عادت الشركة السعودية للصناعات الأساسية السعودية (سابك) إلى الربحية خلال الربع الأول من العام الحالي، لكن أرباحها البالغة 250 مليون ريال جاءت دون توقعات المحللين البالغة 556 مليون ريال، وبانخفاض قدره 62% عن أرباح الربع المماثل من العام الماضي.
وبحسب إفصاح الشركة على موقع السوق المالية السعودية، اليوم الأربعاء، تراجعت إيرادات "سابك" بنسبة 10.2% بالربع الأول، على أساس سنوي، إلى 32.6 مليار ريال، لتأتي أيضاً دون تقديرات المحللين الذين تتابعهم بلومبرغ، والذين توقعوا إيراداتٍ عند 35.9 مليار ريال.
وعزت الشركة في بيان نتائجها المالية شركة تراجع الإيرادات إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات بنحو 3%، وانخفاض الكميات المباعة بنحو 7%، خلال الربع الأول 2024، على أساس سنوي.
كانت سابك فاجأت المحللين العام الماضي عندما سجلت خسارة سنوية صافية لأول مرة في عقد، وبلغت 2.8 مليار ريال، في حين بلغت خسائر الشركة بالربع الأخير نحو 1.73 مليار ريال.
واعتبر الرئيس التنفيذي عبدالرحمن الفقيه، في مؤتمر صحفي للتعقيب على النتائج المالية، أنه "رغم وجود مؤشرات على تحسن الطلب العالمي على البتروكيماويات بالربع الأول، إلاّ أن حالة عدم اليقين مازالت مستمرة مع دخولنا الربع الثاني، بفعل التحديات الجيوسياسية بموازاة مستويات التضخم المرتفعة". كما لفت إلى ارتفاع مستويات العرض في صناعة البتروكيماويات بما يشكّل عنصر ضغط على الأسعار.
صالح يلماز، من "بلومبرغ إنتليجنس"، رأى أن "البيئة الاقتصادية العالمية تؤدي إلى ضعف الطلب وانخفاض أسعار المنتجات وحجم المبيعات لدى شركة سابك". مشيراً إلى أن "هامش الربحية في كافة المنتجات البتروكيماوية الرئيسية لا يزال ضعيفاً"، ومرجحاً أن يظلّ هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك للنصف الأول من العام الحالي ضعيفاً؛ "حيث من المحتمل أن تتجاوز إضافات القدرات العالمية من المعروض نمو الطلب".
ويتم تداول سهم سابك، الذي ارتفع سعره 1% منذ بداية العام، بعلاوة "كبيرة" مقارنة بنظيراتها العالمية، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى مزاياها التفضيلية، وفي مقدمها انخفاض تكلفة المواد الأولية لديها، والدعم الحكومي، والخطة التوسعية، والقوة المالية التي توفر تغطية توزيعات الأرباح، وتكون بمثابة درع للشركة أثناء فترات الركود الاقتصادي، بحسب يلماز.
وأضاف أن الميزانية العمومية "القوية" لدى سابك، التي تتمتع بمركز صافي نقدي، أن تتيح عمليات اندماج واستحواذ للشركة.
وكان رئيس سابك أكد أواخر فبراير أن شركته ملتزمة "بممارسة انضباط قوي في النفقات الرأسمالية من خلال خطة محسوبة لاستثمار ما بين 4 و5 مليارات دولار هذا العام". كما نوّه بأن الشركة لديها برنامج لخفض التكاليف، لتلافي أي ارتفاع مستقبلي في أسعار اللقيم، ومعتبراً أن أثر رفع "أرامكو" لأسعار اللقيم بدءاً من مطلع 2024 ما زال محدوداً.
وكان سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، توقّع بتصريح لـ"الشرق" أن تحقق سابك أرباحاً خلال الربع الأول تفوق متوسط توقعات بيوت الخبرة؛ "رغم ضعف الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية، ومدى تأثير ارتفاع تكلفة اللقيم". مرجحاً أن تتراوح هذه الأرباح ما بين 550 مليون إلى مليار ريال.