تخلفت تسليمات طائرات "بوينغ" عن منافستها الأوروبية "إيرباص" في الشهر الماضي، في ظل انشغال شركة صناعة الطائرات الأميركية في التعامل مع التداعيات المتزايدة الناجمة عن حادث في أوائل يناير الماضي والذي أدى منذ ذلك الحين إلى دخول الشركة في أزمة.
سلمت "بوينغ" 27 طائرة لعملائها خلال فبراير، متخلفة عن "إيرباص" التي سلمت 49 طائرة، وفقاً للبيانات المنشورة على موقع الشركة الأميركية. وجاء عدد الشحنات من شركة صناعة الطائرات الأميركية أقل بطائرة واحدة عمَا سلمته في الشهر نفسه من العام الماضي، والذي كان متساوياً مع 27 طائرة التي سلمتها في يناير.
من غير المرجح أن يؤدي هذا الوضع إلى تهدئة المستثمرين، إذ تواجه "بوينغ" ضغوطاً متزايدة من الجهات الرقابية الأميركية بعد أن انفجرت لوحة من جسم طائرة "737 ماكس 9" التي تشغلها شركة "ألاسكا إيرلاينز" في أوائل يناير. خسرت أسهم "بوينغ" أكثر من ربع قيمتها هذا العام، وهو أسوأ أداء على الإطلاق في الأسهم المدرجة بمؤشر "داو جونز الصناعي".
فرضت إدارة الطيران الفيدرالية سقفاً لإنتاج "بوينغ" من طائرات "737 ماكس"، والذي سيظل سارياً حتى تصبح الإدارة متأكدة من ضمانات الجودة التي تنفذها الشركة. امتد تأثير هذه القيود إلى العملاء، إذ خفضت شركة "ساوث ويست إيرلاينز" (Southwest Airlines) يوم الثلاثاء خطط طاقتها الاستيعابية لعام 2024 بسبب انخفاض تسليمات الطائرات من "بوينغ"، فيما قالت شركة "ألاسكا إيرلاينز غروب" بشكل منفصل إن الشكوك حول توقيت تسليم الطائرات تركت خططها في حالة تغير مستمر.
تدقيق منشآت التصنيع
ذكرت "بلومبرغ نيوز" أمس الإثنين أن المدعين الأميركيين شكلوا هيئة محلفين كبرى كجزء من تحقيق تجريه وزارة العدل بشأن الحادث. وفي الوقت نفسه، تواصل الجهات التنظيمية بقطاع الطيران في الولايات المتحدة التدقيق عن كثب في منشآت التصنيع التابعة لـ"بوينغ" في الوقت الذي تعزز فيه رقابتها على ممارسات الجودة الخاصة بالشركة في أعقاب انفجار لوحة بالطائرة أثناء تحليقها في الجو.
قال مايك ويتاكر، كبير مسؤولي إدارة الطيران الفيدرالية، يوم الإثنين إنه يهدف إلى تحديد المعالم الرئيسية مع "بوينغ" خلال الثلاثين يوماً القادمة، كجزء من مهلة مدتها ثلاثة أشهر أمام شركة صناعة الطائرات لإظهار أنها أصلحت عملياتها.
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "بوينغ" أخفقت في 33 عملية من أصل 39 عملية تدقيق لمصانعها بدأتها إدارة الطيران الفيدرالية في أعقاب حادثة يناير، كما فشلت أكبر شركة توريد للشركة، وهي "سبيريت آيروسيستمز هولدينغز"، في النجاح في 7 عمليات من أصل 13 عملية تدقيق.
يُظهر تقرير التدقيق والتوقعات المنخفضة لشركات الطيران "المزيد من المشكلات في رينتون"، بحسب ما كتبت شيلا كاهياوغلو، المحللة في شركة "جيفريز"، في مذكرة إلى العملاء، في إشارة إلى مصنع "بوينغ" بمنطقة سياتل الذي ينتج الطراز "737 ماكس".
هبط سعر سهم"بوينغ" بما يصل إلى 4.5% بعد انخفاضه يوم الإثنين 3%. انخفض السهم 4.2% في الساعة 10:21 صباحاً في نيويورك، لتصل خسائره منذ بداية العام إلى نحو 29%.
شملت تسليمات فبراير 17 طائرة من طراز "737 ماكس" -ست طائرات منها لشركات طيران في الصين- وفقاً لـ"بوينغ". سلمت الشركة أيضاً سبع طائرات من طراز "787 دريملاينر" ذات الممرين الشهر الماضي، منها ثلاث طائرات إلى شركة "الاتحاد للطيران".
سجلت شركة صناعة الطائرات 15 طلباً إجمالياً، بما في ذلك 10 طائرات من طراز "737 ماكس" من عملاء لم تحددهم الشركة.