التحديات التي تواجه شركة "بوينغ" بشأن برنامجها لتصنيع طائرة "737 ماكس"، تضع شركة تصنيع المحركات "سافران" (Safran) في مأزق إزاء التخطيط. قال الرئيس التنفيذي أوليفييه أندريس إن الشركة المصنعة الفرنسية تتوقع استمرار تباطؤ إنتاج مصانع "بوينغ"، نتيجة ما الحادث شبه الكارثي الذي أصاب إحدى طائراتها من طراز 737 الشهر الماضي، وقد يكون له تأثير محتمل على تسليم المحركات.
مدى التأثير يعتمد على إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، التي حددت سقفاً للإنتاج لدى "بوينغ" إلى أن يصبح مدققوها مقتنعين بأن جودة التصنيع قد تحسنت. هذا الوضع يجعل شركة "سافران"، التي تصنع محرك "CFM Leap 1B" من خلال مشروع مشترك مع "جنرال إلكتريك"، تخمن عدد التوربينات التي ستحتاجها الشركة الأميركية لصناعة الطائرات لـ"737 ماكس".
قال أندريس في اتصال هاتفي بينما أعلنت الشركة عن نتائج أعمال 2023: "سيكون هناك تأثير، من المحتمل، على إنتاج محركات (Leap 1B)، وتسليمها إلى شركة بوينغ، لكن لا يمكنني تحديد ذلك اليوم".
أوضح أندريس أن الشركة الأميركية لصناعة الطائرات لم تراجع حتى الآن خطط الإنتاج الخاصة بها مع الموردين، مضيفاً: "من المحتمل أن تنتظر بوينغ، قبل القيام بأي شيء، نهاية التدقيق الذي تجريه إدارة الطيران الفيدرالية وربما ستتخذ قراراً بعد ذلك".
أدى انفصال وسقوط مخرج الطوارئ من طائرة "737 ماكس 9" التي تشغلها شركة "ألاسكا إيرلاينز" أثناء الطيران في 5 يناير، لأن يكون 2024 بالنسبة لشركة "بوينغ" ومورديها عاماً لعدم اليقين. قبل ذلك الحادث، كانت الشركة الأميركية لتصنيع الطائرات تخطط لزيادة إنتاج طائرات ماكس، أهم منتجاتها التي تحقق لها أكبر إيرادات.
بوينغ تعمل دون الحد الأقصى
قالت شركة "هوميت أيروسبيس" (Howmet Aerospace)، الموردة لشركة "بوينغ"، هذا الأسبوع إنها تستند في توجيهاتها إلى معدل تصنيع 34 طائرة من طراز "737 ماكس" شهرياً، أي أقل من الوتيرة البالغة 38 طائرة في الشهر، التي وصلت إليها شركة صناعة الطائرات في نهاية عام 2023.
قال أندريس إن "سافران" لم تعدل تخطيطها في الوقت الحالي. وأكد أن مصانع "بوينغ" تعمل حالياً دون الحد الأقصى البالغ 38 طائرة في الشهر، الذي تفرضه إدارة الطيران الفيدرالية. وقالت الشركة الفرنسية إنها تتوقع ارتفاع تسليم محركات"Leap" بنحو 20 حتى 25% هذا العام، بما في ذلك توربين مصنوع لمنافسة عائلة "إيه 320" الأكثر مبيعاً التي تصنعها شركة "إيرباص".
مع ذلك، فإن مشاكل "بوينغ" تمثل خطراً على "سافران" و"جنرال إلكتريك". قال أندريس إن مشروع "سي أف أم إنترناشيونال (CFM International) لا يمكنه بسهولة تحويل الموارد لتصنيع المزيد من محركات "Leap 1A" لطائرة "إيه 320". أوضح أندريس قائلاً: "إنهما ليسا نفس المحرك"، كما أن الموردين للعديد من المكونات مختلفون، وأضاف: "يوجد عدد قليل جداً من الأجزاء المشتركة. من الواضح أنها نفس التكنولوجيا، إنها نفس بنية المحرك، لكنه ليس نفس المحرك".
من جهة أخرى، قالت شركة "إيرباص" يوم الخميس إنها تخطط لمواصلة زيادة إنتاجها من طائراتها التجارية، الأمر الذي قد يوفر لمشروع "سي إف إم" فرصة لتحويل المزيد من الإنتاج إلى الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات في 2025 إذا استمرت حصتها السوقية في النمو، حسبما قال أندريس، موضحاً أن القيام بذلك هذا العام أمر مستحيل. وأضاف أنه "بمجرد أن ترفع إدارة الطيران الفيدرالية سقف الإنتاج المفروض على "بوينغ"، "في ذلك الوقت، يتعين علينا مراجعة -إذا كانت هناك حاجة لذلك- خطتنا لإنتاج محركات (Leap 1B) وتسليمها".