ستحسم "الخطوط الملكية المغربية" قبل نهاية العام خيارها لشركات تصنيع الطائرات التي ستتعاقد معها للحصول على 188 طائرة جديدة، بحسب عبد الحميد عدو، الرئيس التنفيذي للشركة الحكومية، في تصريح لـ"الشرق".
الطائرات الجديدة تأتي في إطار عقد برنامج وقعته الشركة مع الحكومة المغربية في 2023 بهدف تعزيز أسطولها بنحو 200 طائرة جديدة، بما يتجاوز أربعة أضعاف الأسطول الحالي، بكلفة تُقدر بنحو 25 مليار دولار.
يتشكل أسطول "المغربية" حالياً من طائرات "بوينغ" فقط، ويَعتبر عدو أن المصنّعة الأميركية "شريك موثوق رغم مواجهتها صعوبات"، لكنه يؤكد لـ"الشرق" أنها لن تكون الشريك الوحيد في إطار البرنامج الاستثماري الجديد للناقلة الوطنية، بل "سيتم فتح المجال لمصنّعين متعددين". مما يتيح الفرصة أمام "إيرباص" الأوروبية للحصول على حصة من كعكة الصفقة.
كانت الخطوط المغربية أطلقت في شهر أبريل الماضي مناقصة دولية لشراء الطائرات الجديدة، وتلقت عروضاً من أبرز الشركات المصنّعة في قطاع الطيران. ونوّه عدو في هذا الصدد أن "مرحلة دراسة العروض انتهت من الجانب التقني، والقرار سيُتخذ قبل نهاية العام".
خيارات الإيجار والشراء
مع تأخر المصنّعين في تسليم الطائرات الجديدة بسبب تراكم الطلبيات عبر العالم، يُنتظر أن تحصل الناقلة المغربية على طائرتي "بوينغ" في إطار صفقة شراء قبل نهاية العام الجاري، و10 طائرات لنفس الشركة في إطار عقود إيجار طويلة الأمد خلال العام المقبل.
قطاع السفر والسياحة ساهم بمبلغ 25.5 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمغرب خلال 2023، بما يشكل 13.4% من الاقتصاد، بحسب بيانات صادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) التي توقعت أن تتضاعف قدرة المطارات المغربية لتصل إلى أكثر من 90 مليون مسافر بحلول عام 2035.
ستدعم الطائرات الجديدة خطط توسيع شبكة رحلات الشركة لتحقيق هدف المملكة باستقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، وأكثر من 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد، مع استضافة البلاد لكأس العالم لكرة القدم بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وأشار عبد الحميد عدو إلى أن "اللجوء إلى خيار الإيجار أمر معمول به من جانب أغلب شركات النقل الجوي في العالم في ظل آجال التسليم الطويلة بالنسبة للشراء".
منذ 2020 بلغ دعم الدولة الإجمالي للشركة نحو 6 مليارات درهم. وكان 2018 آخر عام حققت فيه الشركة أرباحاً بـ156 مليون درهم (15.9 مليون دولار)، ليبدأ مسلسل الخسائر منذ إغلاق الأجواء بسبب جائحة كورونا.
بحسب "إياتا" من المتوقع أن ينمو قطاع الطيران في المغرب بوتيرة متسارعة خلال العشرين عاماً القادمة، مع توقع زيادة عدد الركاب بنسبة 50% في 2043 مقارنة بعام 2024، كما سيلعب الطيران دوراً حاسماً في استضافة المملكة لكأس العالم 2030.