اختتمت شركة "بوينغ" عام 2023 بأكبر مبيعات شهرية على الإطلاق لطائرة "737 ماكس"، وهو إنجاز عادة ما يكون جديراً بالاحتفاء. لكن على العكس من ذلك، يخضع هذا الطراز لتدقيق متزايد بعد وقوع كارثة لرحلة شركة "ألاسكا إيرلاينز" التي كانت تطير بهذا الطراز.
سجلت شركة صناعة الطائرات 301 طلبية شراء من الطراز "737 ماكس" في ديسمبر، من إجمالي 371 طلباً عبر خط إنتاج "بوينغ"- وهو رقم قياسي آخر. تمكنت أكبر شركة أميركية تصدّر منتجاتها أيضاً من تحقيق أهداف التسليم السنوية للطائرة التي كانت خُفضت في الربع الرابع بسبب خلل سابق من جهة التوريد.
ختام قوي لعام 2023
الختام القوي الذي حققته "بوينغ" في عام 2023 كان بمثابة إشارة متفائلة للعام المقبل، حيث إن طائرة "737 ماكس" هي أكبر مصدر لإيرادات الشركة. لكن آفاقها خيم عليها الحادث الذي تعرضت له رحلة "ألاسكا إيرلاينز" رقم 1282 في يوم 5 يناير، ما دفع الجهات التنظيمية إلى إيقاف تشغيل معظم أسطول طائرات "ماكس 9".
قالت جينيفر هومندي، رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل أمس الإثنين إنها تدرس توسيع نطاق تحقيق المجلس بشكل أعمق ليشمل عملية التصنيع، بعد أن أظهرت عمليات التفتيش الأولية لشركة الطيران أن أدوات التثبيت مفككة أو مثبتة بشكل خاطئ في طائرات متعددة.
قال رون إبستاين، المحلل في "بنك أوف أميركا"، في رسالة إلى العملاء قبل إعلان النتائج: "نرى أن الحادث الأخير يؤدي إلى تهاوي الثقة الهشة التي كان حظي بها الطراز 737 ماكس. من وجهة نظرنا، تحتاج بوينغ إلى التحرك بحذر وعقلانية وسط ظروف محتملة محفوفة بالمخاطر قد تؤثر على سمعتها".
صفقة ضخمة
من بين طلبيات "بوينغ" في ديسمبر صفقة ضخمة بـ68 طلبية لشراء طائرات "دريملاينر". جاءت 201 طلبية من إجمالي الحجوزات الشهرية من عملاء لم تسمّهم الشركة- والتي كانت تعكس في الماضي في كثير من الأحيان نشاط الصين. ساعد هذا النشاط في تحفيز شركة صناعة الطائرات إلى أعلى إجمالي مبيعات سنوية لها منذ ما يقرب من عقد من الزمن: حيث بلغ الإجمالي 1456 طائرة، أو 314 طائرة بما في ذلك عمليات الإلغاء والتحويلات.
سلمت "بوينغ" 67 طائرة في ديسمبر، بما في ذلك 45 طائرة من عائلة 737، و22 طائرة عريضة البدن، وفقاً لبيان صدر اليوم الثلاثاء. على مدار العام بأكمله، سلّمت الشركة 396 طائرة من طراز "737"، والذي جاء ضمن نطاق هدفها الذي يتراوح بين 375 إلى 400 طائرة.
اضطرت شركة صناعة الطائرات إلى خفض هدفها السنوي للطائرة "737" في وقت سابق من عام 2023 بسبب مشكلة في الثقوب المحفورة في الحاجز الخلفي من قبل شركة التوريد "سبيريت إيروسيستمز هولدينغز" (.Spirit AeroSystems Holdings Inc)، وهي الشركة التي كانت تمتلكها "بوينغ" والمتخصصة في تصنيع معظم أجزاء الطائرات ضيقة البدن.
هل ستخفض "بوينغ" إنتاج طائرات "737"؟
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو ما إذا كانت "بوينغ" ستضطر إلى خفض خططها لتسريع إنتاج طائرات "737" هذا العام، وفقاً لما ذكره سيث سيفمان، المحلل لدى "جيه بي مورغان".
باع المستثمرون أسهم "بوينغ" منذ 5 يناير، عندما فقدت الرحلة 1282 لوحة جسم الطائرة أثناء تحليقها فوق بورتلاند أوريغون.
مع نفاد مواعيد التسليم المتاحة لشركة "إيرباص" المنافسة، التي ستعلن نتائجها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، حتى أوائل عقد الثلاثينات من القرن الحالي، يبدو أن انخفاض مبيعات "بوينغ" أقل خطورة.
قال إبستاين في تقرير بتاريخ 7 يناير: "مع ذلك، إذا استمرت الصفعات التي يتعرض لها برنامج التصنيع، في مرحلة ما، فقد يفقد عملاء الطيران الثقة في الطائرة 737 ماكس، مما قد يؤثر في النهاية على مبيعاتها".
