جمعت شركة "بوينغ" نحو 21 مليار دولار عبر عملية بيع أسهم ضخمة، ما يعد أحد أكبر عمليات البيع من قبل شركة متداولة في البورصة، وذلك لدعم ميزانيتها المالية وسط استنزاف للسيولة النقدية.
أظهر بيان لشركة تصنيع الطائرات أنها باعت 112.5 مليون سهم عادي بسعر 143 دولاراً للسهم الواحد، ما يمثل خصماً بحوالي 7.7% عن سعر إغلاق السهم الجمعة الماضي البالغ 155.01 دولار.
باعت الشركة أيضاً شهادات إيداع بقيمة 5 مليارات دولار تمثل حصة 1/20 من الأسهم الممتازة القابلة للتحويل الإلزامي، وفق البيان.
التمويل يخفف ضغوط "بوينغ"
يحقق هذا التمويل الجديد أحد أهم المهام العاجلة للرئيس التنفيذي الحديث كيلي أورتبيرغ. عانت الميزانية العمومية لـ"بوينغ" من ضغوط متفاقمة على مدى سنوات من الأزمات، علاوة على تداعيات إضراب مستمر منذ 7 أسابيع يعرقل إنتاج طائرة من طراز "737 ماكس"، التي تعتبر المصدر الأساسي لإيرادات الشركة. تحتاج "بوينغ" إلى هذا التمويل للحفاظ على تصنيفها الائتماني من الدرجة الاستثمارية ولتمويل زيادة إنتاجها بمجرد انتهاء الإضراب.
من المتوقع أن تستخدم الشركة حوالي 4 مليارات دولار من السيولة في الربع الأخير من العام الجاري، ما سيرفع التدفق النقدي الحر إلى 14 مليار دولار للعام. وتتوقع الشركة الاستمرار في استهلاك السيولة حتى النصف الأول من العام المقبل مع إعادة تشغيل مصانعها، بما فيها خطوط تجميع طائرة 737 ماكس.
أغلق سهم "بوينغ" منخفضاً 2.8% عند 150.69 دولاراً في نيويورك أمس. وهبط السهم 42% تقريباً العام الجاري، ما جعله ثاني أسوأ أداء بين أسهم مؤشر "داو جونز" الصناعي.
صوت عمال مصانع "بوينغ" الأسبوع الماضي على رفض العرض الأخير الذي قدمته الشركة للعقد الجديد، الذي تضمن زيادة في الأجور بنسبة 35% موزعة على 4 سنوات. قال أورتبيرغ في مذكرة للموظفين بتاريخ 11 أكتوبر أن الشركة تخطط لتقليص عدد العاملين لديها بنحو 10%.
تعزيز السيولة النقدية في "بوينغ"
حصلت بوينغ خلال 23 أكتوبر على تصريح من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لبيع أسهم وسندات تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار. ووقعت أيضاً الشركة اتفاقية قرض جديدة بقيمة 10 مليارات دولار، ما يوفر لها "وصولاً إضافياً قصير الأجل إلى السيولة في ظل الصعوبات الحالية".
إلى جانب ذلك، يدرس أورتبيرغ خيارات ترشيد محفظة "بوينغ" واسعة النطاق، إذ أطلق مراجعة لأنشطة الشركة يُتوقع أن تنتهي بحلول نهاية العام الحالي. وفقاً لتقرير بلومبرغ، تدرس الشركة أيضاً مستقبل برنامج الكبسولة الفضائية "ستارلاينر" المتعثر ضمن هذه المراجعة. ويملك المكتتبون خيار بيع 16.9 مليون سهم إضافي و750 مليون دولار من شهادات الإيداع.
تولى بنوك "غولدمان ساكس" و"بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" و"جيه بي مورغان تشيس أند كو" قيادة عملية عملية جمع رأس المال، فيما شارك أيضاً بنوك "ويلز فارغو" و"بي إن بي باريبا" و"دويتشه بنك" و"ميزوهو" ومورغان ستانلي" و"رويال بنك أوف كندا" وشركة الخدمات المالية "إس إم بي سي نيكو" (SMBC Nikko) في الصفقة. وعملت شركة "بي جيه تي بارتنرز" مستشاراً مالياً لبوينغ في هذه العروض.