مع تعمق الأزمات التي تواجهها "بوينغ" وتردد أصدائها في صناعة الطيران، تتخلف شركة صناعة الطائرات بشكل أكبر عن منافسها الأكبر "إيرباص".
وبعد انخفاض سعر سهمها 29% حتى الآن هذا العام، أصبحت القيمة السوقية لشركة "بوينغ" الآن متخلفة عن "إيرباص" بأكبر قدر على الإطلاق. تبلغ قيمة الشركة الأميركية المتعثرة 112 مليار دولار، أي أقل بنحو 24 مليار دولار من نظيرتها الأوروبية، وفق إغلاق السوق يوم الثلاثاء.
هذه الفجوة توضح كيف تبدلت أحوال "بوينغ" في السنوات الأخيرة، في أعقاب العديد من المشكلات المتعلقة بطائراتها، بما في ذلك حادثان مميتان، وتعليق طويل ومؤلم لطائراتها. دفعت سلسلة من الحوادث والأحداث المؤسفة هذا العام شركات الطيران إلى إعادة التفكير في خطط التوسع الخاصة بها.
تبدّل الأحوال
قيمة "بوينغ" كانت أكبر من "إيرباص" منذ أن أصبحت الأخيرة شركة مساهمة عامة في يوليو 2000. لكن هذا الوضع تغير في منتصف 2022، في أعقاب التوقعات المخيبة للآمال بشكل خاص من شركة صناعة الطائرات الأميركية.
منذ ذلك الحين، أصبحت القيمة السوقية للشركتين قريبة من بعضها بعضاً، مع تصدر "بوينغ" إلى حد كبير، قبل أن تبدأ في الانخفاض وسط وابل مستمر من الأخبار السلبية الأخيرة.
ما زاد الطين بلة كان أحدث تعليقات شركات الطيران يوم الثلاثاء. قال سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" (United Airlines Holdings) إنه سيسعى إلى إبرام صفقة مع شركة "إيرباص" بخصوص طائرتها "A321"، كما بدأت شركة "دلتا إيرلاينز" بالفعل في اتخاذ هذا المسار.
قال كينيث هربرت، المحلل لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس": "قد تكون (إيرباص) مستعدة لاقتناص حصة إضافية من (بوينغ)، خاصة إذا زادت الضغط على عملاء الأخيرة".
تخلفت تسليمات طائرات "بوينغ" عن نظيرتها "إيرباص" الشهر الماضي، إذ سلمت الأولى 27 طائرة لعملائها في فبراير، بينما سلمت "إيرباص" 49 طائرة.