شهد اليوم الأول من منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد (Bloomberg NEF)، الذي يستمر أربعة أيام، مناقشة العديد من القضايا المحورية للاقتصاد العالمي من قِبل قادة الأعمال والسياسيين المشاركين، الذين تناولوا التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا، ومستقبل التجارة العالمية وتغير المناخ.
وشكّلت التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين محوراً رئيسياً، فقد دعا رؤساء الدول الحاليين والسابقين، الرئيسَ الصيني "شي جين بينج" وإدارة نظيره الأمريكي المنتخب "جو بايدن" القادمة لإعادة العلاقة بين البلدين إلى مسارها الصحيح. وحثَّ رئيس وزراء سنغافورة "لي هسين لونج" الطرفين على عقد هدنة، كما طالب الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" بتبني نهج أكثر تنسيقاً للتعامل مع بكين، لأن عهد "شي" طويل الأمد أدى إلى اضطراب العلاقات. في حين قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر":" إن الإدارة الأمريكية الجديدة يجب أن تتحرك بسرعة لاستعادة خطوط الاتصال أو المخاطرة بالانجراف إلى أزمة يمكن أن تتصاعد إلى حرب عالمية جديدة".
وعلى صعيد الاقتصاد والصحة والبيئة، دعا وزير الخزانة الأمريكي السابق "لورانس سمرز" إلى استجابة عالمية منسقة أقوى للأزمة التي سببها كوفيد-19.
وقالت "جانيت يلين"، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابقة، "إن السياسة المالية كانت ضرورية لدعم السياسات التحفيزية للبنك المركزي، ومساعدة الاقتصاد الأمريكي على التعافي. في حين صرح الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" بأنه يعتقد أن "بايدن" سينضم مجدداً إلى اتفاقية باريس للمناخ، ويلتزم في النهاية بتعهد تأسيس المشروعات صفرية الإنبعاثات الحرارية بحلول عام 2050.
العاهل الأردني: يجب التعامل مع اللقاح باعتباره منفعة عامة عالمية
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني:" إن أزمة كوفيد -19 قد أظهرت، لماذا يجب على الدول العمل معاً لمواجهة التحديات العالمية؟، إذ حضَّ قادة العالم على ضمان توفير اللقاحات للجميع، مضيفاً "لقد أظهر لنا الوباء مدى ارتباطنا معاً فعلاً، وبالنسبة للقاح، فيجب التعامل معه باعتباره منفعة عامة عالمية".
وأعلن العاهل الأردني عن برنامج يهدف إلى إمداد البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بجرعات اللقاح لكوفيد- 19، كاشفاً أنه تمَّ جمع أكثر من ملياري دولار وفق هذا البرنامج هذا الشهر، لكنه يحتاج إلى 5 مليارات دولار إضافية العام المقبل.
واعتبر أن الوباء يوفر فرصة لإيجاد المرونة اللازمة لمواجهة الأزمات العالمية الأخرى، بما في ذلك تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي.
سلطان الجابر: متفائل بالنمو العالمي
قال سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (Adnoc)، في منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد، "إن هناك سبباً وجيهاً للغاية للتفاؤل بشأن النمو العالمي".
وأشار إلى أن انتعاش الولايات المتحدة قوي للغاية على الرغم من كوفيد-19، في حين تتعافى آسيا بشكل جيد للغاية، ويتباطأ النمو الأوروبي بسبب القيود الوبائية الجديدة.
رئيس وزراء إيرلندا: ملامح اتفاق "بريكست" واضحة
قال رئيس الوزراء الأيرلندي "مايكل مارتن" إن ملامح اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واضحة للجانبين، إذ يكافح الجانبان للتوصل إلى اتفاقية تجارية.
وأضاف:" إن فرق التفاوض تتفهم "نقاط الاتفاق" حول خروج بريطانيا، محذراً من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان نظيره البريطاني "بوريس جونسون" يريد حقاً التوصل لاتفاق. كما صرح في مقابلة مع "بلومبرغ": "بعد أن التقيت بوريس جونسون، وبعد أن تحدثت إليه، أشعر أن في أعماق غريزته سيرى فحوى اتفاق".
