بددت أسهم شركة "ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب" (Trump Media & Technology Group) كل المكاسب التي حققتها خلال جلسة تداول الثلاثاء في نيويورك، وسط تقلبات حادة أدت إلى تعليق التعامل عليها ثلاث مرات لفترة وجيزة.
ومع انطلاق التصويت في ولايات الساحل الشرقي الأميركي صباح الثلاثاء، قفزت أسهم الشركة بنسبة 15%، لتضاعف المكاسب التي حققتها في اليوم السابق. ورغم هذه القوة في السعر، تحول الزخم إلى البيع في الساعة الأخيرة، حيث شهد السهم تراجعاً زاد عن 1%، إلى 33.94 دولار للسهم.
نقلت "بلومبرغ" أنه تم إيقاف التداول على أسهم الشركة المملوكة بشكل رئيسي للرئيس السابق دونالد ترمب وتدير منصة "تروث سوشيال، ثلاث مرات بشكل مؤقت، وذلك بعد هبوط الأسهم بشكل مفاجئ وسريع في يوم الانتخابات.
ظهرت التقلبات الكبيرة في وقت متأخر من جلسة يوم الثلاثاء، عندما انخفضت الأسهم بسرعة بنسبة 18% في غضون دقائق. أنهى السهم الجلسة بانخفاض بنسبة 1.2% فقط، لكن اندفاع البيع تسبب في وقف التداول ثلاث مرات في غضون 15 دقيقة.
معضلة حقيقية
تواجه الشركة معضلة حقيقية نتيجة ارتباطها بترمب، وبالتالي بنتائج الانتخابات الأميركية، فوقاً لما هو ظاهر، هناك اتجاهين للسهم لا ثالث لهما، إما صعود قوي مدعوم بفوز ترمب، أو سقوط حر قد يوصل قيمة السهم إلى الصفر.
وقال مايكل أولروغ، أستاذ القانون في "جامعة نيويورك" في تصريح لـ"بلومبرغ" إن "الارتفاع مدفوع بحماسة لترمب بشكل عام. ومن المعقول أن نعتقد أن هذا سيزداد نتيجة لفوز ترمب في الانتخابات. أما إذا خسر ترمب الانتخابات، أتوقع انخفاضاً كبيراً في سعر السهم".
ومع أن النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة قد لا تُعلن فور إغلاق صناديق الاقتراع غداً، وقد تستغرق عدة أيام وربما أسابيع للانتهاء من فرز الأصوات في الولايات الرئيسية المتأرجحة، فإن أسهم "ترمب ميديا" قد تستمر في التذبذب مع تطور مسار الانتخابات.
تأرجح كبير
أفادت "بلومبرغ" بأن أسهم الشركة تأرجحت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة الماضية، إذ ارتفعت بعد محاولة اغتيال ترمب في بنسلفانيا في يوليو، ثم تراجعت بعد دخول المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى السباق الرئاسي، وتضييق الفجوة مع منافسها.
كانت هناك سبع تحركات مزدوجة الرقم في جلسات التداول الثماني الماضية، بعدما استمرت استطلاعات الرأي في إظهار المرشحين في حالة تعادل شبه تام.
تُظهر عقود الخيارات المقرر انتهاء صلاحيتها يوم الجمعة، أن السهم لديه تقلب سنوي ضمني يتجاوز 700%، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف تقلبه بالفعل لمدة 10 أيام بنسبة 236%، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ولوضع الأمور في سياقها، فإن تقلبها التاريخي على مدار الشهر الماضي، يزيد عن أربعة أضعاف من تقلب "بتكوين" أو "إنفيديا".
وقال أولروغ: "يبدو أن الكثير من الناس يعتقدون أنه إذا فاز ترمب في الانتخابات، فسوف يجعل ذلك شركة تروث سوشيال أكثر قيمة بشكل سحري"، مضيفاً: "لا أرى الكثير من الأسباب للاعتقاد بذلك". وتابع أن عجز الشركة عن تحقيق مكاسب ذات مغزى في عدد المستخدمين والإيرادات، على الرغم من الانتخابات المتقاربة، يجعل "من الصعب أن نرى فوز ترمب بالرئاسة على أنه سبب لإحداث فرق كبير بشكل خاص".