تقهقرت أسهم شركة "ديدي غلوبال" (Didi Global) في عمليات تداول ما قبل افتتاح السوق، بعد أن أمرت جهة رقابة صينية بإزالة منصة الشركة من متاجر التطبيقات، وذلك بعد أيام من طرح عام أولي بقيمة 4.4 مليار دولار في الولايات المتحدة.
انخفضت أسهم شركة التكنولوجيا، ومقرها في الصين، بنسبة 30% لتصل إلى 10.90 دولار، مما جعلها أقل من سعر الاكتتاب العام الأولي البالغ 14 دولاراً.
جرى تداول أسهم الشركة مقابل 11.90 دولار الساعة 4:19 صباحا في نيويورك، بعد أن حظرت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين المستخدمين الجدد، مشيرة إلى مخاطر أمنية ومشددة قبضتها على البيانات الحساسة عبر الإنترنت. وقالت ديدي، التي يتم تداول شهادات الإيداع الأمريكية الخاصة بها في نيويورك منذ 30 يونيو، إن هذه الخطوة قد يكون لها "تأثير سلبي" على إيراداتها في الصين.
في هذا الشأن قال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في شركة "جونز تريدنغ" (JonesTrading): "يبدو أن تكتيكات الحكومة الصينية لها غرض مزدوج يتمثل في إبقاء قادة الشركات تحت المراقبة، مع التأكد أيضاً من أن تكون معاناة المستثمرين بشكل أساسي في الولايات المتحدة أكثر منها في الصين".
طلبت الجهات الرقابية الصينية من "ديدي" قبل ثلاثة أشهر تأجيل طرحها العام الأولي في الولايات المتحدة بسبب مخاوف الأمن القومي المتعلقة بمجموعة ضخمة من البيانات، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
انعدام ثقافة المساءلة
هبطت أسهم شركة "أوبر تكنولوجيز"، ثاني أكبر مساهم في "ديدي"، بنسبة 2% في تداولات ما قبل افتتاح السوق. الجدير بالذكر أن سوق الأسهم الأمريكية كانت مقفلة يوم الاثنين بمناسبة عطلة يوم الاستقلال.
انخفضت أسهم شركتي "فل تراك أليانس" (Full Truck Alliance) و"كانجون" (Kanzhun) اللتين تم طرحهما للاكتتاب العام في الولايات المتحدة مؤخرا، بنسبة 16% و12% على التوالي، بعد أن وسعت الصين تحقيقها بشأن صناعة التكنولوجيا لتشمل كلا الشركتين. وأمرت بكين كلتا الشركتين و"ديدي" بوقف تسجيل مستخدمين جدد.
في حين أن نصف مليار مستخدم حالي لـ"ديدي" سيظلون قادرين على طلب الرحلات، في الوقت الحالي، تضيف حملة الأمن السيبراني في الصين إلى حالة عدم اليقين التي تحيط بجميع شركات الإنترنت في البلاد.
اقرأ أيضاً: الصين تُضيّق الخناق على شركاتها المُدرجة بأمريكا
تراجعت أسهم تنسنت هولدنغز ليمتد"، التي تمتلك حصة في " ديدي"، بنسبة 2.7% حتى الآن الأسبوع الجاري، بعد انخفاضها بنسبة 3.6% يوم الإثنين وتقليص خسائرها جزئيا يوم الثلاثاء.
يُذكر أن الإعلان عن الحملة الحكومية بدأ يوم الجمعة بعد إغلاق الأسواق في آسيا.
ارتفع عدد الشركات التي تتخذ من الصين مقار لها والتي تقدمت للاكتتاب العام في نيويورك للربع الثالث على التوالي، على الرغم من الضعف في الأسهم الأمريكية المدرجة الأخرى التي تدير معظم أعمالها في الصين. ووسط التحقيق الواسع لمكافحة الاحتكار مع شركات الإنترنت في البلاد، انخفض مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" بنحو 8% في 2021، متخلفاً عن المكاسب البالغة 14% في مؤشر " ناسداك المركب".
وقال كيمبرلي فورست، المؤسس وكبير مسؤولي الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز": "تناقشت كثيراً مع عملاء جذبتهم الأسهم الصينية بسبب مكاسب في الأسعار، وهم يرون الوعد بالاستثمار في انقلاب يدفع الاقتصاد إلى النمو.. لكنني رأيت دائماً عدم وجود ثقافة مساءلة فيما يتعلق بالمحاسبة، وهذا يجعلني أتجنب شراء هذه الأسهم".