تقلصت فرص "إيرباص" في تحقيق مستهدفها السنوي المخفض لتسليم الطائرات، حيث إن عمليات التسليم في شهر سبتمبر تركت الشركة الأوروبية أمام فجوة كبيرة يصعب سدها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، حتى وإن زادت وتيرة الإنتاج والتسليم.
يرجح أن الشركة تمكنت من تسليم 50 طائرة لعملائها في الشهر الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأرقام. إذا صحّ هذا الرقم، فإن إجمالي التسليمات بعد الأشهر الثلاثة المقبلة سيصل إلى حوالي 500 طائرة، ما يترك "إيرباص" بحاجة لتسليم 270 طائرة إضافية لتحقيق هدفها السنوي البالغ 770 طائرة.
عادة ما تتسارع وتيرة تسليم الطائرات نحو نهاية العام، لكن "إيرباص" ستحتاج إلى تسليم عدد أكبر من الطائرات في كل من الأشهر الثلاثة الأخيرة مقارنة بما تمكنت من تسليمه في أي وقت سابق من عام 2024. كان أعلى عدد من الطائرات سلمته "إيرباص" في 2023 هو 112 طائرة في شهر ديسمبر.
تحديات التسليم
يُعتبر هدف "إيرباص" لتسليم الطائرات مؤشراً مهماً يراقبه الجميع في قطاع الطيران. وفي شهر يونيو، اضطرت أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم إلى خفض هذا الهدف من 800 إلى 770 طائرة، مشيرة إلى أن السبب في ذلك هو استمرار نقص الإمدادات في أجزاء مثل القطع الداخلية والمحركات.
امتنعت شركة إيرباص عن التعليق على تسليمات شهر سبتمبر قبل إصدار تقريرها الشهري المقرر يوم الأربعاء.
كتب إيان دوغلاس-بنينت، المحلل لدى بنك "يو بي إس"، في مذكرة موجهة للعملاء يوم الثلاثاء، أن الشركة المصنعة قد تضطر إلى خفض توقعاتها للعام الكامل عندما تعلن عن أرباح الربع الثالث في نهاية أكتوبر. ووفقاً للمذكرة، يتوقع بنك "يو بي إس" الآن أن تقوم الشركة بتسليم 750 طائرة في عام 2024.
نقص الإمدادات
اشتكت شركة صناعة الطائرات الأوروبية لفترة طويلة من أن سلسلة التوريد تواجه صعوبة في العودة إلى مستواها الطبيعي بعد أن قلبت الجائحة حال القطاع رأساً على عقب، وأجبرت مصنعي الأجزاء على تقليص الوظائف وخفض النفقات للحفاظ على السيولة. وأدى نقص التسليمات إلى الضغط على شركات الطيران، التي تعاني من تأخير في استلام الطائرات التي طلبتها بالمعدل المطلوب، ما يضطرها إلى استخدام نماذج أقدم لفترة أطول أو تقليص بعض المسارات الجوية.
قالت شركة تصنيع قطع غيار الطائرات "سينيور" (Senior) يوم الثلاثاء إنها ستقوم بتقليص الوظائف والنفقات نظراً لانخفاض عمليات التسليم في المدى القريب لشركتي "إيرباص" ومنافستها الأميركية "بوينغ". بالإضافة إلى ذلك، تأثرت شركة تصنيع الطائرات الأميركية بإضراب شديد أوقف إنتاج طائرتها الرائجة "737 ماكس".