صعدت أسهم شركة "بوينغ" بعد تفوقها على منافستها "إيرباص" في شهر فبراير، بفضل تقدم عدد صفقات الطائرات الجديدة على عمليات الإلغاء لأول مرة في 14 شهراً.
وتنهي مصنعة الطائرات الأمريكية بذلك مرحلة ركود بدأت مع انغماسها في أزمة طائرتها "737 ماكس" التي تعرضت لحادثين قاتلين.
إلا أن "بوينغ" لم تسلم أي طائرة من طراز " 787 دريملاينر" للشهر الرابع على التوالي، وهو تذكير بأن الشركة لا تزال تقوم بمجهود كبير، فيما تحاول كبح الخسائر الفادحة لأعمالها الهامة للغاية بالطائرات التجارية وسط جائحة كورونا.
وبدأت شركات الطيران في التخطيط لانتعاش السفر في ظل اكتساب لقاحات كورونا زخماً كبيراً، حيث طلبت شركة "يونايتد إيرلاينز" 25 طائرة أخرى من طراز "ماكس" التابع لـ"بوينغ". وأدى ذلك أخيراً إلى خلق بعض الزخم في مبيعات "بوينغ" بعد خروج الطائرة أحادية الممر من ركنها على الأرض، في أطول مدة ركن للطائرات النفاثة في تاريخ الولايات المتحدة.
وسجلت "بوينغ" 82 طلب مبيعات لتشكيلتها التجارية من الطائرات النفاثة في شهر فبراير، شمل "737" ضيقة البدن والعملاقة "777 إكس". ووجدت الشركة أيضاً منزلاً لآخر طائرة من طراز "747-8" الجامبو التي لم يطلبها أحد، حيث عثرت على أحد كبار الشخصيات لشراء طائرة الركاب التي تم بناؤها منذ سنوات وتم تخزينها طويلاً.
التحليق عالياً
وارتفع عدد الطلبات المتراكمة لدى الشركة بنسبة تقل عن 1% إلى 4041 طلباً الشهر الماضي، وهو ما كان كافياً لإنهاء الركود الذي بدأ في أواخر عام 2019. وخلال الشهرين الأولين من هذا العام، سجلت "بوينغ" 86 طلباً إجمالياً و29 صافي مبيعات من صفقات تم إلغاؤها أو تحويلها إلى طرازات أخرى.
وتجاوزت أسهم "بوينغ" عتبة 230 دولاراً يوم الثلاثاء صاعدة بأكثر من 2%. وجاءت طفرة طلبيات "بوينغ" على النقيض من حصيلة الطلبيات السلبية لشركة "إيرباص" البالغة 81 طلبية حتى الآن هذا العام. وحجز صانع الطائرات الأوروبي، الذي سيطر على المبيعات خلال فترة الركن القصوى، 11 طلباً جديداً مقابل 92 إلغاء.
وسلمت شركة "إيرباص" المزيد من الطائرات للعملاء في شهر فبراير، وصلت إلى 32 طائرة مقارنة بـ22 لطائرة "بوينغ"، فيما شملت جميع شحنات "بوينغ" طراز "ماكس" باستثناء أربع طائرات. وقالت "بوينغ" إن أكثر من 160 من أصل 195 منظماً عالمياً سمح للطائرة بالعودة إلى السماء بعد إعادة تصميم نظام التحكم في الطيران المرتبط بحادثي التحطم. ولا تزال الصين واحدة من بين الدول المستمرة في حظر "ماكس".
ولم تسلم "بوينغ" أي طائرات من طراز "دريملاينر" منذ شهر أكتوبر لأنها تقوم بفحص وإصلاح عيوب التصنيع في أكثر من 80 طائرة مخزنة في مصانعها ومخازنها. وكررت الشركة يوم الثلاثاء أنها تتوقع استئناف عمليات التسليم بحلول نهاية الشهر الجاري، إلا أنها ألمحت إلى احتمالية حدوث خلل في الجدول الزمني.
وقالت "بوينغ" في رسالة عبر البريد الإلكتروني:
سنستمر في أخذ الوقت اللازم وسنقوم بتعديل أي خطط للتسليم حسب الحاجة. نبقى على اتصال دائم وشفاف مع عملائنا والمنظمين
وانتهى إنتاج "دريملاينر" في مصنع بمنطقة سياتل وتم إخراج آخر طائرة من المصنع في 26 فبراير. وستقوم "بوينغ" الآن بتصنيع الطائرات ذات الممر المزدوج فقط في مصنع غير تابع للاتحاد بولاية ساوث كارولاينا.
كما يتم تحويل الخانات الخالية في مصنع إيفريت بولاية واشنطن إلى محطات صيانة حيث يقوم الميكانيكيون بفحص وإصلاح العيوب الصغيرة التي ظهرت على البطانة الداخلية لهيكل الطائرات.
وتتضمن العملية، التي قد تستغرق عدة أسابيع، تمزيق كابينة "دريملاينر" للبحث عن عيوب، بعرض شعرة الإنسان، حول محيط مكان ربط براميل الألياف الكربونية، لتشكيل إطار الطائرة.