من المثير أن نتحدَّث عن ريادة الأعمال، ونرى الحالمين يطرحون أفكارهم علينا لنحلم معهم بعالم جديد، يطرح أسئلة حول المستقبل وأفكار تُحدث فرقاً في العالم واقتصاد الغد.. ولكن ما هو عدد الأفكار التي تجد طريقها لجيوب المستثمرين الجادين؟.
حضرت عدَّة مؤتمرات للشركات الناشئة في السنوات الأخيرة، وتابعت عدداً من جلسات الترويج التي كانت مؤلمة في كثير من الأحيان، فعلى الرغم من الأفكار المميزة؛ الا أنَّنا لم نتلقَ الرسالة، ولم تكن الخطة واضحة، كما أنَّنا لم نتمكَّن من سماع الفكرة بشكل صحيح.
وتقوم الكثير من المسرعات وحاضنات الأعمال بإجراء دورات تدريبية للتركيز على الطريقة الأسلم والأصح لإعداد خطة العمل للمشروع، ويترتب عليها خطوات متتالية منذ بداية الفكرة الى التنفيذ الى المراحل المختلفة من جولات التمويل، ولكن من المهم أيضاً أن تعمل هذه الحاضنات والمسرعات على التدريب على التحدث الرسمي.
بعد سنوات من العمل الإعلامي، واهتمام خاص بالتدريب الإعلامي؛ قمت بتدريب عدد من المديرين التنفيذيين على كيفية التحدُّث إلى وسائل الإعلام، وإيصال رسالتهم، وفي معظم الأحيان كانت رسالتهم واضحة ومحددة، الآن، بدأت أنظر إلى الشركات الناشئة، ولأسباب كثيرة يكمن الضعف الأساسي لديهم في طريقة إيصال الرسالة، اذ يترتب عليهم العمل بجدٍّ على مهارات العرض والتقديم من أجل جذب المستثمرين، وإلا فإنَّ تلك الأفكار الرائعة لن ترى النور أبداً.
فيما يلي 10 نقاط ستساعد في ايصال الرسالة:
- التأكُّد من أنَّ العرض قصير وبسيط، ولا تستخدم كلمات كبيرة وصعبة.
- تركيز العرض على رسالة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء.
- محاولة ايصال كل نقطة من النقاط الثلاث في 30 ثانية، أي إضافة لذلك سيكون هناك استعراض، وكلام منمق.
- التأكُّد من أن تكون فرصة المكاسب ظاهرة بالنسبة للمستثمر.
- الوقوف بشكل مستقيم، واستخدام اليدين، والمشي قليلاً.
- عدم الحركة ذهاباً وإياباً كالمحبوس في قفص، فهذا يشعر المستثمر بعدم الثقة.
- إجادة نطق الحروف بصوت واضح، بحيث يفهم كل من حولك ما تقوله.
- البداية تكون بالتعريف بالاسم، ومن ثمَّ تقديم جملة شخصية، ثم اسم المشروع أو الشركة.
- ارتداء ملابس أنيقة، ومناسبة للفكرة التي يتمُّ الترويج لها، مثلاً؛ عدم ارتداء بدلة سوداء وربطة عنق إذا كان المشروع يتحدَّث عن رياضة ركوب الأمواج، أو فستان قصير بألوان كثيرة وزاهية للحديث عن تطبيق تدقيق جنائي.
- النظر في عين المستثمر، والحفاظ على هذا التواصل حتى يشعر بجدية المشروع، والثقة بأنَّ المنتج هو الأفضل على الإطلاق.
ليس محتوى الرسالة التي نودُّ إيصالها مهماً فحسب، بل الأهم أن تتمكَّن من إيصالها، فالطريقة التي ننظر، ونتحدَّث، ونتصرَّف هي المفتاح الى جيوب المستثمرين.
