لم تسدد شركة "كانتري غاردن هولدينغز" مستحقات مالية على سندات باليوان في موعدها المستحق لأول مرة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، مما يفاقم المشكلات التي تعاني منها مطورة العقارات الصينية التي تواجه الآن دعوى قضائية تطلب تصفية استثماراتها خارج الصين.
لم تدفع الوحدة الرئيسية التابعة للشركة داخل البلاد مدفوعات ديون مستحقة يوم الثلاثاء قيمتها 96 مليون يوان (13 مليون دولار)، والخاصة بسند مقوم باليوان فائدته 4.8% يستحق في 2026، بحسب ما نقله أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم مشيرين إلى قواعد الإفصاح. وأضافوا أن هناك فترة سماح مدتها 30 يوماً لسداد المدفوعات قبل إعلان تخلف الشركة رسمياً عن السداد.
أثارت "كانتري غاردن" قلق الأسواق عندما تخلفت عن سداد سندات دولارية في أكتوبر الماضي، لكنها تمكنت حتى الآن من تجنب التخلف عن سداد سنداتها المقومة باليوان.
وفي سبتمبر الماضي، مددت المطورة العقارية أجل استحقاق سندات تتجاوز قيمتها 10 مليارات يوان لمدة ثلاثة أعوام. وبعدها سددت عدة مدفوعات ديون، ثم دفعت في ديسمبر سندات بقيمة 800 مليون يوان.
لم تعلق "كانتري غاردن" على الأمر فوراً عند التواصل معها. وكانت صحيفة "ذا بيبر" -وهي منصة إعلامية في البر الرئيسي الصيني- أول من نشرت خبر تعثر الشركة عن سداد مدفوعات السندات.
تفاقم أزمة "كانتري غاردن"
تكبدت أسهم شركة التطوير العقاري خسائر بعد تسجيلها مكاسب على مدار 3 جلسات متتالية منخفضة بنسبة تناهز 4.9% إلى 58 سنتاً في بورصة هونغ كونغ. ولا تزال سنداتها الدولارية تُتداول عند مستويات متعثرة للغاية تبلغ نحو 8 سنتات على الدولار.
دخلت أزمة "كانتري غاردن" مرحلة جديدة بعدما رفع أحد الدائنين دعوى قضائية أمام محكمة هونغ كونغ الشهر الماضي يطلب فيها تصفية الشركة التي يقع مقرها في قوانغدونغ. وقد تضغط هذه الدعوى بصورة أكبر على المطورة العقارية، وتعرقل جهودها للتقدم في خطة إعادة هيكلة الديون.
كما تفاقم انخفاض مبيعات عقارات الشركة، إذ تُظهر إفصاحاتها أن التعاقدات على الوحدات الجديدة خلال فبراير تراجعت 85% على أساس سنوي، وهو انخفاض أسوأ مما سجلته الشركة في يناير الماضي بنحو 75%.
ويتجنب مشترو المنازل في الصين المطورين العقاريين المتعثرين بسبب مخاوف تتعلق بقدرتهم على استكمال المشروعات السكنية. ويتحول تركيز الأسواق الآن نحو شركة "تشاينا فانكي" المدعومة من الدولة التي تجري محادثات مع الدائنين لتفادي التخلف عن السداد.