انتقد مشرعون ديمقراطيون بالولايات المتحدة شركات نفط في تقرير جديد اليوم الثلاثاء، زعموا فيه أن الصناعة انخرطت في "حملة متقنة من الخداع والتصريحات المزدوجة"، بهدف إحباط العمل المناخي الهادف، والحفاظ على أرباحها الضخمة.
يُعد التقرير استكمالاً لتحقيق بدأ قبل ما يقرب من ثلاث سنوات من قبل الديمقراطيين في لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب، حيث استدعت اللجنة وثائق من شركات "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"شل" و"بي بي" ومعهد البترول الأميركي ومؤسسة البترول الأميركية وغرفة التجارة الأميركية.
اتهم التقرير، الذي تم إعداده بالاشتراك مع الديمقراطيين في لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ، شركات النفط بارتكاب مجموعة من الممارسات الخاطئة، مثل تقديم الدعم العام لاتفاقية باريس للمناخ، في الوقت الذي تقر فيه داخلياً بأن نماذج أعمالها تتعارض مع مثل هذا السيناريو.
ذكر التقرير أيضاً أن شركات النفط روّجت بشكل خاطئ للغاز باعتباره جسراً للوصول إلى مستقبل أنظف، مع تجاهل آثاره المناخية الكبيرة، وأشار إلى أن الصناعة ضخت الأموال في الجامعات حول العالم لكسب التأييد بشأن فكرة أن الوقود الأحفوري جزء من تحول الطاقة.
اقرأ أيضاً: أميركا تنسحب من تحالف يدعو لإلغاء دعم الوقود الأحفوري تدريجياً
إخفاء مخاطر الوقود الأحفوري
قال جيمي راسكين، ممثل الحزب الديمقراطي من ولاية ماريلاند، في بيان: "تواصل شركات النفط الكبرى إخفاء الحقائق حول نماذج أعمالها، وإخفاء المخاطر الفعلية للوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز الطبيعي، من أجل عرقلة العمل المناخي الذي نحتاجه"، مضيفاً أنه "على الرغم من درايتها بالآثار المدمرة لمنتجاتها من النفط والغاز على الكوكب لعقود من الزمن، فقد أعطت الصناعة دائماً الأولوية لنتائجها النهائية، وفضّلت تكتيكات علاقات عامة من المستوى المنخفض على الالتزام السريع بمعالجة الأزمة".
أصدر المشرعون أيضاً مئات الوثائق المصاحبة للتقرير قبل جلسة استماع للجنة الميزانية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء حول "الجهود المتطورة التي تبذلها شركات النفط الكبرى لتجنب المساءلة عن تغير المناخ".
ومن بين أولئك الذين من المقرر أن يشاركوا بالجلسة، راسكين، زعيم الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، الذي نشر سابقاً تقارير تزعم أن شركات النفط تنشر معلومات مضللة عن المناخ، وتعرقل اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
وجّه المشرعون أيضاً في تقرير يوم الثلاثاء انتقادات لشركات النفط بسبب ترويجها لحلول مناخية مكلفة ومستقبلية، مثل الوقود الحيوي للطحالب وفصل الكربون، في حين لم تستثمر ما يكفي لإنجاز هذه التقنيات.
خص التقرير بالذكر شركة "إكسون"، التي أعلنت لسنوات دعمها لمبادرة الطحالب في إعلاناتها التلفزيونية، وتعهدت بأنها قادرة على إنتاج 10 آلاف برميل يومياً بحلول عام 2025. تخلت "إكسون" تدريجياً عن هذه المبادرة في العام الماضي، حسبما ذكرت "بلومبرغ غرين" لأول مرة.
صرح مسؤولو "إكسون" لـ"بلومبرغ غرين" العام الماضي، أن الشركة انسحبت من مبادرة الطحالب للتركيز على تقنيات أخرى منخفضة الكربون، مثل احتجاز الكربون والهيدروجين والوقود الحيوي، والتي اعتبرتها الشركة أكثر جاهزية للتطبيق.