بدأت شركة "بورشi" الألمانية لصناعة السيارات توسيع نطاق خدمة الاشتراك التجريبي لتشمل خمس مدن أمريكية جديدة، وإضافة سيارتها الكهربائية "تايكان" (Taycan) إلى قائمة الطرازات المتاحة للتجربة، في محاولة لتعزيز مبيعاتها من السيارات الكهربائية لإنهاء هيمنة شركة "تيسلا" على السوق الأمريكية.
وسيصل البرنامج، الذي يطلق عليه اسم "بورشه درايف"، إلى أربع مدن جديدة في ولاية كاليفورنيا، هي سان فرانسيسكو، وسان خوسيه، وإيرفين، ومونتيري، بالإضافة إلى هيوستن بولاية تكساس، لتصل إلى تسع مدن إجمالاً.
وكانت العلامة التجارية الألمانية الفاخرة بدأت البرنامج في أتلانتا في أكتوبر 2017، حيث قدمت اشتراكات بقيمة ألفين و3 آلاف دولار شهرياً، تسمح للسائقين بقيادة سيارت مثل "بوكستر 718" (Boxster) أو "كايان" (Cayenne).
مشروع فاشل
ويبرز توسع "بورشه" في تلك الخدمة، وسط صناعة تخلّت إلى حد كبير عن هذا النموذج للأعمال، إذ وقفت "بي إم دبليو" (BMW) خدمة الاشتراك التجريبية في يناير، بعد اتخاذ "مرسيدس" و"أودي" (Audi) و"كاديلاك" (Cadillac) و"نيسان" خطوات مماثلة. وقال إيفان دروري، كبير المحللين في شركة "إدموندز" (Edmunds)، إن خدمات الاشتراك الخاصة بالسيارات كانت بمثابة مشروع فاشل لمعظم شركات صناعة السيارات، لاضطرار المشغلين إلى فرض أسعار باهظة لتغطية تكلفة إهلاك السيارات الجديدة التي تُستخدم بكثافة.
وقال دروري: "بدا الأمر جيداً نظرياً، ولكن بمجرد تحملك جميع التكاليف الإضافية المرتبطة بالمشروع يتعين عليك دفع كثير، ولا تتمتع السوق بمبيعات تكفي لتغطية تلك التكاليف".
ومن ناحية أخرى، قد تكون "بورشه" (Porsche)، وهي علامة تجارية فاخرة للنخبة، ومبتكرة السيارات الرياضية الشهيرة مثل "بورش 911" (911 Porsche)، واحدة من العلامات التجارية التي يمكنها إنجاز ذلك المشروع.
من جانبه قال كجيل جرونر، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بورش" (Porsche) في أمريكا الشمالية، في نوفمبر الماضي: "إنه أمر مربح". وقال جرونر في مقابلة: "لن نتوسع في المشروع إذا لم يكن ذا جدوى كبيرة لنا ولعمل الوكلاء".
وأضاف جرونر أن نماذج "بورشه" (Porsche) تميل إلى التمتع بقيم متبقية عالية، مما يساعد على خفض التكاليف، كما تزيد أسعار الاشتراك بنسبة 20% تقريباً على التكلفة الشهرية لعقد إيجار لمدة عامين، ما يغطي نفقات مثل التكنولوجيا والتأمين والصيانة.
تحويل العملاء
وقال جرونر إن "بورشه" تمكنت من تحويل عدد "كبير" من المشتركين في الخدمة إلى إبرام تعاقدات الإيجار أو الشراء التقليدية. وتخطط شركة صناعة السيارات لإدخال برنامج الاشتراك إلى مزيد من المدن في المستقبل.
وتتوقع بورش بيع أكثر من 30 ألف سيارة كهربائية من طراز "تايكان" في جميع أنحاء العالم هذا العام، ارتفاعًا من 20 ألفاً في عام 2020، شكلت الولايات المتحدة منها نحو 22% العام الماضي، مع 4414 عملية تسليم لسيارات من طراز "تايكان"، على الرغم من تقييد العرض بسبب إغلاقات المصانع المتعلقة بتفشي "كوفيد".
ورفض جرونر تحديد هدف مبيعات الولايات المتحدة، لكنه قال إنه يتوقع أن تكسب السيارات التي تعمل بالبطاريات حصة أكبر في الولايات المتحدة على الرغم من أن السوق عموماً لا تزال ثابتة. وستبدأ "بورشه" بيع إصدار الدفع الرباعي الأكثر اتساعاً "تايكان كروس توريزمو"، في الولايات المتحدة هذا الصيف.
وحسبما ذكر موقع "إنسايد إيفيز" (InsideEVs)، فقد صنّعت شركة "تيسلا" أربع سيارات كهربائية من أصل الخمس الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة العام الماضي، كما جاءت سيارة "تايكان" في المرتبة الثامنة بعد "أودي إي-ترون" (Audi e-tron).
وبسعرها البالغ 185 ألف دولار أمريكي لأعلى إصدار، وهو "تربو إس Turbo S"، كانت "تايكان" دعامة رئيسية في محاولات "فولكس فاجن" لتقويض مكانة "تيسلا" (Tesla) كرائدة عالمية للسيارات الكهربائية.
ولن تكون تكلفة الاشتراك في خدمة تجربة سيارات "بورشه" الكهربائية رخيصة، إذ سيكلف استئجار "تايكان فور إس" (Taycan 4S)، وهو إصدار عالي الأداء من السيارة، 3250 دولاراً شهرياً، وهو أغلى طراز في البرنامج، كما يبلغ سعر إصدار الدفع الخلفي الأساسي 2500 دولار.