قال الملياردير السابق ليكس غرينسل إنه أبلغ كبار مسؤولي مجموعة "كريدي سويس" الصعوبات التي يواجهها في الحصول على تجديد التأمين على القروض التي حصلت عليها شركات ضمن نشاط تمويل سلسلة التوريد الذي تقوم به "غرينسل كابيتال"، وذلك قبل أسابيع من الانهيار المفاجئ لإمبراطوريته.
وحسب وثائق المحكمة التي كُشف عنها مؤخراً، نقل الملياردير السابق غرينسل تحديثاً منتظماً لكريدي سويس من خلال التواصل مع المديرين التنفيذيين، بما في ذلك كبير مسؤولي المخاطر لارا وارنر، حول المشكلات التي يواجهها في العثور على غطاء تأميني جديد بعد رفض شركة "بوند أند كريديت" الأسترالية عدم تجديد وثائق التأمين على قروض بقيمة 4.6 مليار دولار.
وقال غرينسل إن "البنك السويسري كان على دراية بالصعوبات التي واجهتها شركة "غرينسل كابيتال" في تجديد وثائق التأمين من خلال وسطاء التأمين على الديون والعواقب المحتمَلة لعدم التجديد".
وتضيف المعلومات التي أظهرتها الوثائق لمسة جديدة إلى الملحمة التي هزّت الأسواق عندما جمّد بنك كريدي سويس 10 مليارات دولار من الأموال في صناديق "غرينسل كابيتال" في الأول من مارس بسبب عدم اليقين بشأن تقييمات الأصول التابعة لغرينسل. وجاء قرار كريدي سويس في نفس اليوم الذي رفضت فيه محكمة في أستراليا محاولة أخيرة من غرينسل لإجبار شركة التأمين على توفير مزيد من التغطية.
واستعاد كريدي سويس حتى الآن نحو 3.7 مليار دولار نقداً كانت الصناديق تحتفظ بها، لكنه لم يذكر حجم أموال المستثمرين التي من المحتمَل رجعها في النهاية أو متى سيحصلون عليها.
"كريدي سويس" ينفي معرفته المسبقة
وفي بيان على موقعه على الإنترنت، قال البنك إنه أُبلِغَ "في الآونة الأخيرة فقط" بشأن انقضاء فترة التأمين في قلب انهيار غرينسل، وامتنع كريدي سويس عن التعليق على ما قاله ليكس غرينسل.
وتضرب الفضيحة أرجاء كريدي سويس في وقت مبكّر وحصدت بعض الضحايا، إذ استبدل البنك مؤقتاً بثلاثة موظفين في وحدة إدارة الأصول المرتبطة بالصناديق، إذ استبدل ميشيل ديغين رئيس إدارة الأصول في سويسرا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، فيليبو ريما، وفقًا لشخص على دراية بالموضوع.
وقال المصدر إن لوك ماتيس، رئيس وحدة الدخل الثابت، وُقف أيضاً عن دوره، وبدأ "كريدي سويس" تحقيقاً داخلياً في انهيار استراتيجية تمويل سلسلة التوريد.
وتثير الفضيحة أيضاً تساؤلات جديدة حول إدارة مخاطر الشركة بعد سلسلة من الأخطاء ودور وارنر بعد أن وقّعَت على قرض بقيمة 140 مليون دولار لغرينسل في أواخر أكتوبر، متحدية بعض مديري المخاطر، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر مؤخراً.
وباعتبارها من كبار المديرين التنفيذيين البارزين في عصر تيدجان ثيام واستمرّت بعد رحيله، رُقّيَت مؤخراً تحت قيادة الرئيس التنفيذي الجديد توماس غوتشتاين إلى رئيس المجموعة للمخاطر والامتثال، وهما وظيفتان كانتا منفصلتين في السابق.
وعارضت وارنر مديري المخاطر وتوقفت عن التفكير في الدفاع عن رأسمال البنك والنظر أيضاً في أولويات العمل الاستراتيجية، وفقًا لأشخاص مطّلعين على الأمر. لكن النتائج الأخيرة -بما في ذلك قصة انهيار شركة "لوتشين كافيه" العميل السابق للبنك- أثارت تساؤلات حول ما إذا كان "كريدي سويس" يعطي الأولوية لنمو الإيرادات على حساب المخاطر والامتثال.
قروض غرينسل
وتوالى نشر الوثائق عبر تطبيق "بلومبرغ نيوز"، متضمنةً إفادة لشهادة غرينسل كان من بينها إجراءات تعيين المسؤولين في الشركة، فيما وصف الملياردير السابق في شهادته ما حدث للشركة وتفككها بتلك السرعة بـ"العاصفة الكاملة".
وحسب شهادته، كشف غرينسل أيضاً عن قرض قيمته 110 ملايين يورو (131 مليون دولار) حصلت عليه في يوليو الماضي "غرينسل كابيتال" من "غرينسل بنك إيه جي"، المقرض الألماني للشركة. وفي نهاية فبراير، كان أيضاً 108.6 مليون دولار قال عنها غرينسل إنها "اتفاقية قرض تخصيم متجدد" للقروض غير المسددة، ويُستحق القرض في نهاية العام.
كان التنفيذيون في "كريدي سويس" يعرفون أيضاً في وقت مبكر أن جزءاً كبيراً من الأصول في الصناديق التابعة لغرينسل كان مرتبطًا بسانجيف غوبتا، الذي تسببت قروضه في فضيحة 2018 لشركة إدارة الأصول المنافسة "جي إيه إم هولدنغ" (GAM Holding AG)، حسبما أفادت "بلومبرغ"، إذ رُبط نحو ثلث الأصول الاستراتيجية الرئيسية في الشركة المنهارة بشركات "جي إف جي إليانز" (GFG Alliance) التابعة لغوبتا أو عملائه كما في أبريل 2018، وفقًا لأحد الملفات.
وفي 5 نوفمبر الماضي، اتفق غرينسل مع كريدي سويس على دفع ما يصل إلى 390 مليون دولار حال أي عجز ناتج عن فشل في أصوله. إذ تُظهر وثيقة أن الممول سيدفع التعويض "إلى الحد" المتفق عليه إذا فشل في تحصيل أي مطالبة للسندات وقد قُدّم التعويض في خطاب موجَّه إلى صندوق "نوفا لوكس" (Nova Lux) التابع لـ"كريدي سويس".