الرئيس التنفيذي المشارك: التوسع في قطاعي التأمين والثروات الخاصة سيدعم نمو أصول الشركة

"فورترس" المدعومة من "مبادلة" الإماراتية تستهدف زيادة أصولها إلى 100 مليار دولار

درو مكنايت، الرئيس التنفيذي المشارك في "فورترس" - المصدر: بلومبرغ
درو مكنايت، الرئيس التنفيذي المشارك في "فورترس" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كشفت "فورترس إنفيستمنت غروب" (Fortress Investment Group) المدعومة من صندوق الثروة السيادية في أبوظبي "مبادلة"، أنها تتوقع أن تتضاعف الأصول التي تحت إدارتها لتصل إلى 100مليار دولار، وسط توسعها في قطاعي الثروة الخاصة والتأمين.

وقال درو مكنايت، الرئيس التنفيذي المشارك: "لنتمكن من المنافسة مع الشركات الأكبر مثل (أريس) و(أبولو) و(سيكث ستريت)، نحتاج لمواصلة تنمية أصولنا، لأننا إن لم نفعل ذلك فستتراجع أهميتنا". وأضاف أن"فورترس" تهدف إلى أن تكون في طليعة الداعمين للشركات في تلبية احتياجاتها الرأسمالية، وذلك عبر تقديم الديون الثانوية والأسهم الممتازة والأسهم المهيكلة، ضمن أمور أخرى.

وخلال مقابلة، قال مكنايت: "نسمع بشكل متزايد من الشركاء ذوي المسؤولية المحدودة عن رغبتهم في تقليل علاقاتهم"، وأضاف: "نشعر أننا في مكان جيد للغاية".

مدفوعين بجاذبية رأس المال الدائم، قامت العديد من صناديق إدارة الأصول البديلة مثل "أبولو غلوبال مانجمنت" (Apollo Global Management Inc) و" كي كي آر آند كو" (KKR& Co) بالتحرك لاقتناص أصول قطاع التأمين. كما أسس العديد منها أعمالاً تستهدف الأفراد من ذوي الثروات العالية الذين يبدون اهتماماً متزايداً بالأسواق الخاصة.

شارك في المقابلة الرئيس التنفيذي المشارك الآخر، جوشوا باك، الذي قال إن"فورترس" تتوقع وصول أصولها إلى عتبة 100مليار دولار في غضون خمس سنوات، ارتفاعاً من نحو 49 مليار دولار بنهاية مارس الماضي، وذلك "بناءً على المحادثات التي أجريناها مع الشركاء ذوي المسؤولية المحدودة، ومن خلال الطلب الذي لمسناه".

وأكد مكنايت أن "فورترس" لن تدع جمع الأموال يصرف انتباهها عن مهمتها المتمثلة في تقديم عوائد ضخمة للمستثمرين. وقال: "هناك مسار يمكننا من خلاله أن نخلق منتجاً أفضل لشركائنا ذوي المسؤولية المحدودة، عبر الوصول بشكل أكبر إلى رأس المال وتعظيم دورنا".

مراحل "فورترس"

باك الذي انضم إلى الشركة عام 2002، ومكنايت الذي تبعه بعد ثلاث سنوات، شهدا التحول الذي مر به صندوق إدارة الأصول البديلة من شركة خاصة إلى طرحها للاكتتاب العام الأولي في عام2007، ومن ثم خصخصتها بعد عقد من الزمن على يد "سوفت بنك غروب" المملوك لماسايوشي سون.

وخلال الشهر الماضي، أكملت إدارة "فورترس" و"مبادلة" الاستحواذ على 90% من أسهم"فورترس" التي كانت مملوكة لـ"سوفت بنك". ويطلق الرؤساء التنفيذيون المشاركون على المرحلة الجديدة للشركة اسم "فورتريس 4.0" (Fortress 4.0).

لأول مرة، تمتلك الإدارة حصة كبيرة في الشركة، حيث يستحوذ أكثر من 150موظفاً في"فورترس" على حصة قدرها 32%. يُعد بيت بريغر، الرئيس المشارك، والشركاء المديرون باك ومكنايت وجاك نيومارك أكبر المستثمرين الأفراد، وجميعهم أصدروا شيكات كجزء من الصفقة. ويمكن لموظفين آخرين في"فورترس" أن يصبحوا مساهمين في المستقبل من خلال برنامج الحوافز.

وعلى عكس بعض منافسيها من مقدمي القروض المباشرة، والذين سعوا إلى عقد شراكات مع مصارف بهدف تعزيز مصادر تمويلاتهم، قال مكنايت إن الشركة لديها تدفق كافٍ.

رغم أن هاني برهوش وأنطون غانم يمثلان "مبادلة" في مجلس إدارة "فورترس"، شدّد مكنايت على أن صندوق الثروة السيادية لأبوظبي ليس لديه وضع اقتصادي تفضيلي.

وأوضح: "هم يدفعون نفس الرسوم التي يدفعها الجميع عندما يستثمرون في صناديقنا"، وأضاف: "ندرك تماماً أنهم يستثمرون مع جميع منافسينا تقريباً، لكننا نرى أيضاً أنه إذا كنا نفكر في أن يكون لدينا شركاء رأسماليون، فهم على الأقل على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية".

"فورترس"، التي تعتبر أميركا الشمالية وأوروبا الغربية واليابان وأستراليا أماكن نشاطها الأساسية، تخطط لفتح مكتب في أبوظبي، بحسب باك. وسيقضي بعض المتخصصين في إدارة الاستثمار، مثل مدير قسم الملكية الفكرية إران زور، والمدير الإداري هاري ستيل ضمن مجموعة تكوين رأس المال في الشركة، وقتاً هناك.

لم يستبعد مديرو الشركة القيام بطرح عام أولي في المستقبل. يقول باك: "كل شيء مطروح على الطاولة، لكننا نركز على ما نريد القيام به في المدى القريب".

يقول مارك، بينما تهدف"فورترس" إلى تنمية أصولها، فإنها تستهدف رأس مال بمدد مختلفة وبالنظر إلى التكاليف المرتبطة بها. 

تعيينات الوظائف العليا

في 2022، عينت الشركة آدم بوبكر، الذي عمل سابقاً في "بلاك روك"، كرئيس مشارك لقسم الثروة الخاصة إلى جانب نيلز ويلسون. وفي العام الماضي، عيّنت كينيث بريس وبراديب غوش كرئيسين مشاركين لذراعها التأمينية، وطالبتهما بجذب شراكات واستثمارات في شركات التأمين بأميركا الشمالية وأوروبا. وقبل انضمامهما، أبرمت "فورترس" شراكة مماثلة مع "ناسو فاينانشال غروب" (Nassau Financial Group).

أوضح نيومارك: "نريد أن نقدم حلولاً لسوق التأمين، سواء من خلال الاستحواذ على حصص أقلية أو تقديم رأس مال إعادة التأمين"، وأضاف "لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا منافسون لشركات التأمين، ليس لدينا رؤية حالياً لنكون مثل (أتلانتيك) أو (أثين)"، في إشارة إلى أذرع التأمين للشركتين المنافستين "كي كي آر" و"أبولو". 

خلال العام الماضي، انضم بوب واردن، الرئيس العالمي السابق للاستثمار الخاص في "سيربيروس كابيتال مانجمنت" (Cerberus CapitalManagement)، إلى"فورترس" لدعم مهام اكتشاف الصفقات وتقييمها وإدارتها.

استهداف الفرص الصعبة

قال باك: "استثماراتنا في الأسهم الخاصة كانت تتميز دائماً بطريقة خاصة. فنحن نحب إما الفرص الصعبة التي تمكننا من السيطرة على الشركات، أو العمل مع فرق إدارية متميزة تتمتع بالرؤية والقدرة على المشاركة الفعالة".

تفضل "فورترس" الشركات عالية الأصول، وهو تعريف يمتد إلى ما بعد الأصول العقارية ليشمل الملكية الفكرية، والمطالبات القضائية، واتفاقيات التراخيص، وحقوق الأفلام، من بين أمور أخرى.

تنجذب "فورترس" بشكل دائم  إلى الصفقات الصعبة أو المعقدة. "ألامو درافت هاوس" (Alamo Drafthouse) هي أحد الأمثلة. في 2021، مع انهيار المسارح نتيجة وباء كورونا، حصلت "فورترس" على ديون مخفضة من البنوك، وتعاونت مع جهات راعية وإدارية أخرى، لتضع الشركة تحت إدارة الإفلاس، لتضخ فيها رأسمال جديد، قبل أن تبيعها الشهر الماضي لشركة "سوني بيكتشر إنترتينمنت" (Sony Pictures Entertainment).

ذكر شخص مطلع على الأمر أن "فورترس" حققت عائداً بنحو 26% قبل الرسوم من هذه الصفقة، أو ما يمثل أكثر من ضعف رأسمالها المستثمر.

استهدفت الشركة أيضاً فرصاً لدعم البنوك الإقليمية الأميركية المحاصرة. فخلال هذا الشهر، كانت "فورترس" جزءاً من مجموعة استثمرت في بنك "فيرست فونديشن" (First Foundation) الذي يتخذ في كاليفورنيا مقراً له، في صفقة قادها المدير الإداري هينشي إندن والرئيس التنفيذي السابق لبنك"ويلز فارغو" تيم سلوان، والذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس ورئيس ديون العقارات التجارية في "فورترس".

على نحو منفصل، سينضم جيف رونفيلدت، الرئيس العالمي السابق لقسم الأسهم في "بالياسني أست مانجمنت" (Balyasny Asset Management)، إلى الشركة في أكتوبر القادم بصفته كبير مسؤولي الاستثمار في صناديق التحوط متعددة المديرين في "فورترس"، والتي يقودها تود راب.

في مايو الماضي، انضم مايكل رونين، الشريك الإداري السابق في الشركة، والذي أشرف على صندوق "رؤية" من "سوفت بنك"، ليشغل حالياً منصب رئيس الاستثمار في شركات النمو.

وقال باك: "إذا أُتيحت لنا فرص للعب دور في ديون المشاريع أو في أي نوع من التجارة المنظمة، فلدى رونين شبكة العلاقات للقيام بذلك".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك