خفضت شركة "فورد موتور" توقعاتها للعام الجاري بأكمله بسبب النقص المنهك في رقائق الكمبيوتر، الذي أعاق إنتاج السيارات، مما ألقى بظلاله على أرباح الربع الأول، التي تغلبت بسهولة على تقديرات المحللين.
أدى النقص العالمي في أشباه الموصلات التي تشتد الحاجة إليها إلى إجبار شركات صناعة السيارات على خفض الإنتاج، تاركاً مخزونات ضئيلة لحصص الوكلاء الموزعين، حتى مع ارتفاع الطلب، وسط تفشي وباء فيروس كورونا. وتتوقع شركة "فورد" أن تنخفض أرباحها بمبلغ 2.5 مليار دولار بسبب ندرة إمدادات الرقائق الإلكترونية.
وفي مكالمة عبر الإنترنت مع الصحفيين، قال جون لولر، المدير المالي للشركة: "نتوقع الآن أن يزداد نقص أشباه الموصلات سوءاً في الربع الثاني، لكن سنواصل الضغط على عملياتنا للإنتاج في النصف الثاني من العام".
خفض آفاق التوقعات
تتوقع شركة "فورد" أن تفقد حوالي 50% من إنتاجها المخطط له في الربع الثاني، وذلك ارتفاعاً من توقعاتها بالتراجع فقط بنسبة 17% في الربع الأول. وفي الآونة الأخيرة، قال "لولر"، إن النقص في الرقائق الإلكترونية سيقود على الأرجح إلى خفض إنتاج شركة صناعة السيارات بنحو 1.1 مليون سيارة هذا العام، وهذه الأرقام تمثل ارتفاعاً من التوقعات السابقة البالغة 200 ألف إلى 400 ألف سيارة. وقد أدى ذلك إلى خفض كبير في النطاق الاسترشادي لعام 2021 بالكامل.
تتوقع الشركة الآن تحقيق ما بين 5.5 مليار دولار و 6.5 مليار دولار من الأرباح المعدلة قبل خصم الفوائد والضرائب لهذا العام، بانخفاض من التوقعات السابقة البالغة 8 مليارات دولار إلى 9 مليارات دولار.
من المتوقع أن يتراوح التدفق النقدي الحر (السيولة المتوفرة بعد خصم نفقات التشغيل والالتزمات المالية) المعدل للعام بأكمله بين 500 مليون دولار إلى 1.5 مليار دولار، وهو أقل من التوقعات السابقة البالغة 3.5 مليار دولار إلى 4.5 مليار دولار.
وبعد الإعلان عن النتائج المالية للشركة، انخفض سهم "فورد" بنسبة 4.3% في تعاملات ما بعد وقت التداول الرسمي، بعدما أغلق بنهاية التداول العادي منخفضاً 0.5% إلى 12.43 دولاراً. وحقق السهم صعوداً بلغ حوالي 41% حتى الآن هذا العام.
ويتوقع ديفيد ويستون، المحلل في شركة "مورنينغ ستار" أن "يكون الربع الثاني أسوأ على صعيد التأثير المالي جراء نقص أشباه الموصلات". ويوضح: "في الربع الأول، تمكنوا من إيجاد بعض الحلول لأشياء معينة واستمروا في صنع المركبات، بينما في الربع الثاني، بدأت بالفعل الخيارات تنفد، فقد رأينا العديد من الإعلانات عن إغلاق مصانع في جميع أنحاء القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية".
فورد تتغلب على تقديرات المحللين
حققت شركة صناعة السيارات أقصى استفادة من زيادة طلبات الشراء في الأشهر الثلاثة الأولى مع الإعلان عن الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب بقيمة 4.8 مليار دولار يوم الأربعاء، وهو ما يتجاوز مبلغ 1.8 مليار دولار الذي توقعه المحللون.
وبلغت الإيرادات 36.2 مليار دولار في الربع الأول، متجاوزة تقديرات المحللين البالغة 31.25 مليار دولار.
أدى الطلب على السيارة بيك آب من طراز "إف-150" المعاد تصميمها، وسيارة الدفع الرباعي الرياضية "برونكو سبورت" الجديدة إلى أرباح معدلة بلغت 89 سنتاً للسهم، مقارنة بمتوسط 20 سنتاً لتقديرات المحللين.
وكتب آدم جوناس، المحلل في "مورغان ستانلي"، في رسالة للمستثمرين الأسبوع الماضي أن ذلك أدى إلى أكثر حالات عدم التوازن بين العرض والطلب ملاءمة في جيل كامل من السيارات، وارتفاع أسعار البيع الأساسية للمركبة.