أعلنت شركة "ألفابت" (Alphabet Inc) عن إيرادات الربع الأول التي فاقت توقعات المحللين، مدعومة بالنمو في وحدة الحوسبة السحابية التابعة لها.
أعلنت الشركة الأم لـ"غوغل" عن مبيعات، باستثناء مدفوعات الشركاء، بقيمة 67.6 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 مارس، متجاوزة 66.1 مليار دولار المتوقعة في المتوسط من قبل المحللين، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وبلغ صافي الدخل 1.89 دولار للسهم، مقارنة بتقديرات وول ستريت البالغة 1.53 دولار للسهم.
قالت الشركة أيضاً إنها ستدفع توزيعات أرباح قدرها 20 سنتاً للسهم، وتعيد شراء أسهم إضافية بقيمة 70 مليار دولار. وقفزت الأسهم بنسبة 14% في تداولات ما بعد إغلاق السوق.
مثل شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، تستثمر شركة "الفابت" الأموال في تطوير الذكاء الاصطناعي، وهي استراتيجية ساعدت في زيادة الطلب على خدماتها السحابية، والتي شهدت ارتفاعاً في الإيرادات بنسبة 28% في الربع الأول.
تحتل شركة "غوغل" المركز الثالث بفارق كبير في سوق الحوسبة السحابية، متخلفة عن شركتي "مايكروسوفت" و"أمازون". لكن براعة الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعدها في سد هذه الفجوة.
تهديد من "أوبن إيه آي"
طورت "غوغل" الكثير من التكنولوجيا الأساسية المستخدمة في طفرة الذكاء الاصطناعي اليوم، ودمجتها في منتجات تتراوح من البحث على الإنترنت إلى مجموعة برامج المؤسسات الخاصة بها، مثل "جيميل" ومحرّر المستندات.
ومع ذلك، منذ إطلاق "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" في أواخر عام 2022، تكافح "غوغل" التصور بأنها متخلفة عن "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" في طرح أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة.
وشكّل وصول برامج الدردشة الآلية الشهيرة، مثل "تشات جي بي تي"،والتي تجيب على الأسئلة من خلال محادثة بدلاً من تقديم قوائم روابط إلى مواقع أخرى كما تفعل "غوغل"، تهديداً لسيطرة الشركة على البحث على مدار عقدين من الزمن. وتحاول الشركة التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، من دون تفكيك آلة الربح الأساسية الخاصة بها.
ارتفعت إيرادات الإعلانات على شبكة البحث بنسبة 14% لتصل إلى 46.2 مليار دولار، وذلك بالمقارنة مع متوسط التقديرات البالغة 45 مليار دولار.
قامت شركة "غوغل" بتنظيم فرق العمل في جميع أنحاء الشركة، لإعادة تأكيد ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن جهودها المبكرة شابتها أخطاء فادحة محرجة، بما في ذلك فضيحة حول كيفية تعامل نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جيميني" مع العرق، مما أجبر الشركة على تعليق توليد الصور للأشخاص.
التركيز على الأرباح
أظهر المستثمرون أنهم متحمسون بشأن آفاق الذكاء الاصطناعي، ولكنهم يريدون أن تستمر شركات التكنولوجيا في التركيز على الإيرادات والأرباح في هذه الأثناء.
عانت شركة "ميتا" التي تتنافس مع "غوغل" في مجال الذكاء الاصطناعي والإعلانات الرقمية أيضاً، من أسوأ انخفاض في أسهمها منذ أكتوبر 2022، بعد الإبلاغ عن أنها ستنفق مليارات الدولارات هذا العام على جهود الذكاء الاصطناعي، وتتوقع إيرادات أضعف للربع الحالي.
يظل الإعلان على شبكة البحث هو المحرك لأعمال "غوغل" المربحة للغاية، وتواجه الشركة منافسة شديدة هناك أيضاً.
تعمل "ميتا" على زرع أدوات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أعمالها الإعلانية، كما خضعت شركة "سناب تشات" أيضاً لتجديد كامل لأعمالها الإعلانية، بهدف تحسين استهداف الإعلانات.
يتعافى سوق الإعلانات الرقمية من الركود الذي أعقب وباء كورونا، مدعوماً بالألعاب الأولمبية هذا الصيف، لكن "غوغل" تتنافس بشكل متزايد على تلك الدولارات الإعلانية مع "ميتا" و"سناب".
وإذا انجذب المستهلكون من بحث "غوغل" إلى الموجة الجديدة من برامج الدردشة الآلية، فإن ذلك قد يعرض قوة الإعلانات على شبكة البحث للشركة للخطر، والتي من المتوقع أن تولد ما يقرب من 200 مليار دولار من الإيرادات هذا العام، والجزء الأكبر من أرباح "ألفابت".
لقد كانت السحابة بمثابة نقطة مضيئة لشركة "غوغل"، بعد أن أصبحت مربحة لأول مرة في أوائل العام الماضي. تم تأسيس العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي على يد موظفين سابقين في "غوغل"، مما أدى إلى إنشاء مجموعة قوية من عملاء السحابة.