تدرس شركة "بي إتش بي غروب" (BHP Group Ltd) عملية استحواذ محتملة على شركة "أنغلو أميركان" (Anglo American Plc) وفق صفقة تقيم الشركة بنحو 38 مليار دولار، فيما يمكن اعتباره أكبر صفقة هذا العام.
قال أشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة معلومات سرية، إن أكبر شركة تعدين في العالم تقوم مؤخراً بتقييم إمكانية تقديم عرض لشركة "أنغلو أميركان" المدرجة في بورصة لندن. وذكر الأشخاص أن "بي إتش بي" أجرت مؤخراً اتصالاً غير رسمي مع "أنغلو أميركان" لاستطلاع مدى اهتمامها بالصفقة.
إذا نجح الأمر، فإن هذا الاستحواذ سيمثل عودة إلى إبرام صفقات واسعة النطاق لشركة "بي إتش بي"، التي استعادت شهيتها لعمليات الاستحواذ التحويلية في العامين الماضيين تحت قيادة الرئيس التنفيذي مايك هنري.
ويبلغ السعر المقترح للسهم حوالي 25.08 جنيه إسترليني، وهو أعلى بنسبة 14% من سعر أسهم "أنغلو" في إغلاق الأربعاء.
هدف محتمل بقطاع التعدين
كان يُنظر إلى شركة "أنغلو أميركان" منذ فترة طويلة باعتبارها هدفاً محتملاً بين أكبر شركات التعدين، خاصة لأنها تمتلك أعمالاً كبيرة للنحاس في أميركا الجنوبية، في وقت تسعى فيه أغلب الصناعة إلى النمو في هذه الأعمال. ومع ذلك، تم العزوف عنها بسبب هيكلها المعقد ومزيج السلع، وخاصة تعرضها العميق لجنوب أفريقيا.
واجهت شركة "أنغلو" سلسلة من الانتكاسات الكبرى خلال العام الماضي، حيث انخفضت أسعار بعض منتجاتها الرئيسية، في حين أجبرت الصعوبات التشغيلية الشركة على خفض أهدافها الإنتاجية، مما أدى إلى انخفاض تقييمها وتركها عرضة لمقدمي العروض المحتملين.
انخفضت أسهم "أنغلو" بنسبة 12% خلال الأشهر الـ12 الماضية، مما أتاح للشركة قيمة سوقية قدرها 27 مليار جنيه إسترليني (34 مليار دولار). وتبلغ القيمة السوقية لشركة "بي إتش بي"، التي تُتداول أسهمها في لندن وسيدني، حوالي 149 مليار دولار.
أكبر صفقة استحواذ في العالم
قال الأشخاص إن المداولات بشأن الصفقة لا تزال في مرحلة مبكرة، وليس هناك يقين حول ما إن كانت "بي إتش بي" ستقرر المضي قدماً أم لا، فيما رفض ممثلو الشركتين التعليق على الأمر.
يُرجح أن تُصنف صفقة "أنجلو أميركان" على أنها أكبر عملية استحواذ في العالم على مستوى العالم هذا العام، متجاوزة استحواذ شركة "كابيتال وان" على شركة "ديسكفر" بقيمة 35 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
كما أنها ستمثل أول صفقة ضخمة بين أكبر شركات التعدين المتنوعة في العالم منذ أكثر من عقد من الزمن. أمضت شركة "بي إتش بي"، وأكبر منافسيها سنوات على الهامش بعد سلسلة من المعاملات الكارثية، لكنها استعدت لاحتمال عقد الصفقات بعد طمأنة المستثمرين بأن الإدارة تعلمت من أخطاء الماضي.
الجانب المُغري في الصفقة
اشترت "بي إتش بي"، العام الماضي، شركة "أو زد ماينرالز" (OZ Minerals Ltd) لإنتاج النحاس مقابل 6.4 مليار دولار، في أول عملية شراء كبيرة لها منذ سنوات، لكنها ركزت حتى الآن على بيع أصول مثل النفط والغاز والفحم.
في حين أن تقييم شركة "أنغلو" قد يجعلها أكثر جاذبية، إلا أنه يظل عملاً معقداً للغاية. وتمتلك الشركة حصص أغلبية في شركتي تعدين مدرجتين في جنوب أفريقيا وهما "أنغلو أميركان بلاتنيوم" (Anglo American Platinum Ltd)، و"كومبا أيرون أور" (Kumba Iron ore Ltd)، وهي المالك الأكبر لشركة "دي بيرس" (De Beers) لاستخراج الماس.
كما تمتلك الشركة علاقة طويلة ومعقدة مع جنوب أفريقيا، حيث يعد صندوق التقاعد الحكومي أكبر مساهم فيها.
بالنسبة لشركة "بي إتش بي"، فإن الجانب المغري لأي صفقة سيتمثل في أعمال النحاس الخاصة بشركة "أنغلو". ويسعى أكبر عمال المناجم في العالم إلى توسيع إنتاجهم من النحاس تحسباً لارتفاع الأسعار، مع زيادة الطلب على الكهرباء، فيما تبدو الإمدادات المستقبلية مقيدة.
كانت أعمال النحاس التابعة لشركة "أنغلو" في أميركا الجنوبية مطلوبة منذ فترة طويلة من قبل اللاعبين الأكبر في الصناعة، على الرغم من أنها واجهت انتكاسات مؤخراً، واضطرت إلى خفض توقعات إنتاج النحاس.
من المرجح أن يثير عرض شراء "أنغلو" بأكملها قضايا مكافحة الاحتكار في العديد من الأسواق الرئيسية للشركة، في حين أن إنتاجها من معادن مجموعة البلاتين والماس لا يمثل توافقاً واضحاً مع استراتيجية "بي إتش بي" أو مزيج السلع.