الطائرات الجديدة أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية والبيئية مقارنة بالطائرات عريضة البدن

"إيرباص" تحدث طائرة "A321" لفتح مسارات طويلة المدى

طائرة إيرباص 'A321XLR' الجديدة - المصدر: بلومبرغ
طائرة إيرباص 'A321XLR' الجديدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، واصلت شركة "إيرباص" بشق الأنفس زيادة مدى الطيران لطائرتها من طراز "A321"، حتى جعلت منها أعلى الطائرات مبيعاً؛ إذ يجمع العملاء بين المزايا الاقتصادية لطائرة ضيقة البدن، مع إمكانية الوصول والطاقة الاستيعابية التي تقترب من الطائرة عريضة البدن. 

تقترب "إيرباص" الآن من الحصول على شهادة اعتماد أحدث طراز من طائراتها "A321XLR"، والتي قد تحصل على موافقة الهيئات التنظيمية في أقرب وقت هذا الشهر، وسوف تضاعف فعلياً مدى الطراز الأصلي الذي دخل الخدمة في بداية عام 1994. 

تعتزم الشركة عرض الطائرة، التي تلقت أكثر من 550 طلباً لشرائها، في معرض فارنبورو الجوي الذي سيبدأ الأسبوع المقبل.

يؤدي دخول الطائرة "XLR" إلى الخدمة، الذي تأخر لمدة عام بسبب الجائحة والمخاوف من خطر نشوب حريق من خزان الوقود الإضافي، إلى زيادة مداها إلى 4700 ميل بحري، أو 11 ساعة طيران.

هذا المدى يعد بنقل الطائرات ذات الممر الواحد، أو ضيقة البدن، إلى السفر لوجهات كانت في السابق مقتصرة على الطائرات ذات الممرين، عريضة البدن، التي تستهلك الكثير من الوقود، مما يغير حسابات التشغيل بالنسبة لشركات الطيران التي طلبت هذه الطائرة.

فتح خطوط جديدة

طلبت شركة "طيران أيسلندا" (Icelandair) 13 طائرة من طراز "XLR" لتحل محل أسطولها المتقادم من طائرات "بوينغ 757" التي لم تعد تنتجها الشركة المصنعة، والتي يبلغ مداها الأقصى حوالي 3900 ميل بحري.

قال الرئيس التنفيذي للشركة بوغي نيلز بوغاسون إن طائرات "XLR"، التي تستهلك وقوداً أقل بنسبة 30% من الطائرات السابقة من نفس الطراز، ستتيح للشركة إضافة وجهات في كاليفورنيا وتكساس ودبي وفي أنحاء أوروبا. 

أضاف بوغاسون: "في أحوال كثيرة نتنافس مع طائرات عريضة البدن، وهي لا تتسم بالقدر نفسه من الكفاءة في استهلاك الوقود وليست صديقة للبيئة. لذا فإن هذه ميزة بالتأكيد، ونرى فرصاً لنا في هذا الصدد".

شركات الطيران الأخرى ستستفيد أيضاً من الطائرة "XLR" لتوسيع شبكاتها، حيث ستفتح شركة "ويز إير هولدينغز" (Wizz Air Holdings)، ولديها 47 طائرة "XLR" تحت الطلب، خطوطاً جديدة في الشرق الأوسط وآسيا. وتتفاوض شركة الطيران منخفض التكلفة المجرية مع السلطات الهندية بشأن رحلات جوية إلى الهند باستخدام هذه الطائرة التي تتسع لما يصل إلى 244 راكباً.

قال مايكل ديلهانت، الرئيس التنفيذي للعمليات: "كل الدول التي نخدمها داخل أوروبا لديها اهتمام كبير بزيادة الربط مع الهند. لذلك عند تشغيل الطائرة (XLR)، فإنها توفر لنا بعضاً من هذا الربط". 

تعتزم شركة "إنديغو" (IndiGo) تشغيل طائراتها من طراز "XLR" ضمن نطاق طيران يصل إلى تسع ساعات من الهند، مما يتيح لها أيضاً الوصول إلى أجزاء من أوروبا. 

تتوقع شركة الطيران منخفض التكلفة أن تبدأ تشغيل الطائرات الجديدة في نهاية العام المقبل.

قالت شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" إن طائرات "XLR" ستتيح لها خدمة المزيد من الوجهات الأوروبية من مراكزها على الساحل الشرقي، بينما تخطط شركة "أميركان إيرلاينز" أيضاً لتشغيل طائرات "XLR" على بعض المسارات عبر المحيط الأطلسي.

تحديات واجهت إطلاق الطائرة 

دخول الطائرة "XLR" في الخدمة لم يأتِ دون تحديات بالنسبة إلى شركة "إيرباص". فقد توقعت الشركة في السابق أن تدخل الطائرة في الخدمة في عام 2023، ولكنها تأخرت بسبب تعطل الإنتاج، وتحقيقات من الهيئات التنظيمية حول خزان الوقود الإضافي الذي يحتمل أن يشكل خطراً في جسم الطائرة الخلفي.

نتيجة لذلك، أرجأت "إيرباص" الموعد المستهدف إلى منتصف عام 2024، مما أدى إلى تأخر التسليم لشركات الطيران لفترة طويلة.

في مرحلة ما، حاولت "بوينغ" منافسة إمكانيات الطائرة "A321" بطائرة جديدة متوسطة الحجم، والمعروفة اختصاراً بالطائرة "NMA"، لكنها أوقفت تلك الخطط وسط صعوبات في إعادة الطائرة "737 ماكس" إلى التحليق بعد حادثين كارثيين. أدى ذلك إلى استمرار الطراز 757 الذي توقف إنتاجه، والذي دخل الخدمة لأول مرة في عام 1983، كأطول طرازاتها من الطائرات ذات الممر الواحد من حيث مدى الطيران.

مزايا الطائرات عريضة البدن 

في حين أن اقتصاديات تشغيل الطائرة "XLR" على الخطوط الطويلة تروق لشركات الطيران، فإن البقاء في الأماكن الضيقة نسبياً بالطائرة ضيقة البدن في الرحلات الطويلة لا يناسب كل الركاب. فهي تختلف عن الطائرة "A380"، أكبر طائرات "إيرباص" من حيث الحجم، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين جمهور الطيران، ولكنها تفتقد للكفاءة بالنسبة إلى معظم شركات الطيران، وبالتالي توقف إنتاجها. 

بينما لم تكشف "إيرباص" عن خططها بشأن المزايا الترفيهية في الطائرة "XLR"، فمن غير المرجح أن تكون عناصر مثل البارات أو الحمامات التي تزين بعض طائرات "A380" جزءاً من هذا المزيج.

بالنظر إلى أن الطائرة مصممة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، فإن المساحة الخاصة بتناول الطعام وسعة الحمامات على متن الطائرة أقل من الطائرات عريضة البدن.

قالت ميلاني بيري، مديرة تجربة العملاء على متن الطائرة في شركة الطيران الإسبانية "إيبريا" (Iberia)، التي من المقرر أن تبدأ تشغيل الطائرة في نوفمبر: "من منظور تقديم الخدمة، لدى الطائرة (XLR) بعض التحديات. نحن نعمل عن كثب مع طاقم الطائرة لإيجاد أفضل الحلول للخدمة".

قال نايجل غود، مؤسس ورئيس مجلس إدارة استوديو التصميم الصناعي "بريستمان غود" (PriestmanGoode)، إن المقصورة الأصغر حجماً تصبح من زاوية أخرى أكثر سهولة في التعامل معها بالنسبة إلى شركات الطيران. 

أضاف: "إذا فكرت في رحلة من نقطة المغادرة إلى نقطة الوصول، فستكون تجربة مريحة للغاية؛ لأنه لن يكون هناك سوى عدد قليل من الأشخاص عند البوابة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك