الشركة الأميركية توسع حضورها المحلي لاقتناص حصة كبرى من الأموال وترى فرصة في المملكة لتشكيل أسواقها

عملاقة إدارة الأصول "بلاك روك" تطمح لمزيد من النمو في السعودية

صورة مدمجة للرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاري فينك، والعاصمة السعودية الرياض - المصدر: بلومبرغ
صورة مدمجة للرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاري فينك، والعاصمة السعودية الرياض - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ما الذي يستحق أن يشغل وقتك بعدما بنيت أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم؟

بالنسبة إلى لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، فإن استقطاب أصول بمليارات الدولارات للاستثمار في المملكة العربية السعودية يمثل جزءاً من الإجابة.

سافر فينك إلى الرياض بطائرته "غلف ستريم" عدة مرات في سنة، وقد التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على عشاء خاص مرتين على الأقل، بحسب ما قاله شخص مطلع على الأمر لبلومبرغ.

في غضون ذلك، تعمل "بلاك روك" بهدوء على توسيع حضورها بالبلاد؛ فقد كانت أول شركة إدارة استثمار عالمية كبرى تفتتح مكتباً في الرياض. توظف الشركة حالياً نحو 20 شخصاً، أي بزيادة خبراء في مكتبها المحلي أكثر مما لدى منافسيها. كما انضم الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة أرامكو السعودية، أمين الناصر إلى مجلس إدارة "بلاك روك" العام الماضي وأصبح عضواً رسمياً فيها.

السعودية أولوية

تمثل السعودية جزءاً يسيراً من محفظة أصول "بلاك روك"؛ فالشركة العملاقة تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 10 تريليونات دولار عالمياً، ومنها ما يفوق 100 مليار دولار في الشرق الأوسط وأفريقيا، ما يعني أن زهاء 1% من الأصول تأتي من المملكة. (يصل إجمالي سوق إدارة الأصول في المنطقة إلى 1.6 تريليون دولار تقريباً، بحسب شركة "بوسطن كونسالتينغ غروب").

تثير ممارسة الأعمال التجارية هناك جدلاً بسبب ملاحظات حول سجل حقوق الإنسان واعتماد الاقتصاد على النفط. وفي المقابل، دعا فينك لأعوام عديدة إلى توحي الحذر إزاء مخاطر التغير المناخي. لكن أحداث الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط كشفت عن قلقٍ حيال منطقة متقلبة يصعُب التنبؤ بها.

رغم ذلك، وضعت "بلاك روك" زيادة الاستثمارات في المملكة ضمن أولوياتها، وفق أشخاص على دراية بخطط الشركة.

يعد فينك صانع صفقات جريء يجد متعته في التعامل مع الحكومات، كدبلوماسي للاستثمار الرأسمالي وفق النمط الأميركي. وقد عمل على بناء علاقاته في المنطقة لسنوات.

وترى "بلاك روك" فرصة في السعودية للتأثير في تشكيل أسواقها الناشئة، وربط البلد ذي الأهمية الجيوسياسية ببقية العالم؛ وتلائم المملكة هدف فينك الاستراتيجي لتوسيع حضور صندوقه العملاق (بلاك روك) في الأعمال الأكثر ربحية المتمثلة باستثمارات الأصول الخاصة والبنية التحتية.

تعد المملكة أيضاً مجالاً للتنافس على أحد أكبر مصادر رأس المال الجديد حول العالم. يدير صندوق الاستثمارات العامة السعودي الحكومي أصولاً تقدر بـ925 مليار دولار، ويمكنه توفير أموال ضخمة جديدة بسرعة كبيرة لمواكبة متطلبات تحقيق أهداف المملكة. كما أن الاستثمار في الملكية الخاصة ينتعش أيضاً في البلاد. وتشير كارين يونغ، أستاذة بجامعة كولومبيا تركز على المنطقة وسياسات الطاقة العالمية، إلى أن "هذا هو مكان توافر رؤوس الأموال. وقد أصبحت بلدان الخليج من المستثمرين الأكثر نشاطاً حالياً".

التوسع الخارجي

لا تعد السعودية السوق الوحيدة التي تسعى "بلاك روك" للعمل فيها. فالشركة الأميركية تتوسع داخل الهند واليابان وسنغافورة. وعكفت لسنوات على إدارة أموال العملاء واستثمرت في الخليج في الكويت وقطر والإمارات (ولديها مكتب في دبي).

وكانت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية، وهي الصندوق السيادي الكويتي، من بين كبار مساهمي "بلاك روك"، وفق أحدث بيانات الهيئة. وقد اشترت مع صندوق الاستثمارات العالمة السعودي وشركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي وجهاز قطر للاستثمار حصصاً في الشركة الأميركية عندما باعت مجموعة الخدمات المالية "بي إن سي فاينانشال سيرفيسز غروب" حصتها عام 2020.

وكتب متحدث باسم "بلاك روك" في بيان حينذاك أن "الشرق الأوسط يمثل سوقاً مهمة لبلاك روك، سواء من حيث ما تقدمه من فرص استثمارية لعملائنا، أو لاستدامة نمو أعمالنا الدولية. لدينا علاقات طويلة الأمد مع عملاء في الكويت وقطر والسعودية والإمارات".

تعد السعودية أكبر اقتصاد في المنطقة، وتحتل المرتبة السابعة عشر على الصعيد العالمي. وقد روّج ولي العهد، لخطط طموحة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، سواء عبر الاستثمار خارجياً أو المشروعات داخلياً.

وغالباً، تبحث المملكة عن شركاء دوليين للمشاركة في الاستثمار في مشروعاتها داخل البلاد؛ إذ يمكن لشركات إدارة الأصول المساعدة على ترتيب وجمع الأموال لتوفير التمويل اللازم.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الاستثمار الأجنبي يتسم بنمو أقل انتظاماً مما كان مأمولاً؛ إذ يساور بعض المستثمرين الأجانب القلق من الالتزام بالاستثمار في البلاد، ويبدون تشككاً حول العوائد المالية هناك ويتساءلون إن كانت كافة مشروعاتها الكبرى ستكتمل. فقد أفاد تقرير لـ"بلومبرغ نيوز" في أبريل الحالي أن الحكومة السعودية قلصت خططها متوسطة الأمد لبناء مدينة "نيوم" العملاقة.

القدرة المالية

لكن القدرة المالية الهائلة للمملكة برزت خلال 2017، عندما أعلن صندوق الاستثمارات العامة أنه سيلتزم بتوفير ما يصل إلى 20 مليار دولار لصندوق استثمار البنية التحتية الجديد الذي تديره شركة "بلاكستون"، المتخصصة في إدارة الاستثمارات الخاصة والأصول البديلة.

تزامن ذلك الإعلان مع زيارة الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب ومجموعة من رجال الأعمال الأميركيين إلى الرياض، وكان من بينهم الرئيس التنفيذي لـ"بلاكستون"، ستيفن شوارزمان، أحد أبرز مؤيدي ترمب في "وول ستريت" في ذلك الحين. وأعلنت "بلاكستون" آنذاك أن الصفقة كانت قيد التجهيز قبل انتخاب ترمب.

كان هذا الأمر بمثابة جرس إنذار داخل "بلاك روك"، حسبما ذكر أشخاص مطلعون. (هؤلاء الأشخاص وغيرهم ممن تحدثوا إلى بلومبرغ نيوز طلبوا عدم ذكر أسمائهم ليتسنى لهم مناقشة أمور خاصة).

وخلال 2018، ظفرت مجموعة "سوفت بنك غروب" الاستثمارية بمبلغ 45 مليار دولار إضافية لـ"صندوق رؤية" الذي يركز على التكنولوجيا. لكن أشخاصاً آخرين على دراية بطريقة تفكير فينك يقللون من أهمية هذه الأحداث؛ إذ كانت "بلاك روك" قد أعلنت فعلاً عن خطط لفتح مكتب في البلاد، وسرعان ما بدأت تمارس نشاطاً أكبر في السوق السعودية.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

 

لم يكن ذلك الوقت سهلاً للمضي قدماً في هذه النشاطات الاستثمارية. فخلال أكتوبر 2018، اختفي الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية المملكة في إسطنبول. وفي وقت لاحق، أعلن النائب العام السعودي أن خاشقجي قُتل وقطعت أوصاله من قبل عملاء للحكومة أُرسلوا لإعادته إلى البلاد. وذكر تقييم استخباراتي أميركي أن الأمير محمد بن سلمان على علاقة بالأمر. ونفى ولي العهد أن يكون له أي دور في مقتل خاشقجي. على إثر ذلك، ألغى فينك وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين في "وول ستريت" مشاركاتهم في مؤتمر مالي جذاب أُطلق عليه اسم "دافوس الصحراء" في الرياض خلال ذلك الشهر. لكن أشخاصاً مطلعين على الأمر قالوا إن فينك زار البلاد بعد فترة وجيزة في إطار رحلة إلى المنطقة.

بناء الجسور

لم يدم التعامل الحذر في "وول ستريت" تجاه السعودية طويلاً، إذ واصلت "بلاكستون" العمل على صندوقها، وعاد كبار المصرفيين للمشاركة في منتديات الرياض السنوية.

وتقول كارين يونغ من جامعة كولومبيا: "لم يرغب الأشخاص بالظهور العلني بجوار ولي العهد. لكن هذا الأمر سرعان ما تبدد". لكن جيري كونولي، النائب الديمقراطي عن فيرجينا وهي الولاية التي كان يعيش فيها خاشقجي، تعهد بعدم السماح بالعامل مع الجريمة كأمر عادي. وقال في بيان: "من الضروري بشدة ألّا ننسى الطريقة الوحشية والتنكر المطلق للأعراف الدولية".

ودافع فينك عن أنشطة "بلاك روك" التجارية في السعودية على أنها مسألة تتعلق ببناء جسور من العلاقات. وفي منشور على منصة ف"لينكد إن"، وصف فينك مقتل خاشقجي بأنه "مريع". لكنه كتب أن "التفاعل التجاري" قد يسهم في تحديث اقتصاد البلاد ومجتمعها. وقال في مقابلة مع "سي إن بي سي" عام 2018: "أمارس عملي دولياً طيلة حياتي وما زلت فخوراً بكون نشاطي يتسم بالعالمية. وسنواصل القيام بأعمال تجارية هناك". وعندما سُئل إن كان سيقطع العلاقة إذا تبين أن الأمير محمد بن سلمان أمر بالقتل، أجاب: "لا".

وبطريقة مماثلة، قال فينك إنه لا يوجد تناقض بين التعامل مع البلدان المنتجة للنفط وقلقه إزاء مخاطر التغير المناخي، وهو ما تناوله عبر رسائل معلنة موجهة إلى المديرين التنفيذيين للشركات والمساهمين. ومؤخراً، واجهت "بلاك روك" بعض ردود الفعل المناهضة للجهود البيئية، وقال صندوق للمدارس العامة بولاية تكساس المنتجة للنفط إنه سيسحب من الشركة أصولاً بقيمة 8.5 مليار دولار.

لكن صناديق استثمار "بلاك روك" العملاقة تستثمر بصفة دائمة في شركات النفط في الولايات المتحدة الأميركية وحول العالم. وقال فينك خلال مؤتمر تدعمه السعودية في لندن خلال 2022 إن "أي عملية تحول للطاقة لن تسير على خط مستقيم. والأفضل العمل مع كافة الشركات الناشطة في مجال الهيدروكربونات، لا ضدها". تعد "بلاك روك" من بين شركات إدارة الأصول التي تعمل مع الإمارات عبر صندوق بقيمة 30 مليار دولار للاستثمار في المشاريع المتعلقة بالمناخ.

الحضور المحلي

أسست "بلاك روك" شركتها التجارية المرخصة في السعودية عام 2019 وبدأت تنافس بقوة على عقود الاستثمار والخدمات الاستشارية من المملكة. كما تعد من شركات "وول ستريت" النادرة التي تضع اسمها فوق مبنى للمكاتب في العاصمة الرياض.

سليمان القويز، المحافظ السابق للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في السعودية، هو رئيس مجلس إدارة شركة "بلاك روك العربية السعودية". ويشغل يزيد المبارك منصب الرئيس التنفيذي المحلي، وهو حاصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة "ستانفورد" وكان والده قد شغل مرتين منصب محافظ البنك المركزي السعودي، آخرها من 2021 إلى 2023. وقد أُبقي المبارك منفصلاً عن التعاملات مع البنك المركزي السعودي، وفق شخص مطلع.

تواجه ممارسة الأعمال التجارية للشركة في الرياض تحدياتها؛ إذ كان معدل رحيل الموظفين منها مرتفعاً، بحسب أشخاص على دراية بجهود "بلاك روك".. قد يتردد الإداريون الأجانب في العيش هناك، مفضلين دبي الأقل محافظة. أحد المسؤولين التنفيذيين الذين اتخذوا هذه الخطوة هو كاشيف رياز، المدير العام الذي جاء من نيويورك لقيادة العمل الاستشاري لـ"بلاك روك" في ما يتعلق بخطط البنية التحتية للبلاد. ربما يكون أفضل منسق لأعمال الشركة بالمنطقة هو فينك نفسه المعروف بأنه شخص اجتماعي بشكل لافت. ويقول الأشخاص المطلعون على تفكيره إنه يحظى بصداقات هناك.

تتمثل قوة "بلاك روك" عالمياً في إدارة صناديق الاستثمار في الأسهم العامة والسندات، لا سيما الصناديق المتداولة في البورصة وصناديق المؤشرات، وهي أنشطة تشهد منافسة قوية ما يجعل رسومها ضئيلة للغاية. تتمتع الشركة بالتفوق بفضل حجمها الهائل. ومن خلال صناديقها فإنها تعد واحدة من أكبر المساهمين في كل الشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" تقريباً، وتدير 10 أضعاف الأموال التي تشرف عليها منافستها "بلاكستون"، التي انفصلت عنها عام 1994. لكن المكافآت الحقيقية في المنطقة تتمثل في الفوز بعقود إدارة الأصول الخاصة وغير السائلة، حيث يتمتع المنافسون ومن بينهم "بلاكستون" بثقل كبير.

الأسواق الخاصة

تشكل الاستثمارات في قطاعات مثل الملكية الخاصة والائتمان والعقارات والبنية التحتية 1.3% فقط (137 مليار دولار تقريباً) من أصول عملاء "بلاك روك" الحالية. لكن الرسوم في هذه المجالات أعلى بكثير، ما جعل مساهمة هذه الأصول البديلة غير السائلة نحو 6.5% من إيرادات الشركة عام 2023. وتعتزم "بلاك روك" مضاعفة الإيرادات من الأسواق الخاصة في خمس سنوات تقريباً. كما أعلنت استحواذها على شركة "غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" التي تدير أصولاً بقيمة 100 مليار دولار في مجال البنية التحتية، ما سيجعلها ثاني أكبر مستثمر في قطاع البنية التحتية في العالم. وقد تكون السعودية، بمشاريعها العديدة، أرضية خصبة لاختبار قدرات عملية الاستحواذ الجديدة.

في أواخر 2021، أعلنت أرامكو السعودية عن اتفاقية لتأجير حقوق خطوط أنابيب الغاز الطبيعي لمدة 20 سنة مقابل 15.5 مليار دولار. احتفظت أرامكو بحصة 51% ضمن الصفقة وباعت الحصة المتبقية لمجموعة مستثمرين بقيادة "بلاك روك" وشركة حصانة الاستثمارية، وهي ذراع لصندوق التقاعد السعودي المتمثل بالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. أشاد أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، بالصفقة بوصفها دليلاً على قدرة الشركة على جذب مستثمر عالمي مثل "بلاك روك" إلى البلاد. تستفيد السعودية من الارتباط بمثل هذه الأسماء الكبرى الموثوق بها.

ويقول أشخاص على دراية بالأمر إن شركة "بلاك روك" تنخرط بنفسها في نشاطات مختلفة لمؤسسات البلاد وأسواق رأس المال، حتى أنها تدرس دخول أسواق الرهن العقاري. وأطلقت صندوقاً مخصصاً للبنية التحتية والاستثمارات الخاصة في الشرق الأوسط بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة و"حصانة" فضلاً عن "مبادلة للاستثمار" في أبوظبي ومستثمرين آخرين. ويتمثل الهدف الأولي للصندوق في جمع نحو مليار دولار، وهو مبلغ قد يزيد بنهاية الأمر إلى عدة مليارات، حسبما ذكر أشخاص مطلعون على الأمر لبلومبرغ.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

 

تأتي بعد ذلك مجموعة "فاينانشال ماركتس أدفايسوري" (Financial Markets Advisory ) التابعة لـ"بلاك روك". فعلى الرغم من أنها تمثل جزءاً صغيراً من إيرادات الشركة، لكنها تشكل مصدراً مهماً لنفوذها ومكانتها. تعمل المجموعة بالفعل لصالح البنك المركزي السعودي في إجراء اختبارات الإجهاد للبنوك المحلية، بحسب شخصين على دراية بالأمر. وقدمت أيضاً المشورة للحكومة في ما يتعلق بتأسيس صندوق وطني للبنية التحتية، والذي قد يساعد في نهاية المطاف على توفير التمويل للمشاريع بعشرات المليارات من الدولارات في مجالات الطاقة والمياه والنقل والمشاريع الرقمية. وفي ما قد يكون تأكيداً على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج بالنسبة لـ"بلاك روك"، يشرف المدير الإداري الأول تشارلز هاتامي على كل من المجموعة الاستشارية وعلى أعمال الشركة في منطقة الشرق الأوسط.

منافسة محتدمة

هناك منافسة تنتظرها "بلاك روك"؛ إذ حصلت شركة "KKR&Co" التي لديها مكتب في البلاد على ترخيص أوسع لتنظيم استثمار الأموال وإدارتها وتشغيلها، في بداية مارس. كما أعلنت "ماكواري أسيت مانجمت "في فبراير الماضي أنها تعمل مع صندوق البنية التحتية الوطني في البلاد لزيادة الاستثمار الأجنبي. ومن جهتها، تعهدت شركة "بروكفيلد أست مانجمنت" بتوظيف المزيد من الأموال للعمل داخل السعودية. يعمل صندوق الاستثمارات العامة أيضاً على خطة لتعزيز صناعة إدارة الأصول المحلية. وتتزايد الضغوط على الشركات الأجنبية لحثّها على تعظيم حضورها محلياً بدلاً من أن إرسال الإداريين في زيارات بالطائرات من الإمارات. وفي هذا السياق، افتتحت شركة "فرانكلين تمبلتون" مكتباً في السعودية، مؤخراً.

تُكمل "بلاك روك" تنفيذ خططها بصورة منهجية في المملكة. فقد انتهت من فتح مكتبها محلياً، ومن التوظيف والاستثمار. في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أصبحت الدول وصناديقها السيادية أكثر تطلباً من مديري الاستثمار لديها، إذ تطلب منهم ضخ الأموال في اقتصاداته محلياً.

لا تعد السعودية استثناء؛ حيث إن "الاستثمار في المنطقة يمثل جزءاً مما يجب القيام به للحصول على هذه الأموال"، وفق ألكسندر دي مول، الشريك بمجال الاستثمارات الخاصة لشركة "بين أند كو"؛ والذي يرى أن الأمر لا يخلو "أيضاً من بعض الفرص الجذابة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك