سجلت شركة "سامسونغ إلكترونيكس" أسرع وتيرة نمو في صافي الدخل منذ 2010، بعدما عزز ازدهار الذكاء الاصطناعي أرباح قسم أشباه الموصلات التابع لها.
ارتفع صافي الدخل لدى أكبر شركة مصنعة لرقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم بنحو ستة أضعاف ليصل إلى 9.64 تريليون وون (6.96 مليار دولار) خلال الربع المنتهي في يونيو، مقارنة بمتوسط توقعات المحللين البالغة 7.97 تريليون وون. وأعلنت "سامسونغ" في بداية يوليو الجاري عن زيادة في الأرباح التشغيلية الأولية بمقدار 15 ضعفاً وارتفاع الإيرادات بنسبة 23%، وهو أكبر صعود للمبيعات منذ 2021.
تشير هذه النتائج إلى أن أسواق الحوسبة العالمية بدأت تتعافى من ركود طويل الأمد بعد الجائحة، ويرجع ذلك جزئياً إلى موجة الإنفاق على تطوير الذكاء الاصطناعي التي تبنتها عدة دول بدءاً من الولايات المتحدة إلى الصين.
وعلى غرار شركة "إس كيه هاينكس" (SK Hynix)، توفر "سامسونغ" أشباه الموصلات المستخدمة للتخزين في الخوادم والأجهزة المحمولة وتبيع أيضاً مجموعة واسعة من الإلكترونيات الاستهلاكية.
عن ذلك، قال توم كانغ، مدير شركة "كاونتر بوينت ريسيرش" (Counterpoint Research)، إن "قطاع رقائق الذاكرة لدى (سامسونغ) تعافى تماماً وعاد إلى العمل"، مشيراً إلى أن الطلب الكبير على المنتجات المتعلقة بالخوادم أدى إلى تحقيق ربح مفاجئ.
وأضاف أن أداء هاتف "غلاكسي إس 24" (Galaxy S24) عزز أيضاً الأرباح خارج قسم الهواتف الذكية من خلال رفع مبيعات مستشعرات الكاميرا والرقائق والشاشات وبرامج تشغيل الفيديو. وصعدت أسهم "سامسونغ" بحوالي 1% صباح الأربعاء في سيؤول، فيما لم تتغير أسهم "إس كيه هاينكس" كثيراً حيث ارتفعت بنحو 0.2% فقط.
انتعاش رقائق "سامسونغ"
حقق قسم أشباه الموصلات الأساسي لدى "سامسونغ" أرباحاً تشغيلية أفضل من المتوقع بلغت 6.45 تريليون وون، وهو الربع الثاني على التوالي الذي يحقق فيه أرباحاً بعد أربعة أرباع متتالية من الخسائر. وجاء هذا الارتفاع بفضل زيادة أسعار رقائق الذاكرة والطلب القوي على الأنواع ذات النطاق الترددي العالي "إتش بي إم"، والتي تساعد في توفير الطاقة ودعم سرعات المعالجة الأعلى التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي.
كان المستثمرون قلقين بشأن وضع "سامسونغ" في السوق سريعة النمو لرقائق "إتش بي إم"، بعدما تخلفت أسهم أكبر شركة في كوريا عن أداء منافستها الأصغر "إس كيه هاينكس"، التي أصبحت الآن المورد الرائد لهذا النوع من الرقائق. وواجهت "سامسونغ" صعوبة للحصول على أحدث رقائقها المعتمدة من شركة "إنفيديا"، التي باتت صانعة الرقائق الأكثر قيمة في العالم بفضل الطلب الهائل على مسرعات الذكاء الاصطناعي.
زيادة مبيعات رقائق "إتش بي إم"
لكن "سامسونغ" بدأت أخيراً في إحراز تقدم في تضييق الفجوة مع "إس كيه هاينكس". فقد حصلت على موافقة طال انتظارها من "إنفيديا" لإصدار من رقائقها يُعرف باسم "إتش بي إم 3"، وتتوقع أيضاً الحصول على الموافقة للجيل التالي "إتش بي إم 3 إي" في غضون شهرين إلى أربعة أشهر، وفق ما ذكرته "بلومبرغ نيوز" هذا الأسبوع.
وتخطط الشركة "لاستجابة سريعة" للطلب على المنتجات عالية القيمة المضافة للذكاء الاصطناعي ومن المتوقع أن تعزز قدرتها الإنتاجية نسبة مبيعات رقائق "إتش بي إم 3 إي" في النصف الثاني من هذا العام.
ارتفعت أسعار كل من ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية عالية السرعة "درام" (DRAM) والذاكرة المحمولة من فئة "ناند" (NAND) خلال الربع الثاني، مما ساعد على نمو الدخل التشغيلي في قسم المسابك التابع لـ"سامسونغ". وتتوقع الشركة انتعاش هذا القسم في النصف الثاني من العام بفضل نمو الطلب على الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
نمو "إس كيه هاينكس"
كانت "إس كيه هاينكس" واحدة من المستفيدين الرئيسيين من السباق لتوريد المكونات الأساسية لإنشاء خدمات ذكاء اصطناعي توليدي مشابهة لبرنامج "تشات جي بي تي" (ChatGPT). وارتفعت إيرادات الشركة من رقائق "إتش بي إم"، المقترنة بمسرعات "إنفيديا"، بأكثر من 250% في الربع الثاني، مما رفع أسهم "إس كيه هاينكس" بنسبة تزيد عن 150% منذ بداية 2023، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف أداء "سامسونغ".
تعطي "سامسونغ" الأولوية لإنتاج رقائق "إتش بي إم" وذاكرة الخوادم، مما يعني أنه "من المتوقع أن يكون توريد المنتجات المتطورة لأجهزة الحواسيب الشخصية والهواتف المحمولة محدوداً"، حسب ما قالته الشركة في بيان.
قفزت صادرات كوريا الجنوبية من أشباه الموصلات بنسبة 57.5% في أول 20 يوماً من يوليو، وفق بيانات التجارة الأولية من مكتب الجمارك. ويعد رابع أكبر اقتصاد في آسيا أحد أكبر مصدري رقائق الحواسيب في العالم، وبالتالي فإنه يعمل كمؤشر جيد للطلب العالمي على التكنولوجيا. وقد انتعشت شحنات الرقائق في الأشهر الأخيرة.