قفزت أسهم شركة "فولكس واجن" بأعلى مستوى لها منذ الارتفاع الهائل التاريخي قبل اثني عشر عاماً وبعد أيام من التصريحات المتتالية حول خططها لتحل محل شركة "تسلا" كرائدة عالمية في مجال السيارات الكهربائية.
وحلّقت الأسهم العادية لشركة "فولكس واجن" بنسبة تصل إلى 29% يوم الثلاثاء بعد أن أعلنت الشركة عن خطط لتوحيد التقنيات الرئيسية عبر إمبراطوريتها الصناعية المترامية الأطراف وتوليد تأثيرات كبيرة من غير المرجح أن تتطابق مع شركات تسلا وشركات صناعة السيارات. وقالت شركة "فولكس واجن" يوم الاثنين إنها ستبني ستة مصانع للبطاريات في أوروبا وحدها.
يذكرنا ذلك بحركة الأسهم هائلة الصعود التي جعلت شركة "فولكس واجن" لفترة وجيزة الشركة الأكثر قيمة في العالم في عام 2008. ويمتلك الملاك الثلاثة المهيمنون على "فولكس واجن" -عائلة بورش وبيش، وولاية سكسونيا السفلى الألمانية ودولة قطر- 90% من الأسهم العادية. وارتفعت الأسهم الممتازة للشركة والتي تحظى بعدد كبير من الأسهم المتاحة للتداول بنسبة تصل إلى 9.3% في تداول بورصة فرانكفورت.
تهدف شركة "فولكس واجن" إلى أن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في مجال السيارات الكهربائية بحلول عام 2025 على أقصى تقدير، على الرغم من أن الوصول إلى هدفها المتمثل في تسليم مليون سيارة هجينة وشاحن كهربائي هذا العام قد يضع الشركة على مسافة قريبة من تسلا. ويبدو أن هذه الطموحات الكبيرة تجذب انتباه المستثمرين الأفراد الذين قدموا عروض أسعار للأسهم الأمريكية التي توقعها موقع "ريديت" ومنتديات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى في وقت مبكر من هذا العام.
وقال الرئيس التنفيذي "هربرت ديس" للصحفيين:
سنقوم بتسريع رحلة التحول الخاصة بنا في عام 2021 وما بعده
وأشار "ديس" إلى أن مجلس إدارة شركة "فولكس واجن" الذي جرى تشكيله حديثاً يستعد لكي يطلق العنان لقيمة الشركة.
أجرى "ديس"، 62 عاماً، إصلاحاً لعمليات شركة "فولكس واجن" الواسعة لتوفير الأموال للإنفاق على قدرات شحن البطارية والبرمجيات التي جعلت من شركة "تسلا" صانع السيارات الأعلى قيمة في العالم العام الماضي. وكان "ديس" يشعر بالقلق حتى وقت قريب، حيث أخبر وكالة "بلومبرغ نيوز" في شهر يناير الماضي أن النظرة القاتمة لأسواق رأس المال تجاه الشركة تضعها في وضع غير ملائم.
وتحققت المكاسب الضخمة في الأسهم العادية للشركة مقارنة بالأسهم الممتازة مدفوعة جزئياً بشراء المستثمرين الأفراد الأمريكيين وارتفاع أسهم البيع على المكشوف، وفقاً لما ذكره "كين مينيجر"، الخبير الاستراتيجي في المواقف الخاصة في شركة "أفالون كابيتال". وتستند شهادات الإيداع الأمريكية الخاصة بشركة "فولكس واجن" إلى الأسهم العادية المدرجة في البورصة في ألمانيا.
وكتب "مايكل دين"، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، في تقرير: "بدأت شركة فولكس واجن تتحول إلى كهربائية، وتستعد للوصول للقمة متجاوزة سيارة تسلا التي تعمل بالبطارية الكهربائية في عام 2023 واللحاق بالبرمجيات بحلول عام 2025، وهي أمور بدأت بالتشكل للتو". وأضاف: "تثقيف المستثمرين بشأن تقنية البطاريات الخاصة بها –والتي تهدف إلى خفض تكاليف الخلايا بنسبة 50% من خلال طرح بطاريات الحالة الصلبة- والبرمجة يجب أن تجني أيضاً ثمارها".
ضغوط بورشيه
كانت المرة الأخيرة التي شهدت فيها شركة "فولكس واجن" ارتفاعاً مشابهاً في الأسهم عندما أدت محاولة "بورشيه" للاستحواذ على الشركة إلى ارتفاع هائل نتج عنه سلسلة من الدعاوى القضائية من قبل المستثمرين.
تعثرت خطة "بورشيه" للاستحواذ على منافستها الأكبر بكثير عندما ضربت الأزمة المالية العالمية. ولإنقاذ "بورشيه" من الإفلاس، انتهى الأمر بشراء شركة "فولكس واجن" لصانع السيارات الرياضية على مدار عدة سنوات، ولم يتبق سوى شركة قابضة مدرجة في البورصة وأصولها الرئيسية هي أسهم "فولكس واجن".
كان أحد العوامل المحفزة للارتفاع الأخير في أسهم "فولكس واجن" هو التكهنات بأن الشركة قد تفكر في إدراج قائمة منفصلة لشركة "بورش". وسكب "ديس" الماء البارد على تلك الآمال يوم الثلاثاء، قائلا إنه لا توجد حاجة فورية لطرح الأسهم للعلامة التجارية الأكثر ربحية لشركة "فولكس واجن". وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فولكس واجن" إنها ستمول إلى حد كبير إصلاحها من التدفقات النقدية القوية.
نهج النظام الموحد
تخطط "فولكس واجن" لصقل نهج النظام الموحد المشترك الخاص بها للاستفادة من وفورات الحجم (خفض التكلفة من خلال توسيع النشاط) عبر خط إنتاج مكون من 12 علامة تجارية لتنشر عبره التقنيات التي تشمل البرمجيات، والبطاريات، والبنية التحتية للشحن الكهربائي للسيارات.
وتعتزم الشركة زيادة عدد موظفي عملياتها للبرمجة إلى 10 آلاف موظف حيث تقوم بتطوير ميزات القيادة الآلية وأنظمة التشغيل داخل السيارة. وستجعل حملة التوظيف شركة "فولكس واجن" واحدة من أكبر شركات البرمجيات في أوروبا خلف شركة "ساب" (SAP SE)، مما يحسن فرصها في اللحاق بشركة "تسلا" ومواجهة المخاطر التي تشكلها شركات التكنولوجيا مثل "آبل" وشركة "ألفابت" (الشركة الأم لغوغل).
نتائج مفصلة للمرة الأولى
أصدرت شركة "فولكس واجن" أيضا نتائج سنوية مفصلة عبر وحدات أعمالها للمرة الأولى كالتالي:
• تراجعت أرباح التشغيل في العلامة التجارية لسيارات الركاب التي تحمل الاسم نفسه لشركة "فولكس واجن" إلى 454 مليون يورو في عام 2020، من 3.8 مليار يورو في عام 2019
• شهد قسم السيارة "أودي"، الذي يقود عمليات توسعة البرمجيات، انخفاضاً في أرباح التشغيل إلى 2.7 مليار يورو من 4.5 مليار يورو.
• خرجت السيارة "بورشيه"، العلامة التجارية الأكثر ربحية للمجموعة، من تداعيات تفشي وباء فيروس كورونا سالمة إلى حد كبير محققة 4 مليارات يورو من الأرباح التشغيلية، مقارنة مع 4.2 مليار يورو في العام السابق.
في الشهر الماضي، قالت "فولكس واجن" إنها تتوقع تحسن الربحية هذا العام. وأبقت على اقتراح توزيعات الأرباح دون تغيير حتى مع توقعات المحللين بالخفض. وقالت إن زيادة عمليات تسليم السيارات ستدفع الإيرادات للأعلى بشكل كبير. وبحلول عام 2025 على أقصى تقدير، تريد شركة "فولكس واجن" تحقيق عائد تشغيلي على المبيعات بنسبة تتراوح بين 7% و8%.