليار يوان في تكنولوجيا التأمين، وفقاً لتقديرات الشركة الاستشارية عبر الانترنت "آي رسيرتش" (iResearch).
وبحلول نهاية عام 2020، بدأت أكثر من 140 شركة تأمين في الصين أعمال التأمين عبر الإنترنت، بإجمالي أقساط بلغت 298 مليار يوان لهذا العام، أو 6% من إجمالي الصناعة، حسبما قال مسؤول في هيئة تنظيم البنوك والتأمين الصينية في خطاب ألقاه في مايو.