"شوي".. لاعب البوكر يخطف الأضواء باستثمار الملايين في "طيران آسيا"

ستانلي شوي  - المصدر: بلومبرغ
ستانلي شوي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عندما أصبح ستانلي شوي واحداً من أكبر المساهمين في شركة "طيران آسيا بيرهاد" AirAsia Group Bhd الشهر الماضي، لم يكن يعتزم تبني التكتيكات الشرسة التي يفضلها عادة الناشطون في هذا المجال في أوروبا والولايات المتحدة، بل كان يسعى لإثارة الضجة.

وكان شوي، رجل الأعمال ولاعب البوكر القادم من هونغ كونغ، قد عزز حصته في شركة الطيران الماليزية منخفضة التكلفة "طيران آسيا" لتصل إلى نحو 9% في 18 فبراير الماضي، من خلال اكتتاب خاص بقيمة نحو 27 مليون دولار، على الرغم من أنه لم يكن يخطط للاستثمار في قطاع السفر.

وقال شوي في مقابلة أجريت معه في مكتبه داخل شقته الفخمة في هونغ كونغ "لو أنني راهنت على بوينغ أو الخطوط الجوية الأمريكية، فعلى الأرجح ما كنت لألفت أنظار الإعلام"، وأضاف "لا تعير شركات الطيران الكبرى أي أهمية لاستثمار بهذا الحجم".

وكانت أسهم الشركة قد ارتفعت بنسبة أكثر من 50% منذ أن أعلن شوي عن عملية الشراء.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

استثمار بدون إستراتيجية

وأشار إلى أنه قام بهذا الاستثمار دون أن يضع أي استراتيجية خروج أو تصور لمعدل العائدات الأفضل، كما لم يقابل بعد مؤسسي الشركة توني فيرنانديز وقمر الدين ميرانون شخصياً.

وكان شوي اشترى الأسهم بعد سبعة أشهر من إعلان شركة "ارنست أند يونغ" Ernst & Young، المدققة بحسابات شركة الطيران، أن ثمة "شكوك كبيرة" حول قدرة الشركة على الاستمرار. وأدى ذلك الإعلان إلى تراجع أسهم "طيران آسيا" بنسبة 18% في اليوم نفسه.

وقال شوي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الوساطة المالية المحلية "هيد أند شولدرز" Head & Shoulders Financial Group إنه "إذا كانت الشركة قادرة على الاستمرار، يجب على أسعار أسهمها أن تكون أعلى بكثير ممّا هي عليه اليوم". وأضاف "إذا لم تتمكن من الاستمرار، فبقية شركات الطيران لن تتمكن من الاستمرار كذلك. وستكون طيران آسيا واحدة من آخر المجموعات التي تنهار".

ومثل حال كافة شركات الطيران حول العالم، وجّه وباء كورونا ضربة موجعة لـ"طيران آسيا" لما كان له من آثار مدمرة على قطاع السفر. وكانت الوحدة اليابانية التابعة للشركة قد أعلنت إفلاسها في نوفمبر الماضي، وبعد شهر باعت حصتها في "طيران آسيا – الهند" إلى شريكها المحلي "تاتا سونز" Tata Sons Ltd. أمّا وحدة السفر لمسافات طويلة "طيران آسيا – X" فتخوض إعادة هيكلة للديون، وهي شبه متوقفة عن الطيران بسبب الفيروس.

إدمان المخاطرة

ويمكن القول إن شوي معتاد على المخاطرة. فهو كان قد فاز بالجائزة الأولى وقيمتها أكثر من 50 مليون دولار هونغ كونغي (6.4 مليون دولار أمريكي) في بطولة بوكر عالية المخاطرة في ماكاو في العام 2012. ويضع صورة له وهو يحمل الشيك الضخم، على طاولة جانبية في مكتبه في وسط مدينة هونغ كونغ.

وعلى الرغم من أنه كان مشككاً في البداية بجدوى استثماره في "طيران آسيا" بعد أن سمع عن الموضوع من "أصدقاء مشتركين" في ماليزيا، إلا أنه أعرب عن ثقته بفيرنانديز وقمر الدين كرائدي أعمال من الطراز العالمي" قادرين على تمكين شركة الطيران من تخطي التحديات التي تواجهها.

وقال شوي "طالما يستمران في العمل وفي تقديم القيمة للركاب والزبائن، فإن السوق سوف يكافئنا"، وأضاف "قطاع الطيران عاد للإقلاع من جديد".

وكانت "طيران آسيا" قد أعلنت الأربعاء الماضي عن انضمام مساهمين آخرين من خلال اكتتاب خاص ثان، بينهم الملياردير ديفيد بونديرمان وعدد من شركائه في شركة "تي بي جي كابيتال" TPG Capital وهي شركة أسهم خاصة كان قد شارك بونديرمان في تأسيسها، بالإضافة إلى شركة Aimia Inc. ولم يشارك شوي في الجولة الجديدة من الاكتتابات الخاصة.

التعامل مع سوء الحظ

ولا تصيب خيارات شوي دائماً. ففي العام 2018، اشترت مجموعة "انترناشونال انترتيمنت" International Entertainment Corp التي يسيطر عليها شوي، فريق كرة القدم الإنكليزي "ويغان أتلتيك" Wigan Athletic، ثمّ عاد وباعه لمواطنه من هونغ كونغ "أو يونغ واي كاي" في العام الماضي. إلا أن أو يونغ وضع النادي تحت الحراسة القضائية بعد شهر واحد فقط من الاستحواذ عليه، ما أحدث جلبة في وسائل الإعلام البريطانية. وأقر شوي أن الأمر "كان خطأ"، مضيفاً "لم يكن قراراً صائباً بالتأكيد".

ولدى شوي طريقته الخاصة في التعامل مع سوء الحظ. فقد وشم في الجهة الداخلية لساعده الأيسر عبارة "let it be" أو "فليحدث ما سيحدث" بأحرف متعرجة في ديسمبر الماضي، وهو ينظر إليها كلّما أراد أن يشعر ببعض الهدوء في الأوقات الصعبة.

في مكتبه الذي فاحت فيه رائحة سيجار أطفأه للتوّ، قال شوي "علمني مدرب البوكر أنه لا يجب أن تغضب من النتيجة"، وأضاف "لا تغضب إلا إذا كانت الطريقة التي لعبت بها غير مناسبة لك".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك