الشركات اليابانية تحث حكومتها لتطوير اقتصاد القمر

يشار إلى القمر أثناء خسوف القمر على أنه "قمر الدم الأزرق الفائق" في طوكيو - المصدر: بلومبرغ
يشار إلى القمر أثناء خسوف القمر على أنه "قمر الدم الأزرق الفائق" في طوكيو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وجّهت شركات يابانية رسالة إلى الحكومة تقضي بحاجة اليابان إلى أخذ مسألة تطوير الأعمال التجارية للقمر على محمل الجد، لكي تظل قادرة على التنافس في اقتصاد الفضاء الناشئ. من بين تلك الشركات، "سوني" وكبرى المؤسسات التجارية ومُصنّع شهير للنودلز سريعة التحضير.

حثّت الرسالة التي قدّمها مجلس رؤية صناعة القمر يوم الثلاثاء إلى الوزير الياباني المسؤول عن سياسة الفضاء شينجي إينو، على ضرورة توثيق التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، وتقديم الحوافز لتعزيز الاستثمار في المشاريع الفضائية، ووضع لوائح مفصلة لاستغلال الموارد المتواجدة خارج كوكب الأرض، وزيادة وصول الشركات إلى البعثات القمرية.

تعتبر اليابان واحدة من الدول القليلة التي وضعت إطاراً قانونياً للنشاط التجاري في الفضاء، وتشمل الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ولوكسمبورغ، كما أقر البرلمان الياباني في الشهر الماضي تشريعاً يسمح للشركات اليابانية باستخراج واستخدام موارد الفضاء، بموافقة الحكومة. وتعد اليابان جزءاً من اتفاقيات "أرتميس" الدولية بين الولايات المتحدة وحلفائها، التي تسمح للدول والشركات بإنشاء مناطق حصرية على القمر.

رؤية الصناعة القمرية

وقال المجلس في التقرير: "ستدمج النقلة النوعية القمر في مجال النشاط الاقتصادي للأرض، ليتشكّل بعد ذلك نظام بيئي واحد للأنشطة الفضائية. لقد كانت اليابان متخلفة عن البلدان الأخرى في مجال تطوير مثل هذه المناطق الحدودية، ولكن حان لها الوقت لكي تأخذ زمام المبادرة في الثورة الصناعية القمرية التي ستخلق صناعة جديدة يقودها القطاع الخاص على القمر".

إلى ذلك، تعتبر الوثيقة المكوّنة من 33 صفحة، بعنوان "رؤية الصناعة القمرية"، أول بيان عام صادر عن مجموعة المناصرة التي تأسست في شهر أبريل، وتتألف من ممثلين عن اثنتين من أفضل الجامعات اليابانية، وعدد من مشرّعي الحزب الحاكم، و مختبر أبحاث "سوني"، الذي طوَّر برنامج تشغيل الكلب الآلي "آيبو". ويضم الأعضاء كذلك شركة الإعلانات العملاقة "دينتسو غروب"، وشركة المقاولات العامة "أوباياشي كورب"، ومُصنِّع المعدات الصناعية "يوكوغاوا إلكتريك كورب"، والعلامة التجارية للندولز سريعة التحضير "نيسين".

رأت المجموعة أيضاً أن القدرة التنافسية لليابان في الفضاء تعتمد على تكوين صناعة قمرية ذاتية الاستدامة أكثر من اعتمادها على الدعم المالي الحكومي، مضيفة أن الدولة يُمكن أن تساعد من خلال عرض فكرة الركوب التشاركي في المهمّات العامة للقمر، والاستفادة بشكل أكبر من مزوّدي النقل الخاص. يُمكن أن تؤدي إعفاءات الأرباح الرأسمالية، والتخفيضات الضريبية للبحث والتطوير، والمناطق الاقتصادية الخاصة إلى زيادة الاستثمار الخاص في الشركات الناشئة في مجال الفضاء. كما تستطيع الحكومة أيضاً تشجيع إنشاء مشاريع فضائية جديدة تقوم باستخدام بيانات قمرية في ابتكار بيئة مُقلَّدة للقمر، تعتبر توأمه الرقمي.

وقال تاكيشي هاكامادا، مؤسس الشركة الناشئة، "آي سبيس إنك" التي تُخطط للقيام بمهمّة إلى القمر، ومقرها طوكيو: "أنا متحمس جداً لرؤية هذه المبادرة في اليابان التي بدأت تشهد قيام شركات من خارج قطاع الفضاء بأنشطة في صناعة القمر. آمل أن يكون هذا النشاط الياباني مصدر إلهام لمبادرات مماثلة في جميع أنحاء العالم".

تكلفة أقل

إلا أنه بعد مرور أكثر من 50 عاماً من مهمة "أبولو 11"، أصبح القمر مرة أخرى موضوعاً للطموحات الجيوسياسية، إذ تستهدف "ناسا" عودة هذا العقد من خلال برنامج "أرتميس"، فيما أعلنت روسيا والصين عن خطط لإنشاء قاعدة قمرية مشتركة، وسبق لمسبارهما المشترك "تشينجيه-5" العودة بعينة من القمر في أواخر العام الماضي. تخطط الهند أيضاً لعملية هبوط غير مأهولة على سطح القمر بعد محاولة فاشلة في عام 2019.

بيد أن الأمر المختلف هذه المرة يتعلّق بدعم شركات لوكالات الفضاء المدعومة من الحكومة، من أمثال "سبيس إكسبلوريشين تكنولوجيز" التابعة لإيلون ماسك، و"فيرجن غالاكتيك" التابعة لريتشارد برانسون، و"بلو أوريجين" المملوكة لجيف بيزوس، مؤسس "أمازون". أدى إطلاق كل تلك الخدمات الخاصة إلى تخفيض السعر الحالي للهروب من جاذبية الأرض بشكل كبير للغاية، بل وأصبحت تكلفة إطلاق قمر صناعي في المدار حوالي عشر ما كانت عليه قبل عقد من الزمان.

مع ذلك، ستقتصر معظم الأنشطة التجارية على القمر في المستقبل القريب على مساعدة البعثات التي تديرها الدولة في جمع البيانات ونقلها، إذ يُمكن أن يحوّل اكتشاف رواسب جليدية كبيرة وطاقة هيدروجينية محبوسة داخلياً، القمر الصناعي الطبيعي الوحيد للأرض إلى محطة تعبئة في الطريق إلى كوكب المريخ أو ما بعد ذلك. وعلى المدى الطويل، يُمكن استخدام غاز "هيليوم-3" المتواجد في الغلاف السطحي للقمر كوقود للأجيال القادمة من المركبات الفضائية الساعية إلى استكشافات أعمق في الفضاء.

وفي تقريره، قال مجلس رؤية صناعة القمر: "سيُصبح القمر، وكذلك المنطقة الواقعة بين الأرض والقمر المعروفة باسم الفضاء القمري، خط المواجهة لبناء نظام بيئي فضائي جديد. يجب أن تبدأ أنشطة استكشاف القمر التي تُركّز على التصنيع القمري من الآن فصاعداً".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك