أدى قرار شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" بسحب عرضها البالغة قيمته مليار دولار للاستحواذ على حصة كبيرة في شركة البتروكيماويات "براسكيم" (Braskem SA)، إلى إنهاء مسيرة واحدة من أفضل ارتفاعات السندات في أميركا اللاتينية هذا العام.
جاءت سندات الشركة ضمن أكبر الخاسرين في كل من السوق مرتفعة العائد بالولايات المتحدة وبين شركات أميركا اللاتينية يوم الاثنين بعد أنباء عن إلغاء الصفقة المرتقبة. واصلت الديون الدولارية المستحقة لعام 2030، وهي واحدة من أكثر ديون الشركة سيولة، الانخفاض، متراجعة بحوالي 4 سنتات هذا الأسبوع في صباح اليوم الأربعاء.
تحاول شركة "نوفونور"، المالكة لـ"براسكيم" بالشراكة مع شركة النفط البرازيلية العملاقة "بتروبراس"، بيع حصتها منذ سنوات. واجهت الشركة المتعثرة (المعروفة سابقاً باسم "أودبريخت") فضيحة فساد في شركة "كارووش" (Carwash) في البرازيل، والتي استخدمت خلالها أسهمها في "براسكيم" كضمان لديون لم تُسدد.
وقد أدت احتمالات التوصل إلى اتفاق مع "أدنوك"، والتوقعات بتحسن الأرباح إلى ارتفاع ديون "براسكيم" هذا العام.
صُنفت سندات الشركة الأم البرازيلية "براسكيم" وشركة "براسكيم إديسا" (Braskem Idesa) المكسيكية ضمن أفضل ثلاث شركات أداءً بين شركات أميركا اللاتينية في الربع الأول.
منجم "ألاغوس"
قالت كارولينا تشيمينتي، المحللة في وكالة "موديز ريتينغز" للتصنيفات الائتمانية، إن الانهيار المفاجئ للمحادثات مع "أدنوك" يثير مخاوف من أن حاملي السندات ربما خسروا بسبب حالة منجم "ألاغواس" الذي ربما أثار قلق الشركة في أبوظبي، في إشارة إلى منجم الملح الصخري الذي تديره "براسكيم" في شمال شرق البرازيل الذي انهار جزئياً العام الماضي.
يوصي بنك "باركليز" ببيع سندات "براسكيم" المستحقة في 2031، مضيفاً أنه لا يرى أن الصفقة سوف تُنجز قريباً.
وكتب أنسل تيسيتور وبدر المتوكل من "باركليز" في مذكرة أمس الثلاثاء: "يبدو أن الاتجاه الصعودي من صفقة الاندماج والاستحواذ غير مرجح في المستقبل المنظور. يجب أن يتم تحديد التقييمات في مجمع (براسكيم) في المقام الأول من خلال أساسيات الائتمان المستقلة للشركة، بدلاً من علاوة الاندماج والاستحواذ المحتملة".
أسهم "براسكيم" تهوي بعد تخلي "أدنوك" عن خطط الاستحواذ على حصة
العودة إلى الأساسيات
لا يتخلى الجميع عن الائتمان، رهاناً على الميزانية العمومية القوية لشركة "براسكيم". وقال سيبي توماس، مدير المحافظ لدى "تي.رو برايس" (T.Rowe Price)، إن إنهاء الصفقة لا يغير شيئاً في أداء الشركة. و"المشكلة هي أن السوق كانت أكثر تركيزاً على المحفزات قصيرة الأجل، بما في ذلك الاندماج والاستحواذ، في حين أن تحسن هامش البتروكيماويات سيستغرق وقتاً طويلاً. لكن على المدى الطويل، يجب أن تكون الأساسيات أكثر أهمية من الجهة الراعية".
وقال ألكسيس بانتون، الخبير الاستراتيجي في "بي إن بي باريبا"، إن انخفاض أسعار السندات بعد أنباء إلغاء "أدنوك" للصفقة كان رد فعل مبالغاً فيه، حيث إن هناك العديد من السبل الأخرى التي يمكن أن تتبعها "نوفونور" للحصول على حصتها. تنتظر شركة "بتروبراس"، المعروفة رسمياً باسم "بتروليو برازيليرو"، أن تقدم الشركات الأخرى عروضها.
عروض أخرى
ذكرت وسائل إعلام محلية أن من بين المتقدمين المحتملين شركة "صناعة الكيماويات البترولية" أو "بي آي سي" (PIC)، وهي إحدى الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، و"جيه آند إف إنفستمنتوس" (J&F Investimentos)، الشركة القابضة المملوكة لعائلة الملياردير باتيستا.
وفي حين يقول المحللون إن أساسيات "براسكيم" لا تزال بناءة، حيث تعلن الشركة عن أرباحها يوم الأربعاء بعد إغلاق الأسواق، فإن المكاسب المرتبطة بعملية الاستحواذ تبدو غير محتملة على المدى القصير.
وقال إدواردو أوردونيز، مدير محفظة الديون في شركة "بي آي أسيت مانجمنت" (BI Asset Management) في كوبنهاغن: "تحسنت هوامش البتروكيماويات بقدر محدود في الأشهر القليلة الماضية، لذا قد يكون تأثير صفقة البيع أقل حدة بعض الشيء. لكن البيع لم يتم".