وافقت "شل" على بيع حصتها في مصفاة "شويدت" (Schwedt) الألمانية، وهي محطة تزود معظم شرق ألمانيا بالوقود والتي تأثرت بالأزمة القائمة بين أوروبا وموسكو بشأن الحرب في أوكرانيا.
باتت حصص الملكية في المصفاة طيّ النسيان بعدما استولت عليها ألمانيا من مالكة الأغلبية "روسنفت" التابعة للحكومة الروسية بعد الغزو، وتهديد الحرب والعقوبات مصدر إمداداتها الرئيسي.
حاولت "شل" بيع حصتها في "شويدت" لسنوات، كجزء من خطة لتقليص محفظتها العالمية من التكرير إلى المواقع الأساسية مثل "راينلاند" في ألمانيا. ومن المتوقع أن تُغلق عملية بيع حصتها البالغة 37.5% لـ"براكس غروب" في النصف الأول من 2024، حيث ما تزال مرهونة بالموافقات التنظيمية عليها. ولم يجر الكشف عن الشروط المالية للصفقة بعد.
قال بيراج بوركاتاريا، المحلل لدى "آر بي سي" (RBC): "من الناحية الاستراتيجية، تتماشى هذه الخطوة مع ما ذكرته الشركة سابقاً.. خاصةً أن تكاليف الطاقة غير التنافسية وصعوبة الحصول على النفط -بسبب القيود المفروضة على الخام الروسي- جعلت من الظروف الاقتصادية أكثر صعوبة بالنسبة لمصافي التكرير الأوروبية".
واضطرت مصفاة "شويدت" إلى تقليص الإنتاج في وقت سابق من العام الحالي، بعد انقطاع إمدادات خام الأورال الروسي عبر شبكة خطوط أنابيب دروجبا منذ بناء المصفاة في الستينيات. وتحصل المصفاة الآن على إمدادات الخام الكازاخستاني من خلال تلك الشبكة، إضافة إلى التسليمات من موانئ "جدانسك" في بولندا و"روستوك" في شمال ألمانيا.
"براكس غروب" دخلت لأول مرة في مجال التكرير منذ ثلاث سنوات عندما اشترت مصفاة "ليندسي" في المملكة المتحدة من شركة "توتال إنرجيز". واشترت الشركة، التي لديها عمليات في التجارة والتجزئة، حصة بمنشأة لمعالجة النفط في جنوب أفريقيا قبل أسبوعين.
أجرت "شل" محادثات لبيع الحصة مع شركة "فارو إنرجي" (Varo Energy) في وقت مبكر من 2016. ثم أبرمت شركة تُدعى "ألكمين" (Alcmene ) اتفاقية شراء لحصة "شل" منذ أكثر من عامين، لكن "روسنفت" أرادت أيضاً هذه الحصة، ومارست حق الشفعة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة وطول أمد الخلاف.
استولت ألمانيا على الوحدة المحلية لشركة "روسنفت" في سبتمبر 2022، إذ تحركت برلين للسيطرة الكاملة على صناعة الطاقة وتأمين الإمدادات والحد من الاعتماد الكبير على إمدادات موسكو. وكانت مصفاة "شويدت" الواقعة على الحدود البولندية من بين أهم الأصول في الصفقة.