يُتوقع أن تفقد "إنفستكورب القابضة"، أكبر شركة لإدارة الأصول البديلة في الشرق الأوسط خدمات أحد كبار مديريها، في إطار عملية إعادة تنظيم واسعة النطاق لإدارتها، ستفضي إلى التخلي عن منصب الرئيس التنفيذي المشارك.
تأتي عملية إعادة التنظيم مع انطلاق "إنفستكورب" في المرحلة التالية من النمو، حيث تستهدف تعزيز التنسيق بين استراتيجيات الاستثمار والمناطق الجغرافية، وبمقتضاها سيتنحى حازم بن قاسم عن منصب الرئيس التنفيذي المشارك، فيما سيواصل العمل بصفته كبيراً للمستشارين إلى أن يغادر الشركة في الأول من نوفمبر المقبل.
وسيشغل ريشي كابور، الرئيس التنفيذي المشارك أيضاً في الفترة الحالية، منصباً جديداً بصفته نائباً لرئيس مجلس الإدارة التنفيذي وكبير مسؤولي الاستثمار.
وأشار بيان صدر عن الشركة، التي تدير أصولاً بنحو 52 مليار دولار، اليوم الإثنين، إلى أن رئيس مجلس الإدارة التنفيذي، محمد العارضي "سيتولى مسؤوليات إضافية كان يتولاها سابقاً الرئيسان التنفيذيان المشاركان".
مرحلة جديدة في "إنفستكورب"
قال العارضي: "مع زيادة تركيزنا على الاستفادة من قوة منصتنا الاستثمارية الحالية، ندرك أن الوقت مناسب لتوسيع قيادتنا التنفيذية دعماً لخطط النمو المستقبلية.. أثق بأن الجيل الجديد سيضمن الحفاظ على زخم نمونا"، وفق البيان.
انضم بن قاسم، خريج جامعة هارفارد، إلى "إنفستكورب"-التي يقع مقرها في البحرين- في 1994، ويشغّل منصب الرئيس التنفيذي المشارك منذ 2018، وساعد في قيادة جهود الشركة للتوسع في آسيا، في إطار خطة تهدف إلى مضاعفة الأصول المُدارة خلال السنوات القليلة التالية.
كما أدار عمليات استثمار الشركة وجمع التمويل مع مستثمرين من صناديق الاستثمار والمؤسسات الاستثمارية في الشرق الأوسط، بعد إدارة شركة الملكية الخاصة التابعة لـ"إنفستكورب" في أوروبا، واستثماراتها العالمية في التكنولوجيا.
من جهته، قال بن قاسم: "مع انطلاق الشركة في مرحلة جديدة من النمو، شعرت بأن الوقت حان للتفكير واستكشاف فرص أخرى، مع الاستمرار في التركيز على تعزيز تقديم القيمة للمساهمين في (إنفستكورب كابيتال)"، وفق البيان، مشيراً إلى شركة الاستثمار التي أسستها المجموعة، وجمعت 451 مليون دولار تمويلاً من طرح أولي عام ببورصة أبوظبي في نوفمبر الماضي، والتي سيواصل عمله فيها نائباً لرئيس مجلس الإدارة.
"إنفستكورب" تعيد تنظيم أنشطتها
أسست "إنفستكورب" صندوق استثمار حجمه مليار دولار مدعوم من الصندوق السيادي "تشاينا إنفستمنت كورب" (China Investment)، في وقت سابق من هذا العام، للاستفادة من تعزيز العلاقات التجارية والمالية بين الشرق الأوسط وآسيا. كما شرعت في تنفيذ خطة لمضاعفة أصول البنية التحتية الخاضعة لإدارتها لتصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وعُيّن العارضي في منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في 2015، في إطار عملية نقل إدارة "إنفستكورب" إلى الجيل الجديد، عندما بدأ نمير قيردار في التنحي عن إدارة الشركة التي أسسها في 1982 بهدف جمع التمويل من الشرق الأوسط.
ركزت "إنفستكورب" في البداية على الاستثمار في الولايات المتحدة وأوروبا، واشتهرت بصورة أساسية بسبب استثمارها في شركتي "تيفاني آند كو" (Tiffany & Co) و"غوتشي" (Gucci) التي قامت بها في سنواتها الأولى. وتشمل أنشطتها حالياً الاستثمار في الملكية الخاصة، والعقارات، والائتمان الخاص، والبنية التحتية.
ضمن عملية إعادة الهيكلة، أعادت الشركة تنظيم أنشطتها إلى 3 قطاعات؛ هي قطاع شركات الملكية الخاصة والشركات المماثلة، وسيديره ديفيد طايع؛ والأصول العقارية تحت إدارة هيرب مايرز ومايك أوبراين؛ والائتمان الذي سيديره جيريمي غوس، فيما سيدير يوسف اليوسف منصة التوزيع العالمية.
ويشمل داعمو "إنفستكورب" عدداً من أثرياء الشرق الأوسط، من بينهم أفراد من عائلات حاكمة وأقطاب أعمال.