الخطوة قد تحدث تحولاً في قطاع يعتمد بشكل رئيسي على البنوك التقليدية للحصول على الائتمان

"تيثر" تبحث إقراض شركات تجارة السلع الأساسية مليارات الدولارات

شعار "تيثر" على كمبيوتر محمول في بروكلين، بنيويورك، أميركا - بلومبرغ
شعار "تيثر" على كمبيوتر محمول في بروكلين، بنيويورك، أميركا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدرس شركة "تيثر هولدينغز" (Tether Holdings Ltd) تقديم قروض لشركات تجارة السلع الأساسية، في إطار سعيها لاستثمار مليارات الدولارات من أرباحها، وهي خطوة قد تحدث تحولاً في قطاع يعتمد بشكل رئيسي على البنوك التقليدية للحصول على الائتمان.

بحثت شركة العملات المشفرة، التي تُصدر أكبر عملة مستقرة في العالم "تيثر يو إس دي تي" (USDT)، فرص إقراض بالدولار الأميركي مع عدة شركات في هذا القطاع المتعطش للائتمان، بحسب أشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المناقشات الخاصة.

أضاف المطلعون أن اجتماعات "تيثر" مع شركات تجارة السلع شملت أيضاً مناقشات حول سبل استخدام عملتها المستقرة، التي اكتسبت زخماً بالفعل كوسيلة للمتداولين والمنتجين لتجنب الدولار في صفقات تجارة السلع الأكثر تقليدية ببلدان مثل فنزويلا وروسيا التي تخضع للعديد من العقوبات الأميركية.

اقرأ أيضاً

119 مليار دولار القيمة السوقية المستهدفة لعملة "تيثر" الجديدة المرتبطة بالدرهم

يُتوقع أن يبلغ رأس المال السوقي للعملة المستقرة المرتبطة بالدرهم الإماراتي التي تعتزم شركة "تيثر" (Tether) طرحها نحو 119 مليار دولار

تحديات إقراض العملات المشفرة

يُعتبر الائتمان شريان حياة لشركات تجارة السلع التي تتعامل مع شحنات بملايين الدولارات من النفط والمعادن والمواد الغذائية حول العالم. في الوقت الذي تحظى فيه الشركات الكبرى بشبكات ضخمة من المقرضين، مثل "ترافيغورا" (Trafigura Group) التي حصلت على خطوط ائتمان بقيمة 77 مليار دولار من نحو 150 مؤسسة بنهاية مارس، تجد الشركات الصغيرة صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لاستمرار الشحنات.

عرض "تيثر" يبدو جذاباً؛ لاسيما أن التمويل الذي تقدمه لن يخضع للشروط التنظيمية الصارمة نفسها التي يواجهها المقرضون التقليديون، مما قد يسرع من عمليات الدفع والتجارة، وفقاً لبعض الأشخاص المطلعين.

في الوقت الذي بدأت فيه الائتمانات الخاصة تشق سبيلها إلى تمويل تجارة السلع، تقول "تيثر" إنها تمتلك رأس المال المطلوب للمشاركة في هذا المجال، على الرغم من أنها لا تقدم نتائج مالية مدققة. في أحدث تقرير مالي لها، الذي نُشر في يوليو، أعلنت "تيثر" عن أرباح بلغت 5.2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024.

في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز"، أكد الرئيس التنفيذي لـ"تيثر" باولو أردوينو أن الشركة تستكشف الفرص في قطاع السلع الأساسية، وقال إن هذه المحاولات "في مراحلها الأولى".

أضاف أردوينو: "يحتمل أننا لن نكشف عن المبلغ الذي نعتزم استثماره في تجارة السلع. لا زلنا بصدد تحديد الاستراتيجية".

وأوضح: "نحن مهتمون باستكشاف مختلف إمكانيات تجارة السلع، ونعتقد أن الفرص في هذا المجال ستكون "ضخمة في المستقبل".

في أغلب عمليات تمويل تجارة السلع، توافق البنوك على منح هذه الشركات مبلغاً معيناً من الائتمان لشراء وتوريد الشحنات. يُعتبر الإقراض مقابل السلع من أقدم أنشطة البنوك التقليدية، جزئياً لأنه لطالما كان رهاناً آمناً نسبياً يعتمد للغاية على ضمانات السيولة.

تمويل تجارة السلع

مع ذلك، غالباً ما يجد المستثمرون الجدد الذين يحاولون دخول قطاع تمويل تجارة السلع أنفسهم في مأزق؛ فالمتداولون الكبار الذين يديرون أعمالاً بسيطة عادة ما يحصلون على تمويل من البنوك التقليدية بأسعار فائدة منخفضة للغاية، بينما يسعى المستثمرون الذين يطمحون إلى تحقيق عوائد أعلى إلى شركات متداولة أقل جدارة بالائتمان تعمل في صفقات أكثر تعقيداً في أجزاء أكثر صعوبة من العالم.

شهد القطاع العديد من الفضائح والانهيارات البارزة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تراجع الثقة في هذا المجال، وسحب بعض أكبر المقرضين تمويلهم لتجارة الموارد الطبيعية.

خرجت صناعة تجارة السلع من فترة عصيبة، بعد الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا الذي أدى إلى تقلبات كبيرة في الأسعار أرهقت السيولة في القطاع، ولكنها ساعدت في النهاية على تحقيق أرباح قياسية.

كما سلطت الحرب الضوء على اعتماد قطاع السلع على الدولار، مما وفر أداة للحكومة الأميركية لاستهداف صادرات الموارد الطبيعية بالعقوبات، وهو ما خلق حافزاً للتمويل غير المنظم واستخدام العملات المستقرة لتسهيل التجارة.

المدفوعات مقابل شحنات النفط

أفادت "بلومبرغ نيوز" سابقاً أن اثنين من كبريات شركات إنتاج المعادن الروسية لجأت إلى العملة المستقرة لتسوية المعاملات عبر الحدود مع العملاء والموردين. كما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن شركة النفط الفنزويلية الحكومية "PDVSA" استخدمت العملة لقبول المدفوعات مقابل شحنات النفط.

خصصت "تيثر" فريقاً من كوادرها لتطوير فرص تمويل التجارة، فيما حضر بعض التنفيذيين لديها في فعاليتين صناعييتن في سبتمبر؛ إحداهما لتمويل تجارة السلع في جنيف، فضلاً عن أسبوع في بورصة لندن للمعادن في لندن، وفقاً لأشخاص حضروا هاتين الفعاليتين وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.

تقوم ذراع الاستثمار التابعة للشركة "تيثر إنفستمنتس" (Tether Investments) بتقييم مئات العروض كل شهر، مع التركيز على مجالات مثل البنية التحتية المالية البديلة للأسواق الناشئة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك