سجل يناير 2024 رقماً قياسياً بالنسبة إلى سوق السندات الرئيسية في أوروبا، حيث باع المقترضون ديوناً جديدة تزيد قيمتها عن 350 مليار يورو، وطرح المستثمرون عروضاً تتجاوز 1.86 تريليون يورو.
فيما يلي 5 رسوم بيانية تلخص وضع سوق السندات خلال يناير:
السندات السيادية في الصدارة
حظيت حصة إصدارات القطاع العام، وخاصة من المؤسسات السيادية، بإصدارات مذهلة عند 55% من إجمالي إصدارات شهر يناير المباعة من قبل ما يسمى بالمؤسسات فوق الوطنية والسيادية والوكالات، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". زادت إصدارات القطاع بأكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي.
تصدرت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا هذه الطروحات بأكبر قدر من الصفقات. ومع ذلك، قد تتباطأ هذه الوتيرة خلال فبراير، بعد "العرض المشترك الضخم في يناير"، بحسب ما كتب استراتيجيون في بنك "باركليز".
جاءت الإصدارات الضخمة هذه مدعومة بطلب محموم على ما يبدو. يواصل المستثمرون تكديس حيازاتهم من السندات الحكومية لتأمين مستويات العوائد الحالية قبل أن تبدأ البنوك المركزية الكبرى في العالم في التراجع عن التشديد النقدي القوي الذي شهدته السنوات الماضية. يُتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بما يصل إلى 1.5 نقطة مئوية خلال العام الجاري، وسط توقعات أن تكون بداية الخفض بربع نقطة في أبريل المقبل.
حتى اليونان تلقت طلبات قياسية تجاوزت 35 مليار يورو على أول صفقة بيع جديدة لسنداتها منذ عودة تصنيفها إلى الدرجة الاستثمارية وفق وكالتي التصنيف الائتماني "فيتش" و"ستاندرد آند بورز" في أواخر العام الماضي.
إقبال على الديون ذات الآجال الطويلة
بالنسبة إلى الشركات والمؤسسات المالية، كان الدين طويل الأجل هو الخيار البارز. تظهر البيانات أن صفقات السندات ذات آجال الـ10 سنوات أو أكثر حظيت بأفضل نسبة تغطية من أي نطاق آجال أخرى، مما يعكس الاقتناع بأن تخفيضات البنوك المركزية لأسعار الفائدة ستكون واسعة النطاق هذا العام.
عادةً ما يكون يناير شهراً أبطأ بالنسبة إلى الشركات، حيث تدخل العديد منها فترات حجب قبل نشر أرباحها. وتأمل الشركات التي لم تستفد من الفرص في الشهر الماضي أن تستمر الظروف المماثلة بعد موسم تقارير النتائج المالية. حتى الآن، لا تزال هناك رغبة في المخاطرة بشكل جيد، على الرغم من الظروف غير المواتية العديدة التي تواجهها السوق.
وصلت مقاييس مخاطر الائتمان المؤسسي والمالي ذات الدرجة الاستثمارية إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين.
أخبار البنوك السلبية تؤرق المستثمرين
الأمر لا يقف عند حد تأثير الرياح المعاكسة على الاقتصاد الكلي والتي ستمثل الشغل الشاغل للمستثمرين حالياً. الأخبار السلبية من البنوك هذا الأسبوع، بما في ذلك "نيويورك كوميونتي بانكورب" (New York Community Bancorp) و"أوزورا بنك" (Aozora Bank) في اليابان أثارت قلق المستثمرين، في حين أدى الارتفاع السريع والمدفوع بالهلع الذي سيطر على الأسواق منذ نهاية العام الماضي إلى عمليات بيع اضطرارية في السوق.
بالنسبة إلى الاستراتيجيين في بنك "أوف أميركا"، وهما بارنابي مارتن ويوانيس أنجيليكيس، كان التشديد النقدي هائلاً لدرجة أنه وصل إلى "مستويات تشير عادةً إلى نقاط استنفاد الارتفاع".
ملاحظة: بيانات حجم إصدارات السندات تغطي المبيعات المشتركة المقومة باليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأميركي (يورو-دولار) في أوروبا بفترة استحقاق لا تقل عن 1.5 سنة، وبحد أدنى لقيمة الإصدار عند 100 مليون يورو.