أطلقت إدارة الطيران الفيدرالية تحقيقاً رسمياً مع شركة "بوينغ" في أعقاب الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي على متن إحدى طائرات الركاب التابعة لها، الأمر الذي فاقم أزمة الثقة بمصنعة الطائرات الأميركية.
أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية قرارها بفتح التحقيق اليوم الخميس، قائلة إن "ممارسات التصنيع للشركة تحتاج إلى الامتثال لمعايير السلامة رفيعة المستوى التي تتحمل الشركة المسؤولية القانونية عنها". جاء التحقيق نتيجة انفجار ما يسمى بقابس الباب أثناء تحليق الطائرة "737 ماكس 9" التي تشغلها شركة "ألاسكا إيرلاينز" في 5 يناير.
قالت إدارة الطيران في بيان: "كان ينبغي ألا يندلع هذا الحادث أبداً، ولا يمكن أن يحدث مرة أخرى".
شركات وهيئات تنظيم الطيران تتحرك بعد حادث "بوينغ 737 ماكس"
ذكرت الإدارة أنها أُخطرت بوجود "متناقضات إضافية" في طائرات "737 ماكس 9" الأخرى بعد حادث "ألاسكا إيرلاينز". وفي رسالة إلى "بوينغ" توضح قرارها، قالت إدارة الطيران الفيدرالية: "ربما تكون (بوينغ) قد فشلت في التأكد من مطابقة منتجاتها المكتملة لتصميمها المعتمد، وكانت في حالة تشغيل آمن وفقاً لإجراءات فحص واختبار نظام الجودة".
لم تصدر "بوينغ" تعليقاً فورياً بشأن تحقيق إدارة الطيران الفيدرالية.
تصعيد التدقيق
هذه الخطوة تُصعّد المخاطر أمام "بوينغ"، التي تواجه بالفعل تدقيقاً صارماً بشأن سلسلة من مشكلات الجودة عبر برامج الطائرات المتعددة. أوقفت الجهات التنظيمية تشغيل 171 طائرة من طراز "737 ماكس 9" بعد حادث ألاسكا لإتاحة الفرصة لإجراء عمليات الفحص. عثرت شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" (United Airlines Holdings)، وهي أكبر مشغل لهذا الطراز، على مسامير مفككة في عدة طائرات من الطراز نفسه أثناء عمليات التفتيش الأولية.
انخفض سعر سهم "بوينغ" بنسبة 1.6% حتى الساعة 12:13 مساءً في نيويورك. كان السهم قد تراجع بـ14% هذا العام إثر هذه الكارثة الوشيكة ووقف تشغيل طراز "ماكس 9".
حادث "737 ماكس" يفسد احتفال"بوينغ" بأكبر مبيعات شهرية للطراز
يأتي قرار إدارة الطيران الفيدرالية بعد أن ألمح وزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ يوم الأربعاء إلى أن "ماكس 9" لن يتم التعجل بإعادة تشغيلها. وفي مؤتمر النقل في واشنطن، قال إن طائرات هذا الطراز ستظل متوقفة عن العمل حتى تعتمد الجهات التنظيمية سلامتها للطيران، وهو ما وصفه بأنه "الاعتبار الوحيد".
كانت لوحة كبيرة من الجانب الأيسر لبدن الطائرة "737 ماكس 9" انفجرت أثناء تحليق الطائرة الأسبوع الماضي، مما تسبب في حادث عرّض المسافرين على متنها لثقب كبير في بدن الطائرة. لم يُصب أحد بجروح خطيرة، وعادت الطائرة بسلام، لكن الضغوط تزايدت على "بوينغ" وإدارتها العليا لتفسير هذا الخلل.
