أصبحت شركة "بيركشاير هاثاواي" أول شركة أميركية خارج قطاع التكنولوجيا تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار.
ارتفعت أسعار أسهم المجموعة التي يقودها وارن بافيت 0.8% يوم الأربعاء لتتخطى قيمة الشركة السوقية عتبة تريليون دولار للمرة الأولى. وارتفع السهم هذا العام بفضل نتائج التأمين القوية والتفاؤل الاقتصادي. وتنضم الشركة -التي يقع مقرها في أوماها بولاية نبراسكا- إلى عدد صغير من الشركات التي تمكنت من تخطي هذه العتبة، التي تهيمن عليها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "ألفابت" و"ميتا بلاتفورمز" و"إنفيديا كورب".
قال ستيف تشيك، المؤسس والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة "تشيك كابيتال مانجمنت": "لقد بلغت (بيركشاير) هذه العتبة بطريقة أبطأ، ولكن بطريقة أكثر تأكيداً". تمتلك شركته حوالي ملياري دولار من الأصول الخاضعة للإدارة، وتعتبر "بيركشاير" أكبر حيازاتها، وقال: "من الصعب كسب المال بالطريقة القديمة".
بداية عام قوية
تجاوز ارتفاع سهم "بيركشاير" هذا العام صعود مؤشر "إس آند بي 500"، مع تسجيل سهم الشركة واحدة من أفضل بداياته السنوية منذ عقد. ارتفع سعر سهم الشركة 30% في 2024، في حين صعد مؤشر السوق بنسبة 18%. أداء سهم الشركة ليس بعيداً عن أداء "العظماء السبعة": فقد ارتفع المؤشر الذي يقيس أكبر أسهم التكنولوجيا بنسبة 35% هذا العام.
قضى بافيت الجزء الأكبر من حياته في تحويل "بيركشاير هاثاواي" من شركة تصنيع نسيج متعثرة إلى إمبراطورية تجارية مترامية الأطراف. وقام بتأسيس الشركة جنباً إلى جنب مع شريكه التجاري تشارلي مونجر، الذي توفي في نوفمبر عن عمر يناهز 99 عاماً.
ارتفعت قيمة "بيركشاير" السوقية 20% تقريباً سنوياً منذ عام 1965 حتى العام الماضي - أي ما يقرب من ضعف العائد السنوي لمؤشر "إس آند بي 500" في نفس الفترة. وقد حول هذا بافيت إلى واحد من أغنى الأشخاص في العالم، وربما المستثمر الأكثر إنتاجية على الإطلاق.
مقياس للأداء الاقتصادي
تأتي قوة المجموعة مع تزايد التفاؤل بشأن الاقتصاد، إذ من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر. وارتفعت ثقة المستهلك إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر في أغسطس. تمتد أعمال "بيركشاير" من مشغلة محطات الشاحنات "بايلوت ترافل سنترز" (Pilot Travel Centers) إلى سلسلة الآيس كريم "ديري كوين" والعلامة التجارية للبطاريات "ديوراسل" (Duracell).
أضافت الشركة أكثر من 200 مليار دولار من القيمة السوقية هذا العام وحده، وهو رقم قياسي للشركة، ولكنه يتناقض بشكل حاد مع زيادة "إنفيديا" البالغة حوالي تريليوني دولار. ونتيجة لهذا الصعود بلغ سهم "بيركشاير" منطقة ذروة الشراء، بناءً على مؤشر القوة النسبية، وأثار بعض التحفظ من قبل المحللين.
إن التوقعات الأساسية لأعمال "بيركشاير" الأساسية ليست بالضرورة أكثر إشراقاً في المستقبل، وفقاً لمحلل بلومبرغ إنتليجنس ماثيو بالازولا، لكن الشركة تفتخر بمحفظة "مناسبة لجميع الأحوال".
وفي الوقت نفسه، قد يؤثر خفض أسعار الفائدة على عائدات السيولة النقدية القياسية التي جمعتها "بيركشاير" أثناء خفض حصتها في شركة "أبل" وتقليص حيازاتها في أسهم "بنك أوف أميركا". وبلغت السيولة النقدية المتاحة لبافيت حوالي 276.9 مليار دولار في نتائج الربع الثاني التي تم الإعلان عنها في أوائل أغسطس. وقال تشيك إن الحجم الهائل لحصة "أبل" أصبح مصدر قلق، وكان التحرك لتقليل هذا التعرض حكيماً. قال تشيك: "لقد أزال الأمر الكثير من هذه المخاطرة".