أكَّدت "كانساس سيتي ساوثرن" Kansas City Southern تلقيها عرض شراء من الشركة "الوطنية الكندية للسكك الحديدية" Canadian National Railway Co بشروط أفضل من عرض الشركة "الكندية باسيفيك للسكك الحديدية" Canadian Pacific Railway Ltd، مما قد يؤدي إلى اشتعال المنافسة وحرب العطاءات بين الشركتين للفوز بواحدة من أكبر الصفقات التي قد تشهدها الصناعة منذ عقود.
و أعلنت "كانساس سيتي ساوثرن" يوم السبت الماضي، عن بدء محادثات مع "الوطنية الكندية" تأكيداً لما ذكره تقرير "بلومبرغ" في وقت سابق. وقالت الشركة، إنَّ المفاوضات يمكن أن تسفر عن "عرض شراء أفضل" من الذي تمَّ التوصل إليه الشهر الماضي مع "الكندية باسفيك".
وأكَّدت شركة تشغيل السكك الحديدية الأمريكية التزامها باتفاق الاندماج السابق، وأشارت لعدم وجود ما يضمن أنَّ المحادثات مع المنافس قد ينتج عنها إبرام صفقة.
وتتنافس أكبر شركتي سكك حديدية في كندا من أجل الاستحواذ على الشركة الأمريكية، في إطار حرصهما على توسيع شبكتيهما؛ ليس فقط داخل كندا والولايات المتحدة، بل وامتدادها إلى المكسيك للاستفادة من تحالف أمريكا الشمالية التجاري، الذي تمَّت إعادة صياغته فيما عرف باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. أو USMCA.
منافسة محتدمة
و قدَّمت "الوطنية الكندية" عرض شراء هذا الأسبوع بقيمة 30 مليار دولار للاستحواذ على "كانساس سيتي ساوثرن" بسعر 325 دولاراً للسهم في صفقة سوف يتمُّ دفع قيمتها بمزيج من النقد والأسهم.
وكانت "كانساس سيتي" تلقت عرض شراء بقيمة 25 مليار دولار من شركة "الكندية باسيفيك" الشهر الماضي.
وقال روبرت بيس، رئيس المجلس الوطني الكندي في بيان يوم السبت: "هذا هو التعاون الصحيح لإحياء اتفاقية USMCA فقد تمَّ إعادة التفاوض بشأنها بطريقة هادفة"، مشيراً إلى عمل الشركات الكندية لأكثر من قرن في الولايات المتحدة.
وقالت "الكندية باسيفيك" السبت الماضي، إنَّها "تدعم بالكامل" قرار "كانساس سيتي" بمراجعة عرض الشركة المنافسة، وأعربت عن ثقتها بأنَّ الشركة الأمريكية سوف ترى في عرض المنافس أنَّه "محفوف بالتحديات، والشكوك، والمخاطر التنظيمية" التي تنتفي في اتفاقها الحالي مع الشركة.
و فازت "الكندية باسيفيك" بالفعل بالتماس لإعفائها من قواعد الاندماج الأكثر صرامة التي وضعتها الجهات التنظيمية في عام 2001، مما يخفف من التحديات بشأن فوزها بالموافقة على الصفقة.
اتهامات متبادلة
ووافق مجلس النقل البري الذي يمثِّل السلطة النهائية للموافقة على عمليات الاستحواذ في قطاع السكك الحديدية على الالتماس الذي قدَّمته "الكندية باسيفيك"، وأرجع ذلك إلى أنَّ المجموعة؛ بالإضافة إلى حالة اندماجها مع "كانساس سيتي ساوثرن" ستبقى أصغر خطوط سكك حديدية، كما ستملك "أقل عدد من الخطوط المتداخلة" مقارنة بباقي الخطوط الكبيرة في أمريكا الشمالية.
ووصف كيث كريل الرئيس التنفيذي لـِ"الكندية باسيفيك" في وقت سابق من الأسبوع عرض الاستحواذ الذي تقدَّمت به "الوطنية الكندية" بأنَّه "ذهب أحمق" مشيراً إلى استبعاد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية.
في المقابل ردَّت "الوطنية الكندية" يوم الخميس الماضي، واتهمت "الكندية باسيفيك" بمحاولة تشتيت انتباه المستثمرين "بتأكيدات غير دقيقة، ولا أساس لها"، في حين علَّق بات أوتينماير الرئيس التنفيذي لشركة "كانساس سيتي ساوثرن" في بيان للشركة، أنَّ "الكندية باسيفيك" كانت تحاول تعزيز مصالحها الخاصة، وحرمان المستثمرين من الحصول على أكبر قيمة لأسهمهم.