شينجهاي: على أمريكا اتباع نهج أكثر صبراً مع الصين
قال "فانج شينجهاي" نائب رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية،" إن المستثمرين الدوليين استجابوا لتعليق الطرح العام الأولي لمجموعة "آنت" على نحو جيد للغاية. كما أشار إلى أن التدفقات الوافدة من المستثمرين الدوليين والمستثمرين في هونج كونج، قد حققت أداءً جيداً في الأسبوع الماضي أيضاً.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدفع بسرعة كبيرة من أجل إحداث تغيير من قبل الصين، وعليها بدلاً من ذلك اتباع نهج أكثر صبراً، مشيراً إلى أنه يأمل في علاقات أفضل في عهد "بايدن".
وأضاف: "أشعر أن المفاوضين الأمريكيين يطالبون بالحصول على شيء من الصين بسرعة، ويأملون أن تتغير الصين بسرعة.. الولايات المتحدة بحاجة إلى مزيد من الصبر".
تجنب الاستفزاز أولاً
قال رئيس الوزراء الأسترالي السابق "كيفين رود": "إن الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن"، ونظيره الصيني "شي جين بينج" يمكنهما البدء في إصلاح العلاقات المتصدعة بين بلديهما من خلال تجنب أي استفزاز بشأن تايوان أو المياه الإقليمية المتنازع عليها في المنطقة. كما لفت إلى أن الرئيسين يمكن أن يتعاونا أيضاً في مكافحة آثار تغير المناخ.
كلينتون: أمريكا بحاجة لحشد الشركاء قبل التفاوض مع بكين
قال الرئيس السابق بيل كلينتون، "إن فترة حكم "شي جين بينج" طويلة الأمد قلبت العلاقات الأمريكية الصينية رأساً على عقب، وسيتطلب من إدارة "جو بايدن" القادمة وحلفائها اتباع نهج منسق على نحو أفضل بكثير للتعامل مع بكين.
وأكد "كلينتون" على أن النظام الصيني القديم، الذي لم يكن ديمقراطياً بأي حال من الأحوال، لكنه كان يوفر ما يكفي من المشاركة والانفتاح، لأن هناك تناوباً منتظماً على القيادة. أما الآن، بعد أن ظهر أن الشخص المسؤول عن الصين ينوي البقاء هناك مدى الحياة، فإن هذا يغير طبيعة الأمور. لكن لا ينبغي لنا أن نقبل أو نفترض أن كل شيء سيكون سيئاً دون العمل على تحسينه ".
ولفت "كلينتون" إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تعزز موقفها التفاوضي مع الصين من خلال حشد شركاء، بداية من أوروبا وصولاً إلى الدول الآسيوية التي كانت جزءاً من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي التي تخلى عنها الرئيس دونالد ترامب.
رئيس وزراء سنغافورة يدعو إلى "هدنة"
أكد رئيس الوزراء السنغافوري "لي هسين لونج" أن الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" يجب أن يتطلع إلى تطوير علاقة بناءة شاملة مع الصين بعد رحلة مضطربة للغاية على مدى السنوات الأربع الماضية.
وتابع: "إن التوصل لإطار عمل جديد، سيسمح لكلا البلدين بتطوير مجالات الاهتمام المشترك، وتقييد مجالات الخلاف بشأن قضايا مثل التجارة والأمن وتغير المناخ وكوريا الشمالية، واتفاقية عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل". رافضاً أية محاولة للعودة إلى تقسيم الدول بأسلوب الحرب الباردة.
وأفصح أن سنغافورة قلقة بشأن الوضع في هونج كونج، وتأمل أن يعود الاستقرار إلى المدينة التي تعد مركزاً مالياً عالمياً.
الأولوية للحوار
دعا "تسنج بييان"، النائب السابق لرئيس مجلس الدولة الصيني، إلى مزيد من التعاون العالمي في مكافحة وباء كورونا، وإنتاج علاجه، وفي تنسيق السياسات الاقتصادية. معتبراً أن الأولوية القصوى تكمن في إنشاء وتحسين الحوار العالمي، وآليات المنافسة.
ووجه نداءً من أجل التزام أقوى تجاه التعددية والجهود المبذولة لتحسين تطبيق الحوكمة عالمياً. دون تسمية أية دولة بعينها، كما شجب "بعض القوى" التي تعمل ضد هذا الاتجاه من خلال إعلان الانفصال والابتعاد عن الالتزامات الدولية. وقال: "إن هذه السلوكيات، قوضت قواعد السوق، وأعاقت النمو العالمي السليم.
تجنب المعاملة بالمثل العقابية
طالب وزير الخزانة الأمريكي الأسبق "هانك بولسون" إدارة "بايدن" المقبلة أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات الثنائية مع الصين، تهدف إلى حماية التجارة العادلة والمنافسة.
وأضاف: "سنحتاج إلى التعامل مع القضايا الهيكلية والعملية بما في ذلك الخدمات، وليس السلع فقط. ويجب أن يجري الاتفاق على مراحل ذات نتائج منتظمة، بدءاً من القضايا الأسهل التي تبني الزخم، بما يكفي لمعالجة المشكلات الصعبة".
ودعا بولسون إلى التحول عما أسماه "المعاملة بالمثل العقابية " بما يخالف قواعد المسؤولية الدولية، إلى "المعاملة بالمثل الموجهة المرجوة" وفق القواعد المسؤولية الدولية لضمان أن المنافسة الاستراتيجية بين أكبر اقتصادين في العالم، لن تؤدي إلى انعزال الولايات المتحدة عن العالم.
وكان "بولسون" قد حذر قبل عامين من أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين تسير على طريق إقامة ستارة اقتصادية حديدية "بهدف الانعزال". وأشار خلال مؤتمر بلومبرغ إلى أن العديد من توقعاته، لسوء الحظ، قد تحققت.
السياسة المالية التحفيزية ضرورية
رفضت رئيسة المجلس الاحتياطي الفيدرالي السابقة "جانيت يلين" التعليق على تقارير إعلامية، تفيد بأنه قد جرى اقتراح اسمها، لتكون مرشحة الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" لمنصب وزيرة الخزانة الأمريكية.
وقالت: "ليس لدي أي شيء من أجلكم في هذا الشأن، أنا آسفة". وأجابت عندما سئلت عما إذا كانت تعتقد أنها ستكون جيدة في الوظيفة: "أعتقد أن هذا الأمر يعود إلى أشخاص آخرين كي يقرروه".
وكانت "بلومبرغ نيوز" قد أفادت في 13 نوفمبر أن "يلين" قيد الدراسة لتكون وزيرة خزانة الرئيس المنتخب، وذلك وفقا ً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وأشارت "يلين" إلى أن السياسة المالية كانت جوهرية لدعم السياسات التحفيزية للبنك المركزي، ومساعدة الاقتصاد الأمريكي على التعافي من الوباء.
وتابعت: "السياسة المالية لها دور مهم للغاية تلعبه الآن، وأعتقد أنه ضروري."
الأمور ستتغير مع "بايدن"
يرى وزير الخزانة الأمريكي السابق "لورانس سمرز" أن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيدـ19 تتطلب استجابة عالمية على نحو منسق بطريقة أقوى، مما هي عليه الآن لتعكس البعد العالمي للمشكلة.
وأعرب "سمرز"، الذي كان مستشاراً في حملة الرئيس المنتخب "جو بايدن"، عن أسفه لمعارضة إدارة "ترامب" لتخصيص صندوق النقد الدولي 500 مليار دولار من الأصول الاحتياطية، أو حقوق السحب الخاصة لدعم الدول الأعضاء، وهو موقف قد قال فيه: "إنه يأمل أنه سوف يتغير مع إدارة "بايدن".
وقال "كان للأزمة الأخيرة استجابة كبيرة من صندوق النقد الدولي، من بينها إصدار حقوق السحب الخاصة (تسمح للدول بالحصول علي دعم في صورة سيولة مالية تتناسب مع حصة المساهمة في الصندوق)، وكذلك الزيادات الكبيرة في الإقراض من البنك الدولي، التي كانت مدفوعة من المجتمع الدولي". لكن "لم تكن هناك جرأة على المستوى العالمي يمكن مقارنتها بالجرأة على المستوى الوطني للبلدان، وهذا يمكن أن يضعنا في مأزق حقيقي على طريق التعافي"
التحذير من جنوح البنك المركزي
قال محافظ بنك انجلترا السابق "ميرفين كينج": "إنه يشعر بالقلق من أن الجيل الجديد من قادة البنوك المركزية، يدخلون مجالات ليست ذات صلة جوهرية بتفويضاتهم، ومن ضمن ذلك تحدي اهتمام البنوك المركزية الحالي بوضع سياسات للمساعدة في معالجة تغير المناخ".
وأضاف: "إذا كنا سنجري اختبارات تحمل الإجهاد للبنوك جراء تداعيات تغير المناخ، فنحن بحاجة إلى إجراء اختبارات تحمل الإجهاد لتداعيات الوباء القادم أيضاً". وشدَّد على أن "هناك العديد من الطرق التي يتعرض بها النظام المالي للتهديد بخلاف تغير المناخ".
النزعة الحمائية
دعا نائب الرئيس الصيني "وانج كيشان" إلى التضامن العالمي، والابتعاد عن النزعة الحمائية في الوقت الذي تواجه فيه بكين إدارة جديدة منتظرة في واشنطن.
وقال "وانج": "يجب على الدول أن ترتفع فوق التحالفات الحصرية، وأن تتخلص من عقلية المنافسة الصفرية بين الطرفين، إذ يربح طرف كل شيء، ويخسر الآخر كل شيء. كما يجب أن نبني اقتصاداً عالمياً مفتوحاً يعمل لصالح الجميع. ويجب علينا أن نحمي بقوة النظام التجاري متعدد الأطراف في ظل منظمة التجارة العالمية، وأن نرفض بشكل قاطع النزعة الأحادية والحمائية، لأية إجراءات حظر استيراد سلع، أو تصدير بهدف حماية الاقتصاد المحلي".
ولم يتطرق "وانج" إلى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك، دعا البلدان بشكل عام إلى "بناء منصات للحوار، وأن تبقى على اتصالات مفتوحة". كما حثَّ الدول على تطوير آلية تعاونية للسيطرة على الأوبئة للمساعدة في محاربة كوفيد- 19.
كفاءة سلاسل التوريد انخفضت
وقال "راج سوبرامانيام"، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "فديكس"، "إن سلاسل التوريد أصبحت أقصر، وأكثر تقوقعاً داخل النطاق الاقليمي، وأقل كفاءة، وتقوم الشركات والدول بتخزين الإمدادات تحسباً لأية أزمة، مثل جائحة كورونا. وكشف أنه نتيجة عملية "شد الحبل" في هذا الصراع العنيف بين كفاءة سلسلة التوريد، والمخزونات الأكبر، سيدفع المستهلكون الثمن مقابل المخزونات المتضخمة.
مشيراً إلى أنه مع حالة انتقال الشركات من استراتيجية المخزون المبرمج وفق الحاجة إلى حالة استراتيجية زيادة المخزون لضمان الحصول على أكبر كمية؛ فإن ثمة تكلفة يتعين دفعها، وسيكون هذا على حساب السعر في النهاية بفعل ارتفاع تكلفة البضائع المباعة.
ورأى "سوبرامانيام" أن الوباء أضر بالتجارة العالمية، لكن الأخيرة بلغت ذروتها في الماضي بالفعل. ففي عام 2008، وشكلت التجارة 25 في المئة من الاقتصاد العالمي، مقابل 14 في المئة في عام 1990. في حين تراجعت التجارة إلى 21 في المئة من نمو الاقتصاد العالمي في 2018.
مفاوضات التجارة الأمريكية - الأوروبية مؤجلة
حذَّرت "سيسيليا مالمستروم"، المفوضة التجارية السابقة في الاتحاد الأوروبي، من أن المفاوضات بشأن اتفاق التجارة عبر الأطلسي، قد تضطر إلى الانتظار، حتى مع إدارة أمريكية جديدة في يناير المقبل.
وأفصحت: "لا ينبغي أن نتوقع أن تسرع أوروبا، أو إدارة "بايدن" إلى طاولة المفاوضات لإخراج ذلك من حالة الجمود. فقد كان هناك نقص كبير في الثقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على صعيد التجارة على مدى السنوات الماضية، لذلك نحن بحاجة إلى إعادة بناء ذلك". متوقعة عدم استئناف المحادثات في أول عامين على الأقل" من عمر إدارة "بايدن".
أمريكا اللاتينية الأكثر تضرراً من كورونا
رأى "لويس ألبرتو مورينو"، الرئيس السابق لبنك التنمية بين الأمريكتين، أنه يتعين على دول الأمريكتين أن تبحث في سبل تحسين التجارة الإقليمية للمساعدة في تسريع الانتعاش في أمريكا اللاتينية، وهي المنطقة الأكثر تضرراً من جائحة كوفيد -19.
وأكد أن أمريكا اللاتينية لديها فرصة لتحسين التكامل، والاتفاق على مجموعة مشتركة من القواعد لإفادة بلدانها، لا سيما من خلال الدمج بشكل أفضل مع أمريكا الوسطى، وخلق الفرص للدول التي تعد مصدراً كبيراً للهجرة إلى الولايات المتحدة.
كيسنجر يحذر من كارثة
قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر" في منتدى بلومبرغ: "إن على إدارة "بايدن" القادمة أن تتحرك بسرعة لاستعادة خطوط الاتصال مع الصين التي توترت خلال سنوات ترامب، أو المخاطرة بأزمة قد تتصاعد إلى صراع عسكري.
وحذر "كيسنجر" من أنه ما لم يكن هناك أي أساس لبعض العمل التعاوني، فإن العالم سينزلق إلى كارثة مماثلة للحرب العالمية الأولى. ورأى أن "أمريكا والصين تنجرفان الآن بشكل متزايد نحو المواجهة، وهما يديران دبلوماسيتهما "بطريقة المواجهة". وأوضح أن "الخطر هو أن بعض الأزمات التي ستحدث، ستتجاوز الخطاب إلى صراع عسكري حقيقي".
وأمل الدبلوماسي الذي مهد الطريق لرحلة الرئيس الأمريكي الراحل "ريتشارد نيكسون" التاريخية إلى الصين في عام 1972، في أن يوفر التهديد المشترك لوباء كوفيد -19 فرصة للمناقشات السياسية بين البلدين، عندما يتولى الرئيس المنتخب "جو بايدن" منصبه في الثالث من يناير عام 2021.
تأثير الفيروس ممتد
قال "كريس كيمبزينسكي"، الرئيس التنفيذي لشركة "ماكدونالدز"، عن الحاجة الماسة إلى التفكير في معدات الحماية الشخصية (PPE)، وتتبع معدلات انتقال العدوى لموظفي المطاعم في المستقبل المنظور. معتبراً أنه "مستوى متطور من الوعي، ويوجد الآن مستوى أعلى بكثير من التقدير والفهم لعنصر السلامة. ولقد تعلمنا، كما أعتقد، جميعنا الكثير من خلال هذه الجائحة ".
وظائف "العمال الجدد"
سلطت "جيني رومتي"، الرئيسة التنفيذية لشركة IBM، الضوء على أهمية ما أسمته "وظائف العمال الجدد "لتكون طريقة لجذب المرشحين لشغل الوظائف الشاغرة" من خلفيات مختلفة إلى قطاع التكنولوجيا. كاشفةً أن شركتها حاولت التوظيف بناءً على المهارات بدلاً من الشهادات الجامعية، وقد دخلت الشركة في شراكة مع المدارس الثانوية، وكليات المجتمع لتعزيز هذا الجهد.
وأوضحت أن الاقتصاد الرقمي لم يكن شمولياً ،إذ تطال عوائده على جميع فئات المجتمع. مشيرةً إلى أن الوباء العالمي والعنصرية الممنهجة قد جعلت الأمر أسوأ.
لا لدفع المعلمين ضرائب دخل
قال "ستيفن شوارزمان"، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك، والرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون جروب"، "إن الولايات المتحدة يجب أن تعزز نظامها التعليمي، مشيراً إلى أن 5 في المئة فقط من الأطفال في المدارس العامة يتعلمون علوم الكمبيوتر.
وشدد على أنه يجب على مجتمع الأعمال المساعدة في توفير التدريب المهني للمدارس، وأن المعلمين يجب أن يكونوا الشريحة الوحيدة من العمال في الولايات المتحدة المعفاة من دفع ضريبة الدخل. وهذا الأمر سيميزهم كفئة ذات قيمة بصرف النظر عن الأنواع الأخرى من الوظائف.
"صفقة جديدة" للعمال
ركز "ثارمان شانموجاراتنام"، الوزير السنغافوري رفيع المستوى، على ضرورة إقرار "صفقة جديدة" للعمال، مشيراً إلى وجود مشكلات للقوى العاملة قبل تفشى مرض كوفيد-19 بفترة طويلة. معتبراً أنه لا يقصد بهذا فقط العمال العاملين في بيئة هي الأكثر ضعفاً، ولكنه يقصد العمال من الطبقة الوسطى، التي عانت من ركود الدخل، وفرص عمل أقل في المناطق الريفية. وأشار إلى أنه في العديد من دول الاقتصادات المتقدمة، تركَّز خلق الوظائف في قطاعات الخدمات غير الآمنة نسبياً. على مقترحين: الأول، تدخُّل أكبر من قبل كل من الحكومة والقطاع الخاص في تعزيز عملية التعلم مدى الحياة، وثانياً، زيادة الاستثمار في "المنافع العامة" بما في ذلك مشروعات البنية التحتية.
أمين عام الأمم المتحدة متفائل بـ "بايدن" مناخياً
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،" إنه يعتقد أن الرئيس المنتخب "جو بايدن" سينضم مجدداً إلى اتفاقية باريس للمناخ، ويلتزم في نهاية المطاف بتعهد تحويل المشروعات الي مستوى الصفر للانبعاثات الحرارية مع حلول عام 2050.
وأضاف: "أعتقد أن الديناميكية غير العادية للمجتمع الأمريكي، ستسمح لنا بالوصول إلى مستوى الصفر للانبعاثات الحرارية مع حلول عام2050، وهذه هي اللحظة المناسبة لتحالف عالمي كبير من أجل تحقيق المستوى الصفري للانبعاثات الحرارية".
"مايكل بلومبرغ" ينوه بدروس "كورونا"
قال "مايكل بلومبرغ"، مؤسس شركة "بلومبرغ" وأكبر مساهميها، "إن الدروس المستفادة من المعركة العالمية ضد كوفيد-19، يمكن أن تساعد العالم في مواجهة التحديات بما في ذلك تغير المناخ، وعدم المساواة على أساس العرق، وعدم المساواة الاقتصادية.
وصرح عمدة مدينة نيويورك السابق في افتتاح منتدى بلومبرغ السنوي: "يمكننا تصحيح مسار الاقتصاد العالمي ووضعه في مسار ذكي للأشهر والسنوات المقبلة، والحقيقة هي "أن الوباء ذكرنا أيضاً، بما هو ممكن، عندما يتعاون القطاعان العام والخاص".
وتابع "بلومبرغ": "كل تحدٍ كبير نواجهه يتطلب تعاوناً أكبر، وإذا تصرفنا بحكمة، يمكننا الاستثمار في طرق تساعد على التقليل من غازات الاحتباس الحراري، وتبني نهج مرن لمواجهة عدم المساواة الاقتصادية والعرقية، مما يحدُّ من الفقر، ويؤدي إلى تحسن الصحة العامة، ويحفز النمو وخلق فرص العمل ".
ويأتي منتدى "بلومبرغ" للاقتصاد الجديد، الذي يستمر أربعة أيام، وسط موجة جديدة من فيروس كورونا، لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي ظل التطورات الحديثة والواعدة فيما يتعلق بوجود لقاح محتمل أيضاً. فقد أصاب الفيروس ما لا يقل عن 54 مليون شخص، وتسبب في وفاة حوالي 1.3 مليون شخص، بما في ذلك ما يقدر بنحو 240 ألف شخص في الولايات المتحدة حتى الآن.
ومن بين المتحدثين في المنتدى: رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي"، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد"، والرئيسة التنفيذية لشركة IBM "جيني روميتي"، والرئيس المشارك ومؤسس شركة Bridgewater Associates "راي داليو". وسينتقل تركيز المنتدى من التمويل والتجارة في اليوم الأول إلى المدن والمناخ والتجارة العالمية في الأيام الباقية